أعلن الجيش الشعبي لتحرير السودان، أن مقاتلي مليشيا هاجموا مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل بجنوب السودان اليوم السبت، ما أدى إلى سقوط عدد غير معروف من الضحايا. وقال شهود عيان إن هناك عدداً من القتلى. وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي فيليب أجوير صباح يوم السبت: "هناك قتال يدور في ملكال. المليشيا اخترقت البلدة. أغاروا ليلاً". وألقى أجوير بالمسؤولية عن الهجوم على مليشيا كانت متحالفة مع جورج أثور الزعيم المنشق عن الجيش الشعبي في الجنوب الذي أعلن انشقاقه العام الماضي قائلاً إنه تعرض للاحتيال في انتخابات حكام الولايات بولاية جونقلي المجاورة. وقال عمال معونة في ملكال ل"رويترز" إنهم استيقظوا الساعة الرابعة من صباح يوم السبت (01:00 بتوقيت جرينتش) على أصوات إطلاق الرصاص والقذائف. وقال أحد عمال الإغاثة الإنسانية، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه: "لسنا على مقربة من القتال إلا أن المباني كانت تهتز. اضطررت للاختباء تحت سريري". قتلى مدنيون وقال أحد المقيمين في ملكال، والذي رفض أيضاً ذكر اسمه، إنه شاهد جثث عدد من المدنيين ممن قتلوا في هذه الاشتباكات. وقال الجيش الجنوبي إن القتال تفجر في قلب العاصمة ملكال. وفي وقت لاحق قال مسؤول الأممالمتحدة ديفيد جريسلي ل"رويترز"، إن الاشتباكات تركزت في شمال ملكال قرب المطار. وملكال هي المركز الإداري لولاية أعالي النيل وهي ولاية تعصف بها الاضطرابات متاخمة لكل من شمال السودان وأثيوبيا، وهي أيضاً قاعدة لعدد كبير من الوكالات التابعة للأمم المتحدة وجماعات المعونة الدولية. وتتمتع هذه الولاية بامتيازات نفطية تديرها شركة بترودار وهي كونسورتيوم ترأسه شركة "سي أن بي سي" الصينية ويضم شركة بتروناس الماليزية وسودابت السودانية. وقال أجوير إن الجيش الجنوبي اشتبك مع نفس المليشيا التي يتزعمها أحد نواب أثور ويدعى أوليني خارج ملكال يوم الأحد الماضي، حيث سقط 56 قتيلاً على الأقل وهي أحدث حلقة ضمن مسلسل تصاعد سفك الدماء في المنطقة. وأشارت تقديرات الجيش الجنوبي إلى أن أكثر من 100 شخص قتلوا الأسبوع الماضي في الاشتباكات التي دارت بين جماعات تابعة للشمال وأخرى للجنوب في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها.