رأى مفكرون وسياسيون إسلاميون أن الأجواء التي تعيشها الحركات الإسلامية في المنطقة ستعيد طرح الأسئلة المتعلقة بمدى إمكانية نجاح الإسلاميين في إدارة الحكم، وبدأت مراكز بحثية في تقييم تجربة الإسلاميين في السودان باعتبارها الأسبق بالمنطقة. وأحدثت ثورات الربيع العربي التي تشهدها المنطقة العربية حالة سياسية جديدة بعد صعود الإسلاميين إلى قمة المشهد السياسي وترؤسهم للأجهزة التنفيذية والتشريعية بعد تلاشي الأنظمة السياسية السابقة في كثير من دول المنطقة. ودعا القيادي بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بالسودان غازي صلاح الدين، الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي للوقوف بالجانب الصحيح من التاريخ والالتزام بالديمقراطية والحرية. وقال غازي في ندوة (صعود الإسلاميين.. الدلالات والمآلات) بقاعة الشارقة في الخرطوم يوم الأربعاء: (الضمان الأكبر لبقاء الإسلاميين في السلطة أن يشكلوا نظاماً ديمقراطياً)، معتبراً أن الإسلاميين يواجهون الكثير من التحديات أبرزها الديمقراطية والاقتصاد والتحديث والعلاقات الدولية والحريات وحقوق الإنسان والمرأة. نصائح للإسلاميين من جانبه، دعا وزير الدولة برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر، الإسلاميين إلى إدراك طبيعة وماهية السياسة كمقدمة لإدراك مطلوباتها ومصالح الناس، لا الاهتمام بقضايا كلبأس المرأة على أهميته. وطالب أمين، الإسلاميين بالبداية من الواقع، لا البداية من الفكرة وتنزيلها عنوة على الواقع، وتابع: (على الإسلاميين الابتعاد عن المثالية، والابتعاد عن العدمية وكره الحياة التي تختزلها شعارات من قبيل فلترق كل الدماء). في ذات السياق، هاجم العضو البارز بالحركة الإسلامية شرف الدين علي مختار، حديث أمين حسن عمر ووصفه بأنه صاحب وجهين، وجه حكومي بصفته وزيراً، والوجه الآخر وجه مفكر. واعتبر مختار أن إتاحة الفرصة للدكتور عبد الله علي إبراهيم المعقب على الندوة، جاء للسخرية من الإسلاميين، وقال: "الحكومة الحالية لا تعبر بالشكل المطلوب عن الإسلاميين".