يتوجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع المقبل الى غانا، بالقارة التي ولد فيها والده، للقيام بأول رحلة له كرئيس الى أفريقيا جنوب الصحراء. وزار أوباما كينيا، تشاد، إثيوبيا، جنوب أفريقيا وجيبوتي في 2006 كعضو بالكونغرس. وتحدث أوباما صراحة عن الأزمة الإنسانية في دارفور وكان من الإجراءات الأولى التي اتخذها عندما تولى الرئاسة تعيين صديقه الجنرال سكوت غرايشون مبعوثاً خاصاً له الى السودان، كما أجرى محادثات مع رئيس وزراء زيمبابوي مورجان تسفانجيراي حول الأزمة الاقتصادية في بلاده. وتم التخطيط لزيارة أوباما الى بلد واحد فقط هو غانا بدلاً من زيارة أكثر من بلد كما كان يفعل عادة الرؤساء الأميركيون، للتأكيد على أن القارة ضمن اهتماماته ولكنها مجرد منطقة واحدة ضمن جدول أعمال متخم للسياسة الخارجية. لماذا يتجه أوباما الى أفريقيا؟ " ترغب إدارة أوباما في أن تجعل من غانا مثالاً يحتذى لباقي الدول الأفريقية التي تشيع فيها الانقلابات العسكرية "لم تكن أفريقيا على رأس قائمة أولويات أوباما في السياسة الخارجية خلال أول ستة أشهر في الوقت الذي يواجه فيه الحرب في كل من العراق وأفغانستان والأزمة النووية مع إيران وكوريا الشمالية، وباعتبار أوباما أمريكياً من أصل أفريقي فإنه كان حريصاً على ألا ينظر إليه على أنه يبالغ في أهمية أفريقيا في السياسة الخارجية الأمريكية. وقالت المستشار السابق لشؤون أفريقيا لأوباما خلال حملته الانتخابية، ويتني شينادمان: "لم يضع بصمته بعد على أفريقيا.. ستكون زيارته الى غانا البداية". وترغب إدارة أوباما في أن تجعل من غانا مثالاً يحتذى لباقي الدول الأفريقية التي تشيع فيها الانقلابات العسكرية وكثيراً ما تشوب الانتخابات اتهامات بالتلاعب والعنف في بعض الأحيان، وقال مدير الجمعية الملكية الأفريقية بلندن ريتشارد دودن: "الديمقراطية والحكم الرشيد من كبرى أولوياته لذلك فإنه يكافئ غانا". لماذا لم يذهب لمسقط رأس والده بكينيا؟ " رئيس الوزراء الكيني: إذا ما كان لأوباما أن يحضر لكينيا كأول بلد في أفريقيا فسيبعث هذا بإشارات خاطئة وهي أنه سيأتي الى هنا لمجرد وجود علاقة عضوية "يقول مسؤولون أمريكيون إن أوباما سيلقي كلمة مهمة في برلمان غانا تركز على الحكم الرشيد وأهمية المؤسسات الديمقراطية. ويقول الخبراء في شؤون أفريقيا إن أوباما ربما يستغل هذه الكلمة في وضع رؤية شاملة بدرجة أكبر لسياسته في أفريقيا، خاصة أهمية تحسن الأمن الغذائي بجانب تناول الصراعات والفساد والتوسيع من مبادرة إدارة بوش لمكافحة انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والملاريا. قال رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينجا: "إذا ما كان لأوباما أن يحضر لكينيا كأول بلد في أفريقيا فسيبعث هذا بإشارات خاطئة وهي أنه سيأتي الى هنا لمجرد وجود علاقة عضوية مع كينيا". وقال مدير برنامج أفريقيا التابع لمركز وودرو ويلسون الدولي بواشنطن، ستيفن مكدونالد: "ما يقوله لأفريقيا هو أنتم مهمون لي ولكن تحلوا بالصبر، أمامي مهام أخرى وستتضح العلاقة في ما بيننا بمرور الوقت". ما هي خططه لتعزيز نمو أفريقيا؟ تضررت أفريقيا من الأزمة الاقتصادية العالمية نظراً للزيادات الحادة في تكلفة الوقود والأغذية والمخصبات وتذبذب أسعار السلع، كما أن تراجع الطلب على مستوى العالم أدى الى تقلص الطلب على الصادرات الأفريقية. وتقول إدارة أوباما إنها تريد تحسين الأمن الغذائي في أفريقيا وتركز على زيادة الإنتاج الزراعي لمساعدة القارة على توفير ما تحتاجه من غذاء. قال موانجي كيميني وهو زميل في معهد بروكينجز بواشنطن: "لا يمكننا التحدث عن النمو الاقتصادي في الوقت الذي ما زال يوجد فيه كثير من الناس يتضورون جوعا". ويقول مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون أفريقيا جوني كارسون، الذي اختاره أوباما، إن الإدارة تريد أيضاً أن توسع من بنود قانون النمو والفرص في أفريقيا والذي يتيح حالياً لأربعين دولة أفريقية دخول السوق الأمريكية بشكل تفضيلي. ما هي توقعات أفريقيا من الزيارة؟ " توقعات أفريقيا عاطفية مقارنة بالواقع الفعلي وهي أن أوباما لا يعتبر أفريقيا أولوية "يواصل أوباما تمويل مؤسسة تحدي الألفية وهي مبادرة للمساعدات الخارجية أطلقتها إدارة بوش، وفي إطار المبادرة تم توقيع اتفاقات منح قيمتها 3.8 مليارات دولار مع عشر دول أفريقية. وطالب خبراء التنمية في أفريقيا الإدارة بتعزيز التجارة مع الدول الأفريقية من خلال الاستثمار في مشاريع البنية الأساسية حتى تكون القارة متصلة بالعالم الخارجي بصورة أفضل. وتوقعات الدول الأفريقية عاطفية بصورة كبيرة، مقارنة بالواقع الفعلي وهي أن أوباما لن يحدث تحولا في أفريقيا أو حتى يعتبرها أولوية، لكن سيظل هناك قدر كبير من السعادة والفخر لدى رؤية "واحد منهم" يطأ أرض أفريقيا وهو رئيس للولايات المتحدة، وما من شك أن أبناء غانا يعتبرون الزيارة تعزيزاً لوضع غانا ويشعرون بالسرور لاستضافته.