شبّه وزير المعادن السوداني، عبدالباقي الجيلاني، ما يسمى بحمى التنقيب عن الذهب في السودان، بما كان عليه الحال في القرن التاسع عشر بأميركا. ويشتهر السودان بأنه مصدر للمعدن النفيس منذ عصر الفراعنة والمملكة النوبية القديمة. لكن التنقيب لم يزدهر إلا في الأعوام القليلة الماضية. وحسب الجيلاني، فإن هناك 200 ألف باحث عن الذهب ينقبون عنه في مناطق متفرقة من السودان، ما اضطر الحكومة إلى التفكير في مبادرات لمنعهم من بيع الذهب في الخارج والسعي لإنشاء تعاونيات لدعمهم. وزاد: "يجب أن تضع الحكومة عينها عليهم، وأن تنظمهم في مجموعات وأن توفر لهم خدمات صحية لأنهم يستخدمون مواداً سامة مثل الزئبق". وقال إنه يجري تهريب أكثر من 50% من هذا الذهب عبر حدود السودان غير المحكمة ليباع في دبي أو بيروت. وتوقع الجيلاني، أن يصل إنتاج البلاد إلى 74 طناً هذا العام إذا تم وضع الباحثين عن الذهب غير المنظمين في الاعتبار، وهو ما سيجعل السودان عاشر أكبر دولة منتجة للذهب عالمياً وثالث أكبر دولة منتجة له أفريقياً بعد جنوب أفريقيا وغانا. محلل من لندن وقال محلل متخصص في قطاع الذهب مقره لندن، طلب عدم نشر اسمه، إنه حدثت زيادة مادية في إنتاج الذهب في الآونة الأخيرة من المنطقة داخل وحول السودان، غير أنه لم يتضح ما إذا كان الإنتاج سيرتفع إلى المستويات التي تقدرها الحكومة. وأضاف أن بعض الذهب الذي جرى الربط بينه وبين السودان، ربما تم استخراجه في دول مجاورة مثل تشاد وأفريقيا الوسطى قبل أن يتم تصديره إلى الشرق الأوسط من خلال طرق صحراوية سودانية إلى الشمال. وزاد: "السودان طريق تصدير ملائم". ويقول رجل الأعمال طارق خليل، إنه فكر في الحصول على امتياز للتنقيب واستخدام صور التقطتها الأقمار الصناعية لتحديد المناطق التي توجد بها الاحتياطيات، لكنه تراجع عن الخطة فيما بعد. وقال: "كان هناك الكثير من الناس الذين يعملون بالفعل.. وجهنا تركيزنا الآن إلى أي شيء غير الذهب".