حظي قرار المحكمة الدائمة في لاهاي بشأن إعادة ترسيم حدود أبيي، المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، بتأييد النائب الأول للرئيس السوداني، رئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميارديت، وقبول قادة الأحزاب، الذين اعتبروا الحكم سياسياً ومنصفاً. وفي أول تعليق له على قرار محكمة لاهاي دعا رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية المجموعات السكانية في منطقة أبيي الى احترام حقوق المسيرية في المرعى وموارد المياه في مناطق شمال بحر الغزال. ووجه في تصريحات صحفية عقب صدور القرار اليوم الدعوة، بصفة خاصة، الى دينكا نقوك بالحفاظ على التعايش السلمي مع المسيرية العجايرة في المنطقة، قبل أن يحث سكان أبيي على احترام القرار. الأحزاب السودانية ترحب بالتحيكم وفي ذات السياق، اتفقت قوى سياسية في السودان على قبول قرار محكمة التحكيم الدولية بإعادة ترسيم حدود منطقة أبيي في الحد الفاصل بين الشمال والجنوب. وأكد رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل لقناة الشروق، أن القرار يعد مكسباً للجميع لأن المسيرية كسبوا حق الرعي وأعيدت لهم منطقة الميرم، بينما حافظت قبيلة الدينكا على مواقعها في بلدة أبيي. من جانبه، أشار القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل علي السيد، الى أنه ليس هناك رابح أو خاسر لأن أبيي ما زالت جزءاً من السودان. وقال المسؤول السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر إن الحكم رد بعض المسائل التي تحفظت عليها الحكومة في تقرير الخبراء الأجانب وأيد مسائل توافق عليها. إشكالية في الحدود الشرقية " وزير رئاسة حكومة الجنوب قال إن القرار أفاد بأن الخبراء الأجانب لم يتجاوزوا التفويض، لكنه أعاب عليهم إتيانهم ببعض الملاحظات في تحديد منطقة نقوك " الي ذلك وصف وزير شئون الرئاسة في حكومة الجنوب لوكا بيونق، القرار بأنه توفيقي لأطراف النزاع. وأشار الى أن محتوى القرار أفاد بأن الخبراء الأجانب لم يتجاوزوا التفويض، لكنه أعاب عليهم إتيانهم ببعض الملاحظات في تحديد منطقة نقوك، التي ضمت الى كردفان في 1905م. وأقر لوكا لقناة الشروق اليوم، بأن قرار المحكمة أخرج مثلث منطقة الميرم من حدود أبيي، لكنه أشار الى إشكالية في الحدود الشرقية، حيث إن هناك لجنة مشتركة بين الشمال والجنوب لتحديد الحدود في هذه الأجزاء وما زالت تعمل هناك وفق حدود الأول من يناير 1956م. واعتبر أن القرار يعد دفعة لإنفاذ اتفاق السلام ولاستقرار منطقة أبيي التي تأثرت طويلاً بالحرب. احتفالات بأبيي والمجلد والميرم وسارع شريكا الحكم بالسودان، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، الى إصدار بيان مشترك حول قرار محكمة لاهاي، تعهدا فيه بتنفيذ القرار والمحافظة على الأمن والسلام في أبيي. وأكد البيان ترحيب الشريكين بقرار محكمة التحكيم الدولية حول نزاع أبيي، وتقدما بالشكر لأعضاء محكمة التحكيم لتفانيهم وعملهم الجاد. وأعلن الطرفان التزامهما بالقرار واعتبراه نهائياً وملزماً وهو الأمر الذي سبق وأكداه من قبل. وفي أبيي شهدت المنطقة مظاهر احتفالية بالقرار لدينكا نقوك الذين خرجوا في مسيرات طافت شوارع البلدة، معبرين عن ارتياحهم للقرار. وفي المجلد والميرم، حيث مراكز المسيرية، طغت مظاهر الفرح أيضاً، وأكد الأهالي ضرورة استمرار التعايش السلمي بين المجموعات السكانية في أبيي، وأن تتمتع القبيلتان بكامل الحقوق التي كفلها الدستور. الأممالمتحدة تشيد بالتعامل مع التحكيم " توالت ردود الفعل الشعبية وسط أبناء أبيى بالخرطوم فور صدور حكم محكمة التحكيم الدولية وأكد الجميع التزامهم بالحكم "الى ذلك أشاد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أشرف قاضي بموقف شريكي نيفاشا من قرار هيئة التحكيم الدولية حول أبيي، ودعا في تصريحات خاصة للشروق من أبيي، الجهات ذات الصلة للتعاون في تنفيذ القرار، وذكر أن الأممالمتحدة على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدات الضرورية للطرفين. وتوالت ردود الفعل الشعبية وسط أبناء منطقه أبيى بالعاصمة السودانية الخرطوم فور صدور حكم محكمة التحكيم الدولية بشأن منطقه أبيى، وأكد الجميع التزامهم بالحكم نصاً وروحاً، رغم تحفظاتهم عليه. وقال عثمان أبو القاسم -من أبناء المسيرية بالخرطوم- إن قرار التحكيم لا يمنع من التعايش السلمي، بينما أكد بجمان بلمان -من أبناء دينكا نقوك بالخرطوم- ضرورة الاحتكام للقرار الدولي لتعزيز السلام بأبيي.