كشف المبعوث الأميركي الخاص للسودان اسكوت غرايشون عجز أجهزة المخابرات الأميركية، عن تقديم أدلة تثبت تورّط السودان في ملفات إرهاب، وطالب إدارة أوباما بشطب اسمه عن تلك القائمة ورفع العقوبات الاقتصادية التي تضر بواقع تنميته. وانتقد غرايشون في تقرير أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس الخميس بقاء اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب دون دليل قاطع. وقال: "إن الاستخبارات الأميركية لم تقدم على الإطلاق ما يفيد بتورط السودان في هذا الملف، ما يعني أنه قرار سياسي لا يستند على وقائع". ونبّه المبعوث الأميركي الى أن إجراءات معاقبة السودان تضر بعملية التنمية التي يحتاجها من أجل الحفاظ على السلام ودعم النازحين فيه. باقان يحرض واشنطن على عدم التطبيع " الأمين العام للحركة الشعبية يقول إن الحركة تملك وثائق تؤكد أن المؤتمر الوطني وزع 79 ألف قطعة سلاح في الجنوب "وأكد المبعوث الأميركي أن نتائج العقوبات الاقتصادية ستحد من المحاولات الرامية لتحقيق السلام في منطقة دارفور المضطربة. ومن جهة ثانية، حرض الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم الكونغرس الأميركي، نقلاً عن "الشرق الأوسط"، بعدم التطبيع مع حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير. ورهن رفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وقال لدى مخاطبته لجنة الشؤون الأفريقية بالكونغرس الأميركي أمس إن المؤتمر الوطني اتخذ الاتفاقية مطية للتطبيع مع واشنطن. وأضاف:"لكن هو في الواقع منصرف عنها"، وفقد البوصلة في تنفيذها. واتهم باقان، في سياق مغاير، المؤتمر الوطني بدعم المليشيات العسكرية لزعزعة استقرار الجنوب. وأشار الأمين العام للحركة الشعبية الى وجود وثائق تؤكد أنهم وزعوا 79 ألف قطعة سلاح في الجنوب. الخرطوم ترحب برؤية غرايشون " الحكومة السودانية ترحب برؤية غرايشون والمؤتمر والوطني يعتبر حديث باقان أموم أمام الكنغرس غير موضوعي " من جانبها، رحبت الحكومة السودانية بمطالب المبعوث الأميركي، ووصفتها بالإيجابية وتصب في مصلحة البلاد. وقال مندوب السودان في نيويورك عبد المحمود عبد الحليم بحسب وكالة الأنباء السودانية: "إن بلاده تضررت من العقوبات الأميركية غير المبررة وأنها كانت ضحية لها". ودعا الى تحسين العلاقات بين البلدين وصولاً للتطبيع المنتظر بين الخرطوموواشنطن. ورد المؤتمر الوطني على تصريحات باقان، ووَصَفَ نائب رئيس الحزب إبراهيم أحمد عمر ما أثاره الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم أمام الكونغرس الأميركي، بأنه حديث غير موضوعي ويحوي مغالطات ودعوات غريبة. ونصح عمر باقان، بأن يكون أكثر توازناً وعقلانية لأجل مصلحة السودان وشريكي حكومة الوحدة الوطنية المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وأضاف لجريدة "الرأي العام" السودانية: "أن هذا الأسلوب هو أزمة السودان ويطيح بالجهود الرامية لحلها". انتقاد للمبعوث الأميركي ولاقى حديث غرايشون الذي يصب في مصلحة السودان، معارضة كبيرة من قبل أعضاء الكونغرس. وحذر العضو روجر ونتر، في شهادته أمام اللجنة مما يقوم به الجنرال سكوت غرايشون موفد الرئيس أوباما إلى السودان، وقال إنه يوزع الجزر للمؤتمر الوطني ولا يريهم العصا. واتفق مبعوث الرئيس السابق جورج بوش، السفير ريتشارد وليامسون مع ونتر، واعتبر سياسة غرايشون مع المؤتمر الوطني خاطئة. في ذات السياق اعتبرت حركة العدل والمساواة حديث غرايشون، خاطئاً ولا يعبر عن المواقف الحقيقية للولايات المتحدة تجاه السودان. وقال المستشار السياسي فيها هارون هارون لقناة "العالم" الإخبارية اليوم الجمعة، إن أميركا لا تدرك الحل الناجح للقضية السودانية، وتستعجل قراءة الواقع السياسي في الخرطوم.