تحركت سفن حربية أميركية صوب ليبيا يوم أمس الثلاثاء، بينما حذرت واشنطن من أن الدولة المنتجة للنفط في شمال أفريقيا قد تنزلق إلى الفوضى إذا لم يتخل الزعيم الليبي معمر القذافي عن السلطة. وينظر على نطاق واسع إلى تحريك السفن والطائرات الأميركية إلى مواقع أقرب إلى ليبيا على أنه استعراض رمزي للقوة، لأن الولاياتالمتحدة لم تظهر هي ولا حلفاؤها في حلف شمال الأطلسي أي رغبة في التدخل العسكري المباشر في اضطراب يخسر القذافي خلاله السيطرة على مساحات كبيرة من البلاد. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن، إن الولاياتالمتحدة تنظر في خيارات مختلفة بشأن ليبيا، لكن لم تتخذ قرارات بعد على الرغم من أنها تكثف الضغوط على القذافي كي يتنحى. وقال جيتس للصحفيين إن وزارة الدفاع "البنتاجون" تنقل سفينتي إنزال برمائي ومئات من مشاة البحرية إلى البحر المتوسط، حيث قد يساعدون في الإجلاء والإغاثة الإنسانية، إذا دعت الضرورة. تحذير من حرب أهلية من جانبها، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من حرب أهلية في ليبيا إذا رفض القذافي التنحي. وتسعى قوات القذافي إلى استعادة المناطق الموجودة الآن في يد المتمردين. وقالت لمشرعين في واشنطن: "في الأعوام القادمة قد تتحول ليبيا إلى ديمقراطية سلمية أو تواجه حرباً أهلية طويلة أو تنزلق إلى الفوضى". وقالت إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في حلف الأطلسي يدرسون بنشاط فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا. وسيمنع فرض هذه المنطقة القذافي من استخدام القوات الجوية ضد المتمردين، لكن محللين يقولون إن الزعيم الليبي يعتمد أساساً على قوات برية لمهاجمة المحتجين الذين يريدون إنهاء حكمه المستمر منذ 41 عاماً. وقال مسؤول عسكري أميركي إن فرض منطقة حظر طيران سيواجه تحديات، مشيراً إلى الدفاعات الليبية المضادة للطائرات. وقال الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية الأميركية في جلسة في مجلس الشيوخ: "يتعين إزالة قدرات الدفاع الجوي لإقامة منطقة حظر طيران.. لا يجب أن ننساق للوهم هنا". ويقدر أن قيادة الدفاع الجوي الليبية لديها 216 صاروخاً أرض جو، و144 صاروخاً مقطوراً و72 صاروخاً ذات الدفع. ولكن كثيراً من المحللين يقولون إن العتاد العسكري الليبي يفتقر إلى الصيانة أو أنه غير مستخدم، مما يثير تساؤلات حول الخطورة التي ستشكلها الصواريخ المضادة للطائرات.