لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحالف يشن غارات على طرابلس وسبها.. والطائرات الفرنسية دمرت طائرة ليبية في مصراتة.. أنقرة تعلن انتقال قيادة العمليات العسكرية في ليبيا من واشنطن إلى الحلف الأطلسي خلال يوم أو يومين
نشر في الراكوبة يوم 25 - 03 - 2011

في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف ضد ليبيا، قال جان بينغ، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن الاتحاد دعا مندوبين من حكومة العقيد معمر القذافي والمعارضة الليبية وآخرين لإجراء محادثات في أديس أبابا اليوم، حسب «رويترز».
وأبلغ بينغ الصحافيين بأن القذافي قد يرسل رئيس وزرائه. كما وجهت الدعوة أيضا لمسؤولين من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودول عربية مجاورة للحضور إلى إثيوبيا لمناقشة الأزمة الليبية.
إلى ذلك، قال متحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية أمس إن طائرة حربية فرنسية أطلقت صاروخا «جو - أرض» على طائرة عسكرية ليبية ودمرتها لدى هبوطها في قاعدة مصراتة الجوية في غرب ليبيا أمس.
وقال المتحدث إن دورية من طائرات «رافال» المقاتلة التي تعمل ضمن قوة التحالف الغربي، رصدت الطائرة الليبية وهي تنتهك أمر حظر الطيران. وأضاف المتحدث الذي كان يقرأ بيانا للقوات المسلحة «نفذت الدورية الفرنسية ضربة جو أرض بصاروخ (إيه إيه إس إم) بعد هبوط الطائرة مباشرة في قاعدة مصراتة الجوية».
وتوغلت طائرات حربية غربية لمسافات أعمق داخل ليبيا أمس، بعد أن دخلت دبابات القذافي مجددا بلدة مصراتة الليلة قبل الماضية وحاصرت المستشفى الرئيسي.
وفي وقت سابق أمس قالت القوات المسلحة الفرنسية إن طائرات فرنسية ضربت قاعدة جوية ليبية رئيسية في الساعات الأولى من الصباح، في خامس عملية قصف ليلي تقوم بها القوى الغربية ضد جيش القذافي. وتم نشر نحو 15 طائرة فرنسية يوم الأربعاء ونحو 12 طائرة حتى وقت متأخر ليلا وجهت ضربات صاروخية إلى قاعدة جوية على بعد نحو 250 كيلومترا من ساحل ليبيا على البحر المتوسط.
وشن التحالف الدولي أمس ومساء أول من أمس غارات جوية مكثفة على مدينة سبها على بعد 750 كم جنوب طرابلس معقل قبيلة القذاذفة التي يتحدر منها القذافي، كما قال أحد سكان المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال هذا الشاهد رافضا الكشف عن اسمه إن «الغارات بدأت اعتبارا من الساعة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي. سمعنا تحليق طائرات ونيرانا مضادات، ثم عدة انفجارات». وأضاف أن «النيران والغارات استؤنفت عند الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش، ولم تتوقف إلا عند الساعة الخامسة»، لكن لم يتسن له تحديد المواقع التي استهدفها التحالف الدولي.
وتقع عدة مواقع عسكرية في مدينة سبها، القاعدة الخلفية للنظام، حيث تتمركز القبائل المسلحة الأكثر وفاء للقذافي. وبحسب سكان من المدينة فإن الكثير من أنصار النظام، لا سيما الموجودين في سرت، توجهوا إلى سبها منذ بدء عمليات التحالف الدولي السبت.
وفي سياق ذلك، قال مصدر عسكري ليبي أمس إن الطيران الغربي شن ضربات جديدة على هدف (كلية عسكرية) في حي تاجوراء بالعاصمة الليبية طرابلس، بعد أن ضربه في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وفي أجدابيا، أكد شهود عيان أمس أن فلول قوات الكتائب الأمنية تتفاوض مع الثوار من أجل الاستسلام والخروج من المدينة بسلام.
وقال الشهود لموقع صحيفة «برنيق» الليبية على شبكة الإنترنت إن «الكتائب تريد الخروج من المدينة بشرط أن يخرجوا بكامل آلياتهم ومعداتهم وألا يتعرضوا للخطر». وأوضح الشهود أن الثوار رفضوا هذا الطلب، وذلك بعد الدمار الذي خلفوه في المدينة. وأضاف الشهود أن الثوار أمهلوا هذه القوة حتى صباح اليوم، وإلا سوف يزحفون لتحرير المدينة من قبضتهم، مؤكدين قرب نفاد ذخيرتهم، الأمر الذي اضطرهم للجوء إلى التفاوض مع الثوار.
وفي غضون ذلك، ترد حكومة القذافي، بعد أن تعرضت دفاعاتها لضربات مدمرة من قوات جوية غربية، بحملة دعائية صاخبة تهدف لتصويرها ضحية بريئة لعدوان «استعماري صليبي». وأكدت الحكومة أن عشرات المدنيين قتلوا خلال غارات جوية غربية مستمرة منذ خمس ليال متتالية، لكنها لم تقدم للصحافيين أي دليل قوي على مقتل مدنيين. وينفي مسؤولون عسكريون غربيون سقوط أي قتلى من المدنيين.
وقالت «رويترز» إنه من خلال بيانات في التلفزيون الرسمي، وأحداث صحافية معدة سلفا بعناية في طرابلس، تعمل حكومة القذافي بجد شديد لإقناع العالم بأن قواتها لم تشارك في عمليات عسكرية ضد مدنيين في مدن يسيطر عليها المحتجون.
ورسم سكان مدن محاصرة يسيطر عليها المحتجون مثل مصراتة صورة مختلفة عندما اتصلت بهم «رويترز» هاتفيا. وقال السكان إن الغارات الجوية المستمرة منذ أيام لم تنجح في منع قوات القذافي من قصف المدنيين وقتلهم رميا بالرصاص. ورأى صحافيون من «رويترز» سمح لهم بزيارة مشرحة أمس جثث 18 رجلا بالغا في أول مرة تعرض فيها جثث على صحافيين أجانب في طرابلس. وقالت الحكومة إن الجثث لضحايا غارات التحالف. وقال مسؤول ليبي هناك إن بعض القتلى جنود لقوا حتفهم في غارة جوية الأربعاء وبعضهم مدنيون. ولم تعرض على الصحافيين جثث نساء أو أطفال.
واصطحب مسؤولون صحافيين الأربعاء في سيارات إلى بلدة صحراوية نائية جنوب شرقي طرابلس ليروا أسرة جندي قتل خلال قتال مع معارضين مسلحين في شرق ليبيا. وقال رجل من أبناء العشيرة المحلية يدعى محمد خلف، ردا على سؤال صحافي زائر عن سبب اصطحاب الصحافيين إلى ذلك المكان «لا أدري.. هذه ليست مشكلتي».
واصطحب مسؤولون في الحكومة صحافيين يوم 20 مارس (آذار) الحالي إلى جبانة في طرابلس ليحضروا دفن أشخاص قال المسؤولون إن قنابل التحالف قتلتهم. وروى الحاضرون خلال مراسم الدفن روايات متضاربة عن كيفية وفاة ذويهم بحيث أصبح من الصعب التحقق من صدق رواية المسؤولين.
وأجاب موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة، عن سؤال عن سبب عدم السماح للصحافيين بزيارة أسر الذين قتلوا في غارات جوية، بأن الحديث إلى أقارب القتلى ليس مأمونا في الظروف الحالية.
إلى ذلك، قال صحافي سويسري في بلدة الزنتان، عبر الهاتف، إن ثمانية معارضين قتلوا في معارك حول البلدة الواقعة في غرب ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية، لكن الوضع أصبح أكثر هدوءا أمس.
وأضاف الصحافي جيتان فاناي، ل«رويترز»، أن قوات القذافي ما زال لديها أكثر من 30 دبابة خارج البلدة. وقال «لكن البلدة لا تخضع للحصار مثلما كان الحال قبل أربعة أيام».
وتهاجم طائرات حربية غربية دبابات الحكومة الليبية منذ بضعة أيام. ولم تقع أي من تلك الهجمات في الزنتان. ولم يتضح السبب الذي جعل القوات الحكومية تنسحب من البلدة الواقعة على مسافة 140 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس.
وقال متحدث باسم المعارضين يدعى عبد الرحمن إن البلدة أصبحت هادئة منذ مساء الأربعاء بعد تعرضها لقصف متقطع، لكنه أوضح أن نحو 50 دبابة حكومية لا تزال ترابط حول البلدة.
وعندما اندلع القتال مطلع الأسبوع فر الكثير من السكان إلى كهوف في المنطقة الجبلية. وقال الصحافي السويسري الذي يقوم بمهمة عمل لحساب هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية «بدأ الناس في العودة من الكهوف التي لجأوا إليها على مدى ثلاثة أو أربعة أيام». وقال فاناي «الناس ما زالوا حذرين.. الكثير من الرجال يتابعون الوضع من خارج البلدة. إنها لا تزال تحت الحصار العسكري». لكن الحالة النفسية تغيرت منذ يوم الجمعة. وذكر فاناي أن جنديا من قوات المعارضة توفي أول من أمس في مستشفى الزنتان متأثرا بجروح أصيب بها قبل بضعة أيام، ليصبح ثامن مقاتل من المعارضة يلقى حتفه في الأيام القليلة الماضية. وهناك نحو 20 آخرين من المصابين في المستشفى لكن بعض الإمدادات الطبية وصلت في الآونة الأخيرة. والبلدة بها كهرباء ومياه آبار. وقال فاناي إن الحكومة اعتقلت عددا قليلا من جنود المعارضة في الأيام الماضية واستجوبتهم ثم أطلقت سراحهم. وأضاف «سمحوا لهم بالعودة إلى عائلاتهم».
من جهته، قال الجيش الأميركي أمس إن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد القذافي أطلق 14 من صواريخ توماهوك الليلة قبل الماضية. وذكر متحدث باسم القيادة الأميركية لأفريقيا في ألمانيا أن دول التحالف أسقطت قنابل كذلك على أهداف في ليبيا حيث يواصل القذافي تحديه.
إلى ذلك، أكدت الحكومة الأردنية أمس أنه لا مشاركة عسكرية للأردن في العمليات الدولية في ليبيا، معربة عن استعداد المملكة لتقديم دعم إنساني إن طلب منها ذلك. وقال طاهر العدوان، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، لوكالة الصحافة الفرنسية «لا مساهمة أو مشاركة عسكرية أو مشاركة ميدانية للأردن على الأرض في ليبيا». وأضاف «إذا طلب منا مستقبلا سيارات إسعاف أو دعم إنساني فقط نحن مستعدون».
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن الأربعاء أن الكويت والأردن سيقدمان «دعما لوجيستيا» للعمليات الدولية في ليبيا، معربا عن «أمله» في انضمام بلدان عربية أخرى إلى تلك العمليات.
أنقرة تعلن انتقال قيادة العمليات العسكرية في ليبيا من واشنطن إلى الحلف الأطلسي خلال يوم أو يومين
قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، إن قيادة العمليات العسكرية الغربية في ليبيا ستنقل من الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي خلال يوم أو يومين، حسب ما ذكرت «رويترز».
وأضاف أوغلو للصحافيين: «تم التوصل للتسوية مبدئيا في وقت قصير جدا». وتابع بأن «العملية ستسلم إلى حلف الأطلسي بصورة كاملة».
وقال إن ذلك سيحدث بأسرع ما يمكن خلال يوم أو يومين. وتم التوصل للاتفاق خلال مؤتمر عبر الهاتف مع نظرائه من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وظلت الدول الثماني والعشرون الأعضاء في الحلف أمس في بروكسل عاجزة عن اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان يتعين على الحلف فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، التي فوضت بها الأمم المتحدة، بعدما أثارت تركيا العضو في الحلف الشكوك مجددا أمس بشأن دوافع التدخل الغربي في ليبيا في الوقت الذي تحاول فيه دول في الحلف مرة أخرى حل الخلافات بشأن قيادة العمل العسكري وأهدافه، حسب ما ذكرت «رويترز».
وتود الولايات المتحدة نقل قيادة الحملة الجوية ضد ليبيا في غضون أيام قليلة مما وضع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس تحت ضغط لتحديد ترتيبات المهمة والقيادة خلال اجتماعهما مع قادة أوروبيين آخرين في قمة بروكسل.
وكان سفراء الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة قد استأنفوا مفاوضاتهم حول توسيع دوره في ليبيا في اجتماع سبق قمة الاتحاد الأوروبي. وفشلت أيام من المفاوضات تخللتها تلاسنات أحيانا في الوصول إلى اتفاق حتى الآن.
وظلت تركيا التي تريد الانضمام للاتحاد الأوروبي وتعطلها فرنسا عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق يمكن الحلف من سد الفراغ في القيادة حينما تتركها الولايات المتحدة.
وطالبت تركيا بأن تكون السيطرة على جميع العمليات العسكرية في ليبيا لحلف شمال الأطلسي وحده لكنها وضعت شروطا قائلة إنها لا تريد أن يقوم الحلف بعمليات هجومية قد تضر المدنيين أو يكون مسؤولا عن تطبيق منطقة الحظر الجوي التي أجازها مجلس الأمن في الوقت الذي تقصف فيه طائرات التحالف القوات الليبية.
وتقول فرنسا إنه يتعين على الحلف أن يلعب دورا فنيا بتوفير هيكله القيادي للعملية بينما تتولى مجموعة خاصة مؤلفة من أعضاء التحالف من بينهم الجامعة العربية عملية التوجيه السياسي.
وقالت فرنسا إن تولي الحلف المهمة سيضعف الدعم العربي بسبب عدم الرضا الشعبي تجاه الولايات المتحدة في العالم العربي.
وشن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس هجوما مبطنا على فرنسا حيث قال إن نفس الأشخاص الذين يترددون في السماح لتركيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي يتحدثون الآن بشأن «حملة صليبية» في ليبيا. وعبر عن ارتيابه من أن البعض يسعى للتصرف خارج إطار الحلف وعيونهم على النفط الليبي، في حين قال الرئيس التركي عبد الله غول إن التحالف يفتقر لسياسة وتخطيط وخطة خروج متفق عليها وقد يتم «نهب» ليبيا كما حدث في العراق.
وقال أردوغان في مؤتمر في اسطنبول: «أتمنى ممن لا يرون سوى النفط ومناجم الذهب والكنوز الموجودة تحت الأرض حين ينظرون إلى هذا الاتجاه أن ينظروا إلى المنطقة من خلال نظارات الضمير من الآن فصاعدا».
وسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتهدئة المخاوف بشأن الدوافع الغربية بقوله إنه يتعين على الحلف ألا يشرد عن قرار الأمم المتحدة باستهداف معمر القذافي.
وعندما سئل كاميرون عما إذا كان الزعيم الليبي هدفا مشروعا قال: «من المهم للغاية ألا ننساق إلى أبعد من ذلك بأي حال من الأحوال».
وفي غضون ذلك، قالت قنوات تلفزيونية تركية إن البرلمان التركي وافق أمس على قرار للحكومة بالانضمام إلى عملية بحرية لحلف شمال الأطلسي لفرض حظر تسلح على ليبيا صرحت به الأمم المتحدة.
ووافقت تركيا العضو في الحلف على إرسال أربع فرقاطات وغواصة وسفينة دعم للمشاركة في العملية.
من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ حلف شمال الأطلسي أمس إلى تسلم المسؤولية عن عمليات ليبيا في أقرب وقت ممكن، وندد «بالعنف المروع» المستمر الذي يمارسه حكامها ضد المدنيين.
وقال هيغ للبرلمان: «يظل السبب للقيام بهذا العمل قهريا. العنف المروع ضد المواطنين الليبيين ما زال يرتكب مما يكشف أن مزاعم النظام بأنه أمر بوقف إطلاق النار زائفة».
وأضاف: «عمليات التحالف حاليا تحت قيادة الولايات المتحدة لكننا نريد نقلها إلى قيادة وسيطرة حلف الأطلسي في أقرب وقت ممكن».
وجاءت تصريحات هيغ في وقت قال فيه دبلوماسي من الدول المتحالفة لوكالة الصحافة الفرنسية إن حلف شمال الأطلسي المدعو للاهتمام بمنطقة الحظر الجوي فوق ليبيا والحظر البحري وضع اللمسات الأخيرة على الجزء الأساسي من بنيته لقيادة هذه المهمة.
وستتمركز القيادة العملانية للتحركات اليومية في القيادة الخاصة بالعمليات البحرية في قاعدة الحلف في نابولي (جنوب إيطاليا) بينما ستجري قيادة العمليات الجوية في قاعدة بودجو ريناتيكو (شمال إيطاليا)، كما قال المصدر نفسه.
وأضاف أن الإشراف الشامل على العمليات سيجري من المقر العام للقوات الحليفة في بلجيكا، بينما من المقرر أن يتم الإشراف على المهمات الجوية من قاعدة ازمير في تركيا.
لكن هذه النقطة الأخيرة لم تحسم بسبب موقف تركيا الذي منع الحلف من إعطاء ضوء أخضر لبدء تدخل من جانبه لفرض منطقة الحظر الجوي.
ومنعت تركيا الدول ال28 الأعضاء في الحلف من التوصل إلى اتفاق بمعارضتها عمليات قصف للأراضي الليبية. وتشترط السلطات التركية للموافقة على هذا أن يوقف التحالف الدولي الذي يعمل في ليبيا بتفويض من الأمم المتحدة، ضرباته.
وفي غضون ذلك، أغلق حلف شمال الأطلسي الذي بدأ دورياته قبالة سواحل ليبيا لفرض احترام الحظر على الأسلحة المقرر من قبل الأمم المتحدة «المنفذ الرئيسي» لتهريب الأسلحة إلى ليبيا حسب ما أعلن الأميرال الإيطالي رينالدو فيري الذي يقود هذه العملية، أمس في نابولي.
وقال قائد العملية التي أطلق عليها اسم «يونيفايد بروتكتور» خلال مؤتمر صحافي في قاعدة للأطلسي قرب نابولي «المنفذ البحري هو الأسهل والأسرع والمباشر لنقل أسلحة إلى ليبيا. إننا نقوم بإغلاقه».
وأضاف: «آمل أن ننجح في إغلاق كل النوافذ وشيء واحد أكيد هو أننا سنغلق المنفذ الرئيسي» لهذه العمليات.
وقال فيري إن العملية ترمي إلى «خفض كمية الأسلحة والمعدات المرتبطة بها والمرتزقة الوافدين أو المغادرين من المياه الإقليمية الليبية».
وقال الضابط الإيطالي إن أميرال البحرية الأميركية صمويل لوكلير يتحمل «المسؤولية العملانية لمهمة الحلف الجديدة المتعلقة بالحظر على الأسلحة» إضافة إلى «قيادة القوات الأميركية لحماية ليبيا».
وتابع أن الحلف قام بتعبئة وسائله البحرية في إطار القرار الدولي الرامي إلى «وضع حد للهجمات على المدنيين في ليبيا».
وبحسب الحلف الأطلسي في بروكسل، تنتشر 16 قطعة بحرية هي: سفينة إيطالية للقيادة و10 فرقاطات (أربع تركية وواحدة لكل من كندا وإسبانيا وبريطانيا واليونان وإيطاليا والولايات المتحدة) وثلاث غواصات (إسبانيا وإيطاليا وتركيا) وسفينتا دعم (إيطاليا وتركيا).
وقال إن المهمة تتضمن أيضا «إبحار السفن المسموح لها التوجه إلى ليبيا أو مغادرتها بحرية». وأوضح أن العملية «ستستخدم كل الوسائل اللازمة لاعتراض السفن المشبوهة وتفتيشها».
وأضاف: «إذا اعتقدنا أن سفينة تنتهك الحظر سيكون من اللازم صعود عسكريين مسلحين على متنها. إذا لاقينا مقاومة قد يكون من الضروري استخدام القوة».
وقال فيري إن القوات المشاركة في العملية «تملك خبرة كبيرة في منطقة المتوسط ومعدات مناسبة تم اختبارها» لاعتراض سفن أخرى.
وبدأ الحلف أولى دورياته الأربعاء، وترسو ست سفن في المياه الدولية قبالة السواحل الليبية مدعومة بطائرات ومقاتلات مكلفة مهمة مراقبة طويلة الأجل واعتراض أي طائرة مشبوهة تنقل أسلحة إلى ليبيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.