الخرطوم: واشنطن وكالات وصف د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، التقرير الذي أدلى به سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي أمام الكونغرس أمس الأول بأنّه (نزيهٌ)، وقال إنّه بمثابة نقلة كبيرة إلى الأمام في مسار العلاقات السودانية الأمريكية بما حمل من إشارات إيجابية. وقال د. غازي ل «الرأي العام» أمس إن العلاقات بين الخرطوموواشنطن تتطلب التزام الطرفين بما اتفقا عليه لتجاوز الملفات العالقة والوصول للأهداف النهائية. وأرجع د. غازي ما ورد في خطاب غرايشون، إلى الحوار القائم بين البلدين على قاعدة من الشفافية والوضوح، وأشار إلى تعبير الخطاب عن السياسة الجديدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما. ولم يقلل د. غازي من قوة وتأثير الأصوات المناوئة لسياسة غرايشون داخل الكونغرس والإدارة الأمريكية، لكنه استبعد أن تؤدي إلى تنحي غرايشون عن الملف. وقال غازي إنّ توجّهات المبعوث الأمريكي تستمد قوتها من مصداقية الرجل، والإسناد الذي يجده من أوباما ووزيرة الخارجية والمخابرات والبنتاغون، وأضاف أن كسب ثقة الكونغرس الأمريكي ستساعد غرايشون في إنجاز مهمته. وفي السياق علق غازي على ما أدلى به باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية أمام الكونغرس ومطالبته الإدارة الأمريكية بعدم رفع العقوبات عن السودان، وقال: (واهمٌ وساذجٌ من يظن أنّه يملك ?يتو على واشنطن في تحديد علاقتها بالآخرين)، وتمنى د. غازي أن يكون ما قاله باقان يعبر عن وجهة نظره الشخصية لا وجهة نظر الحركة، منبهاً إلى أن امساك الحركة بملف وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية يفرض عليها واجباً اخلاقياً بدعم علاقات السودان بالدول لا أعاقتها. ووصف د. غازي طلب الحركة من الإدارة الأمريكية مدها بطيران مقاتل بأنه قد يشعل سباق تسلح يدفع البلاد إلى حافة الحرب (وذلك ما قالت لنا أمريكا انها لا تسعى إليه). وفي السياق قال السفير عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة، إنّ مواقف السودان لا تحتاج إلى إضاءة لأنّها معلومة للجميع إلاّ من عميت بصيرته السياسية، على حد تعبيره. وأكّد عبد الحليم، أنّ السودان ضحية للإرهاب وتضرّر من العقوبات الأمريكية «غير المبررة، التي تخالف القانون الدولي وتخالف ميثاق الأممالمتحدة» وقرارات المنظمة الدولية التي تدين العقوبات الآحادية ضد الدول، وأعرب عن أمله أن تقوم الإدارة الأمريكيّة بخطوات واضحة وحاسمة نحو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إلى جانب إيقاف العقوبات الآحادية وصولاً إلى علاقات سوية بين البلدين تحترم خيارات السودان وتراعي مصلحة الشعبين. إلى ذلك قال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، إن اتفاقاً تم بينه وسكوت غرايشون مبعوث أمريكا للسلام على أن لا ترفع العقوبات عن السودان إلاّ بعد إنفاذ المؤتمر الوطني لبنود اتفاق السلام الشامل وتحقيق التحول الديمقراطي وحل مشكلة دارفور، وأضاف باقان في تصريح صحفي أن الإتفاق قضى بأن ترفع العقوبات تدريجياً بعد التأكد من إنفاذ المطلوبات السابقة.ونَفَى باقان أن تكون هذه اللقاءات التي يجريها في واشنطن بديلاً للاجتماعات الثلاثية بين المبعوث الأمريكي وشريكي حكومة الوحدة الوطنية، مؤكداً «لمرايا أف أم» أمس على التزام الحركة بقيام اجتماع جوبا المزمع انعقاده بين الأطراف الثلاثة في موعده أغسطس المقبل. من جانبه اعتبر هارون عبد الحميد المستشار السياسي لحركة العدل والمساواة، أن التصريحات التي ادلى بها المبعوث الأمريكي غرايشون أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي خاطئة ولا تعبر عن المواقف الحقيقية للولايات المتحدةالامريكية تجاه بلاده. وقال هارون لقناة العالم الاخبارية امس: من الواضح ان السياسيين الامريكيين لا يدركون تماماً الحل الناجح للقضية السودانية، واشار الى انهم غالباً ما يستعجلون في قراءة النتائج. واوضح ان تلك التصريحات لا تعبر الاّ عن الشخصية التي صدرت عنها ولا تعبر عن المواقف الحقيقية للولايات المتحدة الامريكيّة تجاه السودان وقضية دارفور.