? تناولنا في هذا العمود في الشهر الماضي الجدل الدائر حول شجرة «المورنيقا» التي يدعي تجارها ومروجوها ان عشبها وبذورها تشفي أمراضاً تعد بالمئات ونسبة لارتفاع أسعار الأدوية الحديثة اضطر كثير من المرضى وغالبيتهم غير قادرين على شراء تلك الأدوية اللجوء إلى الطب الشعبي وبالأخص «المورينقا» التي وجدت رواجاً واسعاً في الآونة الأخيرة - تباع في الأسواق والبقالات وحتى في بعض الصيدليات في شكل عبوات رخيصة السعر.. ? وفي آخر مقال دعوت أمين عام جمعية حماية المستهلك لحسم هذا الجدل.. هل المورينقا حقاً وسيلة علاج أم أن تجار الأعشاب يدعون غير ذلك؟ فاستجاب د. ياسر ميرغني للنداء مشكوراً وبعث للصحيفة نسخة من تقرير كتبة البروفيسور حسن السبكي خالد المدير العام لمعهد النباتات الطبية والفطرية يؤكد فيه امكانية استخدام كافة معطيات «شجرة المورينقا» في الدواء والعلاج»... ? وحسب تقرير البروفيسور السبكي فإن أوراق «المورينقا» من أفضل الخضروات التي تعتبر أحد مصادر الحديد كما انها فاتحة شهية وتساعد في عملية الهضم .ويحتوي زيت بذور المورينقا على مواد مضادة للميكروبات.. ونسبة الزيت فيها تزيد عن «38%» وزيتها لا يتزرنخ ويحترق بدون دخان.. ? بل أن أوراق «المورينقا» تعد وجبة رئيسية عند الصينيين فهم يغلون أوراقها مع الكري لتناوله.. الثمار الخضراء تغلى وينزع عنها الغطاء السميك وتقطع في شكل شرائح وتؤكل مثل الفاصوليا الخضراء والبسلة الخضراء.. وثمار بعض الانواع تؤكل مثل الفول الأخضر ولكن طعمها مر ولذلك فإن البذور يتم غسلها جيداً للتخلص من المرارة.. ? ولكن البروفيسور السبكي يحذر من فرط تناولها ويقول ان ثمار المورينقا حين تناولها بكميات كبيرة سواء أكانت مطبوخة أو طازجة قد تكون سامة.. ? ومن استخدامات المورينقا الأخرى مكافحة النيماتودا وتغذية الحيوانات وتربية النحل وبذورها غنية بالدهون وزيتها يستخدم كزيت سلطة وكل 100 جرام من الثمار الخضراء تحتوي على «43» سعرا حراريا وتحتوي كذلك على الأحماض الامينية والمعادن خاصة الكالسيوم والفيتامينات ويحتوي على فيتامين سي . ? ويمكن زراعة اشجار المورينقا على جسور الترع والمجاري المائية والحدائق المنزلية والتقاسيم حول المزارع فهي تستخدم في تحسين خواص التربة.. ? لا تتحمل اشجار المورينقا البرد أو الجليد الذي يؤدي إلى موتها في سطح الأرض وهي المنطقة التي تبدأ منها خروج الحلقات الجديدة ثانية بعد زوال المؤثر السلبي وتزهر وتثمر بغزارة وبصفة متواصلة بمواقع الانتشار بالأقاليم الاستوائية وشبه الاستوائية.. وأفضل نمو للأشجار بالأراضي الرملية الجافة لأنها مقاومة للجفاف.. ? ومع ان المورينقا موطنها الأصلي هي بلاد الهند إلا أن بلدانا كثيرة أخرى في العالم بدأت في زراعتها ولكن نادراً ما تزرع بكميات تجارية.. ? نبات المورينقا يسمى «الرواق» لأنه يستخدم في تنقية مياه الشرب وهي تعرف بعدة أسماء أخرى منها - شجرة اليسر- شجرة اللبان- الحبة الغالية- الثوم البري- فجل الحصان- الشجر الرواق- عصا الطبلة. وأخيراً اعتقد ان تقرير البروفيسور سبكي يكفي لحسم الجدل حول هذه الشجرة العجيبة.. وأرجو ان يكون القراء قد اقتنعوا بفحوى هذا التقرير العلمي..