وصفت الصين، أكبر المستثمرين في مجال النفط بالدولة، قرار الحكومة السودانية بأنه خطير للغاية، في وقت أكد مراقبون أن إيقاف الخرطوم لتصدير نفط الجنوب يجيء بمثابة ورقة ضغط على حكومة الجنوب لتقديم المزيد من التنازلات. وصف سفير الصين بالخرطوم لوه شباو فوانغ، القرار بأنه خطير للغاية وغير مبرر، وأكد لصحيفة (الرأي العام) السودانية الصادرة يوم الثلاثاء، أنه لا يوجد سبب لايقاف تصدير نفط الجنوب طالما هنالك مفاوضات تُجرى الآن بين البلدين في أديس أبابا. وأعرب عن أمله في أن تعيد الحكومة النظر في قرارها، ودعا حكومة جنوب السودان إلى الدخول في حوار جدي من أجل التوصل لاتفاق بشأن القضايا العالقة بين البلدين وفي مقدمتها ملف النفط. اعتبرت حكومة جنوب السودان قرار الخرطوم بتعليق صادر النفظ علامة غضب متعسِّف وغير مسؤول، مؤكدة أنها لن تقوم الآن بأي ردة فعل إلى حين معرفة نتائج المباحثات بين الطرفين الجارية الآن بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وأعلن وزير النفط السوداني بالإنابة، علي أحمد عثمان، الإثنين، وقف تصدير نفط دولة جنوب السودان عبر الشمال اعتباراً من يوم الثلاثاء، وإلى حين التوصل إلى اتفاق حول رسوم عبور النفط المنتج من دولة الجنوب والمقدرة بمبلغ 727 مليون دولار للأشهر الأربعة الماضية. اعتقاد جنوبي وقال القيادي رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني ايقا، ل "العربية نت"، إنهم في الجنوب كانوا يعتقدون أن الروح بين السودان ودولة الجنوب تصب فيما فيه مصلحة البلدين، خاصة وأن هناك مفاوضات جارية الآن في العاصمة أديس أبابا بين الدولتين حول عدد من القضايا العالقة بما فيها قضية النفط. وأوضح واني أنه لم يتوقع أن يصدر مثل هذا القرار من حكومة السودان، وأنه كان يتعين على وزير النفط السوداني الانتظار وأن يترك المسألة لحين التعرف على ما ستخرج به نتيجة المفاوضات الجارية بأديس أبابا، واصفاً القرار بأنه غضب متعسِّف وغير مسؤول. وأشار القيادي الجنوبي إلى أن هذه الخطوة بمثابة ورقة ضغط على الجنوب، مضيفاً "أنا أراه أسلوباً غير مقبول لأننا كنا نتمنى أن نترك الفرصة للمفاوضات". وحول ردة فعل حكومة الجنوب، قال واني إنهم الآن لا يريدون القيام بأي خطوات طالما أن الموضوع الآن على طاولة المفاوضات، قائلاً "لا نريد استباق الأحداث وسننظر ما ستخرج به مفاوضات أديس أبابا". لكن وزيرة النفط بالإنابة بدولة جنوب السودان، إليزابيث جيمس، قالت ل"الجزيرة نت"، إن ما أقدمت عليه حكومة الخرطوم "يؤكد عدم رشدها"، وأضافت أن "حكومة الجنوب لن تركع لسياسة الخرطوم مهما كان الثمن".