أكد زعيم المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي، أن فرض الشريعة الإسلامية غير جائز، وأن تطبيقها يتم بمشورة الشعب، في وقت طالبت مجموعة من علماء السودان بإجراء تعديلات بالحكم تعتمد القرآن والسنة وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية كلها. واعتبر الترابي في حوار مثير مع صحيفة "أجراس الحرية" السودانية، أن الحرية الأصل في الإسلام، ورأى إن كان معظم الشعب رافض للشريعة الإسلامية لا يجوز فرضها عليه بالجبر، مستنداً على نصين من القرآن "ما أنت عليهم بجبار" و"لست عليهم بمسيطر". وشدد على أن لا أحد يستطيع أن يمنع الناس من حريتهم أو سلبها وينصب نفسه نائباً لله في الأرض، مضيفاً أن القرآن يعالج الأمور بالحكمة والحجة، وأن اليهود قالوا "يد الله مغلولة" "والله فقير ونحن أغنياء"، وقالوا عن الرسول الكريم "هو أذن" بما يعني بالدارجة "إضينة "، على حد قوله. وتابع لكن الرد على اليهود، حينها، لم يكن بالجبروت، وأبان أنه كان باللسان والحجة وذكر "قل هو أذن خير لي ولكم". وقلل الترابي من فتوى تكفيره، مؤكداً أن، من أسماهم، علماء السلطان، يعانون من الأمراض القديمة التي تحدّث عنها القرآن والتي لحقت بمن يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، وانتقد حصول بعض علماء الدين على أموال من الحكومة وتحليل الربا، محذراً من عاقبة الأمر. مراجعة الحكم ودفع عدد من العلماء ورجال الدين والدعاة ومشائخ الطرق الصوفية، مساء أمس الثلاثاء ببيت الضيافة، مذكرة للرئيس السوداني حول مرجعية حكم البلاد في المرحلة القادمة، ودعوا إلى أن يكون القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما المرجعيتان للدستور بعد انفصال الجنوب، وأن يحقق الدستور مقاصد الشريعة كلها ويحفظ حقوق غير المسلمين. وأكد العلماء، عبر مذكرتهم التي تلاها الأمين العام لهيئة علماء السودان، البروفيسور محمد عثمان صالح، أن البلاد مقبلة على مرحلة مهمة تحتاج إلى فقه أوسع للدولة لتحقيق أمنيات السودانيين. وأكدت المذكرة أهمية أن يثبت الدستور القيم الاجتماعية الفاضلة ويحافظ على موارد البلاد ويضمن وحدتها، وأن يقوم على الشورى بين أهل الحل والعقد، ودعا العلماء إلى إصلاح المظهر العام بالشارع السوداني ومعالجة التفكك الأسري ومحاربة الفقر والهجرة. وأوصت بإرجاع النشاط الاقتصادي إلى أصوله الإسلامية عبر المصارف الإسلامية وتقليل الجبايات وضبطها بقوانين والحد من العمالة الوافدة. ودعوا إلى إعادة النظر في التعليم المختلط بالجامعات، وانتقدوا انتشار الموسيقى والغناء في القنوات والإذاعات.