اعتدت مجموعات معارضة على القيادي بالمؤتمر الوطني، إبراهيم غندور، عقب مخاطبته حشداً جماهيرياً بدار حزب الأمة القومي، مساء الثلاثاء، لمناصرة الشعب السوري. وقصفت المجموعة الرجل عقب نزوله من المنصة بالحجارة وقوارير المياه، مرددة شعارات ضد النظام. واعتبر غندور في أول رد فعل على الحادث، مقاطعة حديثه بهتافات مناوئة للنظام ورميه بالحجارة سلوكاً مؤسفاً وفيه نوع من عدم الاحترام والهمجية، مؤكداً سلامة صحته وعدم إصابته بأي نوع من الأذى. وأثار المشهد، الذي وقع في حضور زعيمي المعارضة حسن الترابي والصادق المهدي، غضب حزب الأمة، حيث تصدت القيادية فيه مريم الصادق للحضور، واعتلت المنصة وهي غاضبة ورددت في محاولة منها للفت انتباه الجميع "الله أكبر ولله الحمد"، وأبدت أسفها لما حدث قائلة: "من دخل دار حزب الأمة فهو آمن". سلوك مغاير " مريم الصادق : ما حدث لا يشبه سلوك حزب الأمة وتغيير النظام لا يتم بهذه الصورة وبتلك الطريقة، ولا يعتبر الاعتداء على الضيوف شرفاً بالنسبة لنا أن ضيوفنا في الدار معززين مكرمين " وشددت على أن ما حدث لا يشبه سلوك حزب الأمة وأنحت باللائمة على المعتدين، قائلة إن تغيير النظام لا يتم بهذه الصورة وبتلك الطريقة، ولا يعتبر الاعتداء على الضيوف شرفاً بالنسبة لهم وأن ضيوفهم في الدار معززين مكرمين. وأفادت صحيفة "السوداني" بأن الحادث لم يقع صدفة بل كان مدبراً له منذ أيام بين شباب المعارضة الذين ما أن بدأ الاحتفال جلسوا في خط مواز لتنفيذ مخططهم بالاعتداء على غندور، وأوردت الصحيفة أن دار الأمة يشهد حركة مكثفة من أعضائه وهم يحملون سخطاً على حزبهم، مؤكدين ضرورة تصحيح المسار. ووسط حضور كثيف انطلقت مساء الثلاثاء، ندوة لمناصرة الشعب السوري في محنته وما يتعرض له من قمع من قبل قوات أمن الرئيس بشار الأسد، حيث كانت الأجواء صاخبة وشهد الشارع المحازي للدار حركة دؤوبة بدأت في وقت باكر وتباينت الشعارات ما بين مناصر للشعب السوري ومحرض ضد نظام البشير. هتافات حادة " غندور يقول أن مجيئه لدار حزب الأمة إيماناً منه بالديمقراطية، وقبول الرأي والرأي الآخر، ويؤكد على أنه حضر للندوة لمساندة الشعب السوري وليس متحدثاً عن الحكومة " وبدأت الندوة فعالياتها بأغانٍ حماسية وكانت كلمة القيادي بالمؤتمر الوطني غندور في المقدمة، ولكنه ما أن صعد المنصة وبدأ حديثه تعالت الهتافات ضد حزبه ورددت مجموعات بصوت مرتفع وحاد طغى على حديثه "غور غور يا غندور". وبدأ القيادي غندور في تحدٍ واضح للهتافات يرفع صوته أكثر فأكثر، مؤكداً أن مجيئه لدار حزب الأمة إيماناً منه بالديمقراطية، وقبول الرأي والرأي الآخر، مشدداً على أنه حضر للندوة لمساندة الشعب السوري وليس متحدثاً عن الحكومة. وقال إن هنالك الملايين الذين يقفون ضد حزبه، ولكن ما أن تنطلق ثورة من الشعب نحن سنكون معها وسنكون أول من نقودها، مؤكداً أن حزبه مع الشعب السوري في خندق واحد وهو ضد البطش والقتل والتنكيل، مؤكداً أن الهرجلة والغوغائية لن تحل قضايا البلاد. وأثناء حديث غندور وقف شاب سوري من المنظمين للندوة، مطالباً زعيم الأمة بتهدئة الغاضبين والساخطين على النظام وأذعن الأخير لطلبه، راجياً منهم التوقف عن هتافاتهم، ولكن خابت محاولته وتحول المشهد للقصف بالحجارة وقوارير المياه التي انهالت على القيادي عندما أنهى كلمته متوجهاً إلى مقعده بقرب الصادق المهدي. وبعدها تدخل جيش حزب الأمة لاحتواء الأمر في دقائق معدودة وتم إخلاؤه من دار حزب الأمة عبر البوابة الشرقية التي تطل على شارع جانبي وبرغم أن زعيم حزب الأمة الصادق المهدي لم يشر للحادثة في خطابه، إلا أن وفداً رسمياً من حزب الأمة بقيادة كريمته مريم ذهب إلى غندور وسجل اعتذاراً باسم الحزب.