قال رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي الزعيم الليبي معمر القذافي إن مشكلة دارفور يمكن حلها بأيدٍ سودانية، غير أن التدخلات الدولية عملت على صب المزيد من الزيت على النار بغرض تدويلها وإخراجها من النطاق المحلي. وقال القذافي في فاتحة أعمال القمة الأفريقية بطرابلس اليوم الاثنين، إن هناك قوى دولية تحاول أن تخطط لنهب ثروات القارة، والسودان واحد منها، وحمل دولة العدو الإسرائيلي تأجيج النزاع في دارفور، مستدلاً بافتتاح مكتب لعبدالواحد محمد نور في تل أبيب، ونوه الى استضافة فرنسا لعبدالواحد، وأكد أنها لا تدعم الحل السلمي. وقال الزعيم الليبي إنه لا يرى خطورة على السودان بسبب مشاكله الداخلية إذا ما ابتعدت عنه القوى الخارجية. وقال القذافي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، إن الاتحاد الأفريقي لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام النزاعات الداخلية في بعض الدول الأفريقية، لا سيما في دارفور والصومال والبحيرات العظمى، وقال إن حسم هذه النزاعات من شأنه أن يجعل الاتحاد الأفريقي يتفرغ إلى بناء مؤسساته الأساسية وإقامة سلطته الاتحادية ومجلس الدفاع الأفريقي والوكالة الأفريقية لحماية الحدود. إنشاء الولايات الأفريقية وأوضح القذافي أن الاتحاد لا يزال يمضي قدماً نحو هدفه المنشود وهو إنشاء الولاياتالمتحدة الأفريقية، وذلك حتى تتلاشى الحدود بين الدول باعتبار أنها من صنع الاستعمار البغيض، وقال إنه بتحقيق الاندماج الأفريقي بين دول القارة لن تكون هناك قيمة للحدود. وطالب القائد الليبي الدول الكبرى بالابتعاد عن قضايا القارة والنزاعات الداخلية للدول وعدم استغلالها في خدمة مآربهم الاستعمارية. وأضاف أن من حق الاتحاد الأفريقي حل النزاع الذي يقع بين دولة ودولة، خاصة عندما يصل إلى درجة استخدام القوة، في اشارة واضحة للنزاع بين السودان وتشاد وأثيويبا وأريتريا. وقال الزعيم الليبي إن الأيدي الإسرائيلية تكاد تكون واضحة في النزاعات الداخلية في دول أفريقية، وطالب الدول الأفريقية بضرورة طرد السفارات الإسرائيلية بها حتى ينعم الإنسان الأفريقي بالأمن والسلام. قمة بين البشير والقذافي في غضون ذلك، عقد الرئيس السوداني عمر البشير والزعيم الليبي معمر القدافي اجتماعاً على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بمدينة سرت حول النزاعات في القارة الأفريقية والتي تبدأ أعمالها غداً في العاصمة الليبية طرابلس. وتطرق اجتماع البشير القذافي الى جهود الاتحاد الأفريقي في حل قضايا الصراعات في القارة. ويأتي لقاء البشير القذافي بعد تصريحات نسبت للقذافي أعلن فيها أنه يؤيد قيام دولة في جنوب السودان. الى ذلك قال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إن قمة الاتحاد الأفريقي تناقش حل المشكلات الأفريقية عبر آليات أفريقية لأن هناك نزعات تستغل من دول خارجية، وأضاف أن تخصيص قمة لحل النزاعات يجعل الحل أفريقياً. وحول أزمة دارفور قال إسماعيل إن اجتماعاً تشاورياً في القاهرة كان الغرض منه توحيد فصائل دارفور لتحديد موعد نهائي لإنهاء أزمة الإقليم. القمة تركز على دارفور وكانت لجنة الخبراء التحضيرية للقمة الأفريقية الطارئة بشأن تسوية النزاعات في أفريقيا ركزت على الأوضاع في دارفور، حيث قدم كل من مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي رمضان " لجنة الخبراء حثت المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته حتى تتمكن الحكومة السودانية والفرقاء من وضع اتفاقيات السلام موضع التنفيذ " العمامرة وممثل الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي المشترك رودلف أدادا تقريراً للمفوضية. وأشارا الى التحسن الذي طرأ على الأوضاع في دارفور، وأكدت توصيات اللجنة بوضع جدول زمني محدد للمفاوضات، والعمل على دعم قوات الهجين، إضافة الى توصية واضحة وصريحة تنص على معاقبة كل من يعرقل جهود السلام، بجانب توصية تضمن إعفاء الديون والوفاء بالتزمات أوسلو، إذ يتطلب ذلك حث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته حتى تتمكن الحكومة السودانية والفرقاء من وضع اتفاقيات السلام موضع التنفيذ.