عاد إلى الخرطوم صباح الثلاثاء الرئيس السوداني، عمر البشير، بعد جولة محادثات مع رئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميارديت بأديس أبابا. والتقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كلاً من سلفاكير ومساعد الرئيس د.نافع علي نافع. واستقبل نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، الرئيس بمطار الخرطوم الدولي. وكان البشير أرجأ مغادرته أديس أبابا إلى يوم الثلاثاء بسبب سحب بركانية ناتجة عن ثوران بركان في أريتريا، أعاقت الملاحة الجوية بالمنطقة. وشارك البشير وسلفاكير في اجتماع القمة الذي عقدته اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بالعاصمة الأثيوبية بحضور رئيس الوزراء الأثيوبي، ملس زيناوي، ورئيس اللجنة الأفريقية، ثامبو أمبيكي، والرئيس النيجيري الأسبق، أبوبكر عبدالسلام، والرئيس البورندي الأسبق، بيير بيويا لمعالجة الأوضاع في منطقة أبيي. وتضمن مقترح اللجنة الأفريقية تكوين إدارة مدنية في منطقة أبيي لا شأن لها بقضايا الأمن إطلاقاً حيث ينحصر دورها في تقديم الخدمات فقط. واشنطن تؤيّد وأعلنت كلينتون دعم واشنطن لنشر قوة حفظ سلام أثيوبية في أبيي. وقالت على هامش جولتها الأفريقية إن واشنطن تعتقد بأن وجود قوة سلام قوية يجب أن يكون جزءاً مهماً من ترتيبات الأمن في أبيي". وكانت القمة قد ناقشت، على مدى يومين، المقترح الذي تقدّمت به اللجنة الأفريقية لمعالجة الأوضاع في منطقة أبيي، وتوصلت الاجتماعات إلى اتفاق يقضي بقبول الطرفين، حكومة السودان والحركة الشعبية، بقوة أثيوبية للإشراف على الأحوال الأمنية بأبيي. ويتم على إثر ذلك إعادة لنشر القوات المسلحة في منطقة أبيي وانسحاب الجيش الشعبي إلى ما وراء حدود 1-1- 1956م، وتم الاتفاق بين الأطراف الثلاثة "حكومة السودان والحركة الشعبية والحكومة الأثيوبية"، ولا يمكن تعديل هذا الاتفاق إلا بموافقة الأطراف الثلاثة.