وافق الرئيس عمر البشير ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في ختام اجتماع القمة باديس ابابا امس، على جعل ابيي منطقة منزوعة السلاح ونشر قوة اثيوبية بالمنطقة تحت إمرة الاتحاد الافريقي بدلا عن القوات الدولية «يونميس،» وتشكيل ادارة جديدة بلا اية مهام امنية تعنى بتقديم الخدمات فقط. وعقد البشير وسلفاكير جولتين أمس من المحادثات، على ان تواصل اللجنة المشتركة مناقشة تفاصيل مقترح أمبيكي. واجرت وزير الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس محادثات في الفندق الذي تنزل فيه بأديس أبابا مع ممثلين لشمال السودان وجنوبه. وقال اعضاء في وفدها انها تحادثت في البداية مع مساعهد الرئيس نافع علي نافع قبل ان تلتقي رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي سيد الخطيب ل(سونا) ان مقترح اللجنة الافريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زناوى حول أبيي، قضى بقبول الطرفين بقوة إثيوبية تضطلع بالأحوال الأمنية يتم على إثرها إعادة لنشر القوات المسلحة في منطقة أبيي وإنسحاب الجيش الشعبي إلى ما وراء حدود 1/1/1956م، وزاد «هذا الاتفاق يتم بين الأطراف الثلاثة وهي حكومة السودان والحركة الشعبية والحكومة الاثيوبية ولا يمكن تعديله إلا بموافقة الأطراف الثلاثة». واكد الخطيب ان المقترح كان مكان نقاش خلال اليومين الماضيين بين البشير وسلفاكير واللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة أمبيكي، وبحضور رئيس الوزراء الاثيوبي والرئيس النيجيري الاسبق أبوبكر عبدالسلام والرئيس البورندي الاسبق بيير بيويا. وتضمن المقترح بحسب الخطيب تكوين إدارة مدنية في منطقة أبيي لا شأن لها بقضايا الأمن إطلاقاً حيث ينحصر دورها في تقديم الخدمات، وأضاف أن هناك تعديلات من جانب الحكومة تجعل المقترح مقبولاً إذا تم الإتفاق عليها ، تتضمن تعديلات تتعلق بتكوين الإدارة وإختصاصاتها ويكون هذا الإتفاق ثلاثياً ولا يمكن تعديل التفويض الممنوح لقوة الأمن الإثيوبية إلا بموافقة هذه الأطراف. وأوضح أن الجهة المشرفة علي هذه القوة هي الإتحاد الأفريقي ممثلاً في اللجنة الأفريقية برئاسة أمبيكي. واقر المقترح تكوين لجنة مناصفة من الطرفين تقدم لها قوة الأمن الإثيوبية التقارير وسيواصل الطرفان مناقشة هذه المقترحات برعاية لجنة الإتحاد الأفريقي، ويتوقع أن تكون هناك أيضاً مقترحات بتعديلات من جانب الحركة الشعبية. وارجئت القضايا العالقة الأخرى بين الشريكين لإجتماع مقرر أصلاً غداً لمناقشة قضايا ما بعد الإنفصال ويشارك في الاجتماع من أبناء منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان والي النيل الأزرق مالك عقار، والقيادي في الحركة الشعبية بجنوب كردفان عبدالله تية، ومسؤول ملف أبيي بالمؤتمر الوطني الدرديري محمد احمد، بجانب قادة عسكريين من الطرفين لبحث أوضاع أبناء المنطقتين في الجيش الشعبي والذين تقضي إتفاقية السلام بتسريحهم أو دمجهم. وتقدمت الحكومة بمقترح ينص على دمج المؤهلين من قوات الحركة الشعبية بالمنطقتين في القوات النظامية وتسريح الباقين. في ذات السياق، قال المتحدث باسم اللجنة العليا للاتحاد الافريقي بارني افاكو امس ان شمال السودان وجنوبه اتفقا من حيث المبدأ على نزع سلاح منطقة ابيي ونشر قوات حفظ سلام اثيوبية في المنطقة المتنازع عليها. من جانبها، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس ان بلادها تدعم فكرة نشر قوة حفظ سلام في منطقة ابيي، وسترحب بطلب شمال وجنوب السودان من اثيوبيا ارسال قوات للقيام بهذه المهمة. وقالت كلينتون قبيل مغادرتها دار السلام في اطار جولتها الافريقية ان الولاياتالمتحدة تعتقد بقوة بأن تواجد قوة سلام قوية يجب ان يكون جزءًا مهما من ترتيبات الامن في ابيي، واضافت ان على حكومة السودان ان تسهل فورا حدوث ترتيب امني يبدأ بسحب القوات المسلحة من ابيي، وقالت «سنرحب بأن يوافق الجانبان بالاتفاق على الطلب من اثيوبيا، التي ابدت استعدادها لارسال جنود حفظ سلام، للقيام بذلك في اطار مهمة الاممالمتحدة». ووصلت كلينتون بعد ظهر امس الى اديس ابابا حيث ألقت كلمة في مقر الاتحاد الافريقي، ومن المقرر ان تلتقي هناك سلفاكير، بحسب ما افاد احد مساعديها، الا انها لن تلتقي البشير.