وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    الخارجية السودانية تستوضح السفير السعودي بشأن فيديو تهديد أفراد من المليشيا المتمردة    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    اتصال حميدتي (الافتراضى) بالوزير السعودي أثبت لي مجددا وفاته أو (عجزه التام الغامض)    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل تتخوَّف من أيام "سوداء" مع إخوان مصر
نشر في شبكة الشروق يوم 08 - 12 - 2011

تسود الأوساط الأمنية والاستخباراتية والسياسية في دولة الكيان الصهيوني درجة عالية من التوتر والقلق بعد التقدم الباهر الذي أحرزته جماعة الإخوان المسلمين والمجموعة السلفية الأكثر تشدداً في مصر، على صعيد الانتخابات البرلمانية التي يجري فرز نتائجها حالياً.
يأتي ذلك في ظل تزايد الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة الأميركية المناهضة لإسرائيل.
وتقول مصادر أمنية صهيونية مطلعة إنّ مراكز الأبحاث الأمنية والاستخباراتية في الدولة العبرية، أعلنت حالة طوارئ في ظل التقارير التي ترسلها سفارة تل أبيب في القاهرة والتي تشير إلى أن عملية فوز "الإخوان" باتت مؤكدة في ظل الاستعدادات المهولة والضغط الإعلامي الكبير والتنظيم الجيد لإدارة الحملة الانتخابية التي نفذتها الحركة.
وتضيف المصادر أنّ ورقة عمل أعدتها الأجهزة الأمنية تحذر من أيام سوداء ستواجهها الدولة العبرية مع احتمال انهيار معاهدة السلام وتطورات الأوضاع في سيناء رغم التأكيدات التي تسلمتها واشنطن من حركة "الإخوان" بأنّها ستحترم اتفاقية "كامب ديفيد" في حال فوزها، الأمر الذي تنظر إليه "تل أبيب" بعين الريبة والشك.
بالمقابل، تتزايد الدعوات السائدة في أميركا المناهضة ل"إسرائيل"، والتي تركز على مدى جدوى المساعدة العسكرية الأميركية للكيان، والمنفعة التي تجنيها أميركا من العلاقات الاستراتيجية معه.
تضاؤل إسرائيل
ويحذّر السفير الصهيوني الأسبق في واشنطن؛ زلمان شوفال، من أن تؤدي هذه الدعوات في النهاية إلى تضاؤل الدعم الذي يجده الكيان الصهيوني في أميركا.
"
السفير الصهيوني الأسبق في واشنطن زلمان شوفال، يحذّر من أن تؤدي الدعوات المناهضة لإسرائيل داخل أميركا في النهاية إلى تضاؤل الدعم الذي يجده الكيان الصهيوني
"
ويقول شوفال، إن الدعوات تتخذ حالياً أشكالاً وذرائع مختلفة في أميركا، فتارة تكون تحت شعار "الضرر" الذي يلحقه الدعم بالمصالح الأميركية في العالم العربي، وأخرى باسم منافسة الصناعات الأمنية الصهيونية للمصانع الأميركية، أو بحجة المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها أميركا.
لكن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية؛ أندرو شابيرو، بث تطمينات للصهاينة خلال كلمة قدمها في 4 نوفمبر الماضي أمام منتدى سياسي في معهد واشنطن، قدم من خلالها تقييماً شاملاً لالتزام إدارة الرئيس باراك أوباما بتفوق "إسرائيل" العسكري النوعي في الشرق الأوسط.
ويرى شابيرو، أنه خلال الأشهر الأحد عشر الماضية، شهدت المنطقة واحداً من أبرز التحولات منذ نهاية الحرب الباردة، وهو أن الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات في مختلف أنحاء المنطقة قد أوجدت آمالاً كبيرة لهذه المنطقة.
ويقول إنه مع ذلك، فإن الأحداث الهائلة في العام الماضي جلبت أيضاً عدم اليقين بالنسبة "لإسرائيل"، فإن التقلب الذي تشهده المنطقة هو مصدر للتفاؤل والقلق في آن واحد.
وفيما يتعلّق بإدارة أوباما يمثل الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" "لإسرائيل" أولوية قصوى بالنسبة لوزيرة الخارجية كلينتون والرئيس أوباما.
الشراكة القوية
إن "التفوق العسكري النوعي" هو قدرة "إسرائيل" على مواجهة وهزيمة التهديدات العسكرية الفعلية من أي دولة فردية أو تحالف دول أو فاعلين من غير الدول، مع التعرض للحد الأدنى من الأضرار أو الإصابات.
وتشكل المساعدات الأمنية الأداة الأكثر مباشرة التي تستخدمها الولايات المتحدة لضمان "التفوق العسكري النوعي" "لإسرائيل".
وتتلقى "إسرائيل" حالياً ثلاثة مليارات دولار سنوياً بشكل تمويل أميركي للتدريب والمعدات في إطار برنامج "التمويل العسكري الأجنبي".
ولوضع هذا الأمر في سياقه، يبلغ إجمالي "التمويل العسكري الأجنبي" للولايات المتحدة نحو 5,5 مليارات دولار سنوياً ويتم توزيعه بين حوالى 70 بلداً، ويذهب أكثر من 80 بالمائة من هذا التمويل لدعم شركاء الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.
ولذا فإن "إسرائيل" تحصل سنوياً على 60% من تمويل المساعدات الأمنية الأميركية الموزعة من خلال "التمويل العسكري الأجنبي".
تمويل مساعدات
وبالنسبة للسنة المالية 2012، طلبت إدارة أوباما أكثر من ثلاثة مليارات دولار بشكل تمويل مساعدات أمنية "لإسرائيل" على وجه التحديد، وهو أكبر طلب في تاريخ الولايات المتحدة. وهذه الطلبات تفي بالتزام إدارة أوباما في تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة مع "إسرائيل" في عام 2007 لتوفير 30 مليار دولار بشكل مساعدات أمنية على مدى عشرة أعوام.
إن دعم واشنطن لأمن "إسرائيل" يساعد في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة ولو كانت "إسرائيل" أكثر ضعفاً، فإن أعداءها سيكونون أكثر جرأة. وبالتالي فإن ضمان قوة "إسرائيل" العسكرية وتفوقها في المنطقة يعد أمراً جوهرياً للاستقرار الإقليمي. ونتيجة لذلك فإنّ هذا الدعم يصب بصفة أساسية في مصلحة الولايات المتحدة.
كما تتفق الولايات المتحدة و"إسرائيل" حول عدد من المسائل الاستراتيجية. "فإسرائيل" هي حليف جوهري وتعد بمثابة حجر الزاوية لالتزامات واشنطن الأمنية الإقليمية. ويبدأ ذلك من مواجهة العدوان الإيراني، إلى العمل سوية لمكافحة الشبكات "الإرهابية" العابرة للحدود، إلى وقف الانتشار النووي ودعم التحول الديمقراطي والتنمية الاقتصادية في المنطقة.
المزايا الملموسة
وتحصل الولايات المتحدة أيضاً على عدد من المزايا الملموسة من جراء شراكتها الوثيقة مع "إسرائيل".
"
الولايات المتحدة تحصل أيضاً على عدد من المزايا الملموسة من جراء شراكتها الوثيقة مع "إسرائيل"
"
فعلى سبيل المثال، إن التدريبات المشتركة بين الدولتين تتيح للولايات المتحدة التعلم من خبرة "إسرائيل" في حرب المدن ومكافحة الإرهاب.
وتثبت التكنولوجيا "الإسرائيلية" بأنها عامل جوهري في تحسين الأمن الوطني للولايات المتحدة وحماية القوات الأميركية.
إن الروابط بين الحكومتين وشركات الدفاع الأميركية و"الإسرائيلية" قد حققت ابتكارات رائدة تجعل الجميع أكثر أمناً في النهاية.
ويشمل ذلك أجهزة الاستشعار وتكنولوجيا المركبات الجوية بدون طيار ومعدات المراقبة وأجهزة الاكتشاف للبحث عن العبوات الناسفة التي تدعم القوات الأميركية.
وتدرك الولايات المتحدة أنّ "إسرائيل" تواجه اليوم بعضاً من أصعب التحديات في تاريخها.
فرغم التغيرات الهائلة التي تؤثر على المنطقة، إلا أن التهديد الذي تمثله إيران لا يزال قائماً.
نووي إيران
فبرنامج إيران النووي يبقى مصدر قلق خطير، إلا أن إيران تجد نفسها اليوم أكثر عزلة عن المجتمع الدولي، مما يزيد من صعوبة حصولها على المواد لبرامجها النووية والصاروخية.
بيد أنّ المخاطر المنبثقة من إيران تتجاوز برنامجها النووي، وقد ظهر ذلك بوضوح في الشهر الماضي مع كشف النقاب عن مخطط إيراني لاغتيال السفير السعودي على الأراضي الأميركية.
إن دعم إيران ل"حزب الله" وحماس، يُمكِّن هذه الجماعات من إطلاق الصواريخ على المراكز السكانية الإسرائيلية بدون تمييز.
كما أن الدعم الإيراني يمتد إلى سوريا، التي تمثل منذ فترة طويلة مصدر تهديد لأمن "إسرائيل". لكن رغم عدم الاستقرار في سوريا، فإن دعمها ل"حزب الله" اللبناني يستمر بدون عوائق تقريباً.
ولا تزال سوريا الرابط الحيوي بين "حزب الله" وإيران، ويواصل النظام السوري تقديم الدعم العسكري وخدمات الإمداد والتموين الجوهرية ل"حزب الله"، بما في ذلك توفير ممر آمن للمساعدات الإيرانية إلى الجماعة عبر طرق العبور براً.
حزب الله
ويحافظ "حزب الله" على وجود دائم في سوريا من خلال مكاتبه في دمشق. وهناك قلق متزايد في المنطقة من قيام سوريا بتوفير تكنولوجيا صاروخية متطورة إلى "حزب الله".
لقد جمع "حزب الله" عشرات الآلاف من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى على الحدود الشمالية "لإسرائيل". كما تمتلك "حماس" عدداً كبيراً من الصواريخ في غزة، وجميعها تمثل خطراً جوهرياً.
ينطوي الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل أيضاً على بناء القدرات العملياتية من خلال المناورات والتدريبات والتبادلات الشخصية.
كما ينطوي على بناء علاقات ثنائية وثيقة مع إجراء مشاورات مستمرة، بما في ذلك وضع "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل في الاعتبار عند إقامة تعاون دفاعي مع دول أخرى في المنطقة.
وأخيراً، يشمل ذلك أيضاً الحفاظ على وتعزيز، روابط الولايات المتحدة الوثيقة جداً مع البلدان في جميع أنحاء المنطقة.
تغيّرات المنطقة
إن التغيرات التي تؤثر على المنطقة تدفع واشنطن على مضاعفة التزامها لأمن "إسرائيل". وفي هذا الضوء، تتخذ الولايات المتحدة خطوات لمساعدة "إسرائيل" على تحسين الدفاع عن نفسها من تهديدات الصواريخ من "حزب الله" وحماس.
"
واشنطن تعمل على تحديث نظام الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلي "باتريوت"، والذي تم نشره للمرة الأولى في "حرب الخليج" عام 1991
"
ولذلك طلب الرئيس الأميركي من الكونغرس في العام الماضي اعتماد مبلغ 205 مليون دولار لدعم إنتاج نظام دفاع صاروخي قصير المدى، قامت "إسرائيل" بتطويره يطلق عليه اسم "القبة الحديدية".
ويتجاوز تمويل "القبة الحديدية" مبلغ الثلاثة مليارات دولار الذي تقدمه الولايات المتحدة في نطاق "التمويل العسكري الأجنبي".
وبالإضافة إلى ذلك، تعمل واشنطن على توفير حماية أفضل "لإسرائيل" من تهديد الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.
وتقوم الولايات المتحدة بتعزيز "نظام آرو" الإسرائيلي لمواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى من خلال المشاركة في تطوير نظام "آرو-3" المتخصص في اعتراض الصواريخ الباليستية.
وتعمل واشنطن على تحديث نظام الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلي "باتريوت"، والذي تم نشره للمرة الأولى في "حرب الخليج" عام 1991.
نظام رادار
كما نشرت الولايات المتحدة نظام رادار متقدّم لتزويد "إسرائيل" بتحذير مبكر من الصواريخ القادمة.
وعلاوة على ذلك، اشتركت شركات "إسرائيلية" وأميركية في تطوير "نظام ديفيدز سلينغ" للدفاع ضد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى وصواريخ كروز.
ومن الطرق الأخرى للمساعدة على ضمان "التفوق العسكري النوعي" "لإسرائيل" هي من خلال المناورات العسكرية والتدريبات المشتركة. ففي الخريف الماضي أجرت الولايات المتحدة مناورات للدفاع ضد الصواريخ الباليستية أُطلق عليها اسم "جونيبر كوبرا" 2010.
وقد شارك أكثر من 1000 جندي أميركي في تلك المناورات، مما يجعلها أكبر مناورات عسكرية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" في التاريخ.
غير أن ذلك التكريم لن يدوم طويلاً، لأنه في العام المقبل ستقوم واشنطن بدمج المناورات السنوية الرئيسية للقيادة الأميركية الأوروبية، "أوستير تشالينج"، مع التكرار السنوي لمناورات "جونيبر كوبرا". وسيشمل ذلك أكثر من 5000 من جنود القوات الأميركية و"الإسرائيلية" التي تحاكي (نظام) دفاع الصواريخ الباليستية الإسرائيلي، مما يجعلها إلى حدٍّ كبير المناورات الأكبر والأكثر أهمية في تاريخ التمرينات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
كما تشارك القوات الأميركية و"الإسرائيلية" في مناورات عديدة على مدار السنة.
الطريقة الثالثة
والطريقة الثالثة التي تدعم الولايات المتحدة من خلالها احتياجات الدفاع "الإسرائيلية" هي ضمان تزويد "إسرائيل" بأنظمة متقدمة للغاية.
فمن خلال برنامج "المبيعات العسكرية الأجنبية" و"المبيعات التجارية المباشرة" بين الحكومتين، فإنه بوسع واشنطن تزويد "إسرائيل" بمنتجات وأنظمة متقدّمة تقتصر فقط على أقرب الحلفاء والشركاء. وخلال السنوات القليلة الماضية، أبلغت واشنطن الكونغرس بعدد من المبيعات الكبيرة، أجدرها بالملاحظة طائرات مقاتلة للهجوم المشترك من طراز "إف-35". وسوف تثبت القدرات المتقدّمة لطائرات "إف-35" بأنها تسهم مساهمة رئيسية في تعزيز تفوق إسرائيل العسكري لسنوات عديدة قادمة.
وبالإضافة إلى ذلك، تستفيد "إسرائيل" من "المخزون الاحتياطي الحربي" الذي تحتفظ به القيادة الأوروبية الأميركية في إسرائيل. ويمكن استخدام هذا المخزون لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية في حالة وجود طوارئ عسكرية كبيرة.
وكما هو الحال مع العديد من شركاء الولايات المتحدة في الخارج، فإن "إسرائيل" قادرة كذلك على الوصول إلى الملايين من الدولارات من المعدات العسكرية المجانية أو المنخفضة الأسعار في كل عام من خلال برنامج "معدات الدفاع الزائدة" لوزارة الدفاع الأميركية.
التمويل العسكري
وعلاوة على ذلك، وعلى عكس المستفيدين الآخرين من "التمويل العسكري الأجنبي"، فإن "إسرائيل" هي الدولة الوحيدة المخول لها أن تضع جانباً ربع تمويلها من "التمويل العسكري الأجنبي" من أجل المشتريات الخارجية.
"
"إسرائيل" هي الدولة الوحيدة المخول لها أن تضع جانباً ربع تمويلها من "التمويل العسكري الأجنبي" من أجل المشتريات الخارجية
"
وهذا الاستثناء يوفر دفعة قوية لصناعة الدفاع المحلية "الإسرائيلية"، حيث أنه يساعدها على تطوير قدرات إنتاجية محلية ويُمكّنها من الاستثمار في الأبحاث والتنمية، وهو أمر جوهري لتطوير نظم متقدمة.
وخلال إدارة أوباما، كان هناك تنشيط غير مسبوق للمشاورات الدفاعية الثنائية بين الدولتين.
فمن خلال المناقشات والزيارات المستمرة عالية المستوى، قام البلدان بإعادة تنشيط الحوارات القائمة مثل "المجموعة العسكرية السياسية المشتركة" بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" و"المجموعة الاستشارية لسياسة الدفاع"، من بين مجموعات أخرى.
وتغطي المناقشات ضمن "المجموعة العسكرية السياسية المشتركة" مجموعة واسعة من القضايا السياسية والعسكرية، لكنها تركز أولاً وقبل كل شيء على الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل.
كما أن "المجموعة الاستشارية لسياسة الدفاع" توفر منتدىً رفيع المستوى يكرس نفسه لتعزيز المزيد من التنسيق في السياسات الدفاعية.
التعاون المتزايد
ويمكن العثور على مثال واحد على التعاون المتزايد بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" في جهودهما المشتركة لمنع واعتراض الاتجار غير المشروع بالأسلحة إلى غزة.
ففي عام 2009، بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل مشاورات مكثفة لمواجهة هذا التهديد. ومنذ ذلك الحين توسعت تلك الجهود إلى أن أصبحت جهداً دولياً أوسع نطاقاً يضم أكثر من 10 بلدان ومؤسسات دولية يطلق عليه "مبادرة مكافحة تهريب الأسلحة إلى غزة".
وفي ظل هذه المبادرة متعددة الجنسيات، تعمل هذه الدول على توظيف مجموعة واسعة من الأدوات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية وإنفاذ القانون لوقف شحن الأسلحة، لا سيما الصواريخ والقذائف، إلى غزة وهو ما يهدد التجمعات السكانية الإسرائيلية المجاورة.
كما تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل وثيق في عدد من المجالات الأخرى، مثل مكافحة تمويل "الإرهاب" ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل من خلال "مبادرة أمن الانتشار".
تمتد اعتبارات الولايات المتحدة بشأن "التفوق العسكري النوعي" إلى جميع قراراتها بشأن التعاون الدفاعي مع جميع الحكومات الأخرى في المنطقة.
ويعني ذلك أن سياستها تقوم على عدم إعطاء أو تقديم أي معدات أو خدمات عسكرية على نحو قد يشكل خطورة على حلفائها أو تسهم في انعدام الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط.
إن علاقات الولايات المتحدة الوثيقة مع البلدان في المنطقة تمثل أهمية بالغة لاستقرار المنطقة وأمن "إسرائيل". كما أن علاقاتها مع مصر والأردن ولبنان والعديد من دول الخليج تسمح للولايات المتحدة بدعم السلام والاستقرار في المنطقة بكل عزيمة وقوة.
دعم السلام
فعلى سبيل المثال، ساعدت علاقات الولايات المتحدة الوثيقة مع الأردن على دعم السلام في المنطقة وهي تمثل أهمية بالغة في ضوء عدم اليقين في سوريا.
كما أن شراكة واشنطن الطويلة وعلاقتها التعاونية الاستثنائية تنعكس في المساعدات الأمنية التي تقدمها إلى الأردن سنوياً والتي تتجاوز 300 مليون دولار.
ويستمر الأردن في تقديم الدعم للأولويات الإقليمية للولايات المتحدة، مثل عملية السلام في الشرق الأوسط ومكافحة التطرف وتحقيق الاستقرار في العراق و"عملية الحامي الموحد" أخيراً في ليبيا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن علاقة الولايات المتحدة طويلة الأمد مع مصر ساعدت على دعم السلام في المنطقة.
وتؤمن واشنطن أنه في الوقت الذي تمر فيه مصر بمرحلة التحول السياسي، فإن أمامها فرصة كي تصبح نموذجاً لشرق أوسط ديمقراطي جديد وحتى قوة أكثر إيجابية لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
ومع ذلك، تدرك الولايات المتحدة أن التغيير قد يكون مزعجاً وأن الهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة في سبتمبر/ أيلول الماضي قد أثار مخاوف مشروعة.
ثقة بمصر
بيد أن واشنطن على ثقة بأن مصر ستستمر في تقدير الأمن والفرص التي تمنحها معاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل".
"
واشنطن على ثقة بأن مصر ستستمر في تقدير الأمن والفرص التي تمنحها معاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل"
"
كما تشعر واشنطن بالحماسة من الخطوات الإيجابية والتعاونية التي اتخذتها مصر وإسرائيل منذ ذلك الحين، بما في ذلك التعاون على إطلاق سراح جلعاد شليط.
إن شراكة الولايات المتحدة الوثيقة مع مصر متأصلة في السلام الذي تم التوصل إليه في "اتفاقيات كامب ديفيد"، وكانت عاملاً مهماً في الحفاظ على السلام في المنطقة.
وعلى مدار الثلاثين عاماً الماضية، كانت معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر الأساس ل"التمويل العسكري الأجنبي" السنوي بمبلغ 1,3 مليار دولار الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى مصر.
وهذه المساعدات تساعد مصر في الحفاظ على قوة دفاع مهنية قوية ومنضبطة قادرة على العمل كزعيمة إقليمية وإحداث تأثير معتدل في المنطقة.
إن مصر بلد محوري في الشرق الأوسط وشريك للولايات المتحدة منذ فترة طويلة.
وقد واصلت واشنطن الاعتماد على مصر لدعم وتعزيز المصالح الأميركية في المنطقة، بما في ذلك السلام مع "إسرائيل" ومواجهة الطموحات الإيرانية واعتراض المهربين ودعم العراق. إن قوة ورفاهية مصر تمثل أهمية للمنطقة ككل.
إشارة رمزية
وينظر الشعب المصري، وليس فقط الحكومة المصرية، إلى المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة على أنها إشارة رمزية لدعمها لبلدهم وتحولها الديمقراطي.
وفي هذا الوقت من التحول المهم، على واشنطن الحفاظ على المرونة للاستجابة للأحداث وتعديل مساعداتها وفقاً لذلك.
وعلاوة على ذلك، بدأت القوات الأميركية في العودة إلى الوطن بعد سنوات من الحرب في العراق، وستثبت جهود الولايات المتحدة الدبلوماسية وأعمالها التنموية وبرامجها للمساعدات الأمنية بأنها عامل جوهري في الحفاظ على وجود قوي في المنطقة.
والسبيل الأكثر أهمية الذي تعمل من خلاله الولايات المتحدة على دعم أمن "إسرائيل" هو من خلال جهودها لتعزيز السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولا يمكن تأمين مستقبل "إسرائيل" كدولة يهودية وديمقراطية من جهة ولا الطموحات المشروعة للفلسطينيين من جهة أخرى من دون حل الدولتين الذي يتم التوصل إليه عن طريق المفاوضات. كما أن إسرائيل نفسها ليست بمنأى عن رياح التغيير.
ومع حصول شعوب المنطقة على قدر أكبر من حرية التنقل والوصول إلى المعلومات وفهم أعمق للمشهد السياسي، ستصبح إسرائيل معرضة لقدر أكبر من التدقيق والفحص. وسيؤدي ذلك بشكل مؤكد إلى قيام ضغط متزايد للتأثير على الجهود المبذولة لتحقيق سلام شامل في المنطقة.
جهود دبلوماسية
كما واجهت "إسرائيل" جهوداً دبلوماسية متضافرة لتقويض شرعيتها وعزلها عن المجتمع الدولي. لقد عارضت الولايات المتحدة باستمرار الجهود الرامية إلى عزل "إسرائيل"، ووقفت بقوة إلى جانب "إسرائيل" وحقها في الدفاع عن نفسها بعد نشر تقرير غولدستون حول النزاع في غزة عام 2009.
ورفضت واشنطن حضور فعاليات تؤيد أو تحيي ذكرى "المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية" المعيب من عام 2001، والذي خص بشكل فاضح "إسرائيل" لحملة انتقادات شديدة.
كما أوضحت هذه الإدارة أن السلام الدائم والمستدام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المفاوضات وأن الإدارة لا تزال تعارض بشدة الجهود الأحادية للحصول على اعتراف بدولة فلسطين خارج إطار المفاوضات، سواء في مجلس الأمن الدولي أو في المحافل الدولية الأخرى.
ومع ذلك، تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بسعيها لتحقيق سلام دائم بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين على أساس هدفها المشترك مع الأطراف: وجود دولتين لشعبين "إسرائيل" كدولة يهودية ووطن للشعب اليهودي، ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني، بحيث تحظى كل دولة بحق تقرير المصير والاعتراف المتبادل والسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.