فرضت أغنية الطمبور نفسها في الآونة الأخيرة لتضرب بقوة في سوق الكاسيت السوداني محققة لأول مرة في تاريخها رقماً قياسياً في التوزيع، وأسهم في القفزة مطربون وشعراء وضعوا بصماتهم لتنتقل من المحلية الى القومية. لكن مع ذلك كله لا يزال الجدل يدور بين مؤيد لقوميتها ومتمسك بانقلاغها في الموروث الثقافي المحلي في مناطق الشايقية والبدريرية هناك عند انحناءة النيل في شمال السودان. ويقول شاعر الأغنية محمد سيد أحمد المشهور ب"سفلة" لقناة الشروق، إن الأغنية لاقت رواجاً كبيراً رغم أنها تعكس موروثاً محدداً لقبيلتي الشايقية والبديرية. تطور ملحوظ للمفردة " المفردة تلعب دوراً كبيراً في رواج الأغنية الشايقية " وأكد "سفلة" أنها لامست حالياً تطوراً ملحوظاً لجهة المفردة القومية، وشبه الأغنية بالإناء الكبير الذي يتسع لكل الثقافات في أرجاء السودان، وأضاف: "أن عدداً من الفنانين قدموا نماذج مميزة أبرزتهم بصورة جيدة في سوق الأغنية الشايقية من بينهم محمد النصري الذي يقيم جلسات استماع بعيداً عن الكورس أو الكورال". ويرى "سفلة" أن المفردة تلعب دوراً كبيراً في رواج الأغنية، وأكد أنها تعتمد بشكل كلي على متانة النص، وأضاف: "إن كان النص ضعيفاً فلن تفرض الأغنية نفسها وسط المستمعين ولن تلاقي رواجاً في الأسواق، وكذلك الطمبور يعتبر آلة موسيقية ضعيفة لا تشكل إضافة للأغنية". الصوت معيار للتصنيف وقال "سفلة" إن حلاوة الصوت ومخارجه معيار ثابت لتصنيف الأغنية، مشيراً الى أن هناك من يرى أن إدخال المفردة القومية أفقد الأغنية الشايقية الحنين والدفء الذي تمتاز به، وقال إن الاعتماد على الموروث الثقافي المحلي لا يؤطر الأغنية ولا يجعلها نمطية كما يعتقد البعض. وأشار الى أن شعر الشايقية يضم مدارس مختلفة ومتعددة.ويؤكد "سفلة" بروز تيارات متباينة بين الشباب والجيل القديم الذي يرى أهمية أن تركز الأغنية على البيئة المحلية وعكس تقاليد وعادات المنطقة، موضحا أن هذا التيار يقوده الشاعر الشعبي المعروف كدكي، فيما يرى الشباب أن الانفتاح وقومية الأغنية يلعبان دوراً كبيراً في تطويرها وانتشارها.