نجحت وساطة قادتها رئيسة حزب القوى الحديثة "حق"، هالة عبدالحليم، وقوى المعارضة في تذويب الخلافات الحادة والحرب الكلامية التي احتدمت في الآونة الأخيرة بين زعيمي حزب الأمة القومي، الصادق المهدي وحزب المؤتمر الشعبي، حسن الترابي. وبالتزامن، أعلن تجمع المعارضة عزمه على إعادة هيكلة تنظيمه وإعادة النظر في آلياته المعارضة من أجل إسقاط الحكومة. وفتح صفحة جديدة تسقط على إثرها دعاوى انهيار التحالف، وتم الاتفاق على ميثاق مجاز سلفاً وسيتم رفعه إلى رؤساء الأحزاب لدراسته. وقالت هالة، بعد اجتماع بقادة تجمع المعارضة استمر لأكثر من ثلاث ساعات بدار حزب حق يوم الإثنين، إن المبادرة التي قادتها نجحت في احتواء الخلافات بين الزعيمين السياسيين واتفقا على فتح صفحة جديدة. وتعهدا بعدم التراشق اللفظي. ترتيب البدائل واتفق المهدي معها قائلاً: "أثني على ما قالته الأستاذة"، ولكن الترابي لم يعلق على الخطوة وعرج بحديثه إلى إسقاط النظام، مؤكداً بأنه لا توجد آلية محددة لتحقيق المسعى وأن دور المعارضة ينحصر في تهيئة المناخ وترتيب البدائل اللاحقة بعد إسقاط نظام البشير. وزاد: "ما علينا فقط إلا أن نهيئ المناخ، وإذا تيسر لنا أن نوفر البدائل اللاحقة؛ لأن كثيراً من الثوار يسقطون النظام ولا يدركون آخر النظام". وتابع: "نريد أن نضبط الانتقال من نظام كريه إلى نظام انتقالي، ومنه إلى نظام مرضي عنه وحر ولا مركزي وعادل". وقال الترابي إن المعارضة تعكف حالياً على صياغة دستور انتقالي، وأشار إلى أن الثورة الشعبية يمكن أن تهب فجأة ومن دون مقدمات. وفي ذات السياق، أبدت وصال المهدي، شقيقة الصادق وزوجة الترابي، ارتياحها لنزع فتيل الأزمة بين الرجلين، ودعت في حوار نشرته صحيفة "الرأي العام" في عدد اليوم الثلاثاء، المعارضة لتقوية صفوفها، مؤكدة أن هذه المشاحنات تصب في مصلحة الحكومة وتتفرج عليها مبسوطة. حديث معقول " وصال المهدي، شقيقة المهدي وزوجة الترابي، وصفت نفسها بأنها كانت أشقى الناس بهذه التراشقات الكلامية وسخرت من الحديث بوجود غيرة سياسية بين الزعيمين المعارضين "ونفت وصال المهدي أن يكون زوجها، حسن الترابي، وصف أخيها بالكذب، وقالت شيخ حسن يتحدث حديثاً معقولاً ولا يتلفظ بهذه الألفاظ الخشنة. ووصفت وصال نفسها بأنها كانت أشقى الناس بهذه التراشقات الكلامية وسخرت من الحديث بوجود غيرة سياسية بينهما، وتابعت أنا لديَّ موقف سياسي ملتزمة به، ولكن الصادق أخوي ولن أضحي به في أية مشكلة بين الحزبين. من جانبه، قال رئيس حزب المؤتمر السوداني، إبراهيم الشيخ، إن المهدي وافق وبشكل واضح وجلي داخل الاجتماع على إسقاط النظام بقوله: "الآن تم وبشكل جلي وواضح وعلى لسان السيد الإمام إن فكرة إسقاط النظام متفق عليها وليس لديه تحفظ لكن هو يطلب إعداد وتجهيز وترتيب لهذه المهمة". وكشف عن عقد اجتماع لقادة الأحزاب المعارضة الأسبوع المقبل لمناقشة إعادة هيكلة كيان التحالف وترتيب أولوياته من أجل إسقاط النظام، ونوه إلى أن المهدي متوافق مع ضرورة إسقاط النظام، ولكن بعد الترتيب للمرحلة الانتقالية التي تعقب ذلك. اجتماع سابق وأفادت مصادر لصحيفة "الرأي العام" السودانية الصادرة اليوم الثلاثاء عن اجتماع لتحالف الإجماع الوطني عقد في الرابع من يناير الحالي بحث ماسمي الرد على افتراءات زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي. وأوضحت المصادر أن رئيس التحالف، فاروق أبوعيسى، أكد خلال الاجتماع أن افتراءات المهدي لا يمكن التغاضي عنها، وتم تكليف الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، كمال عمر، بإعداد مذكرة للتحالف يتم تسليمها إلى حزب الأمة عبر الموقع الإلكتروني لكريمة المهدي مريم، مساعد الأمين العام للحزب. ونقلت المصادر احتجاجات أبوعيسى على موقف المهدي من عمل التحالف وإسقاط النظام، وقال: "أنا أعمل منذ الاستقلال ولا يمكن للصادق أو غيره أن يتحدث عن عملنا، ومن المفترض أن يكون لنا رد واضح على حزب الأمة الذي غاب عن الاجتماع". وأضاف أن مريم أبلغته شفاهة أن موقفهم واضح من التحالف وأنهم يطالبون بإعادة الهيكلة وإزاحتي من رئاسته.