يشتكي سكان 15 قرية على امتداد نهر عطبرة وسيدون بولاية نهر النيل، من تردي الخدمات الصحية نتيجة لتوقف تشييد مستشفى منطقة "مرزوقة" الواقعة بالجهة الغربية للنهر لأكثر من خمس سنوات بسبب ترحيل مخصصاته لبنود أخرى. وترى السلطات هناك، بحسب مراسل الشروق في الولاية، عصام الحكيم، أن هذه البنود غير المعروفة أكثر أهمية على الرغم من حاجة ال 15 قرية التي يسكنها حوالى ثلاثة آلاف مواطن. وتعتمد جميع هذه القرى على تلقي العلاج بمستشفى الدامر، ما يشكل معاناة كبيرة للأهالي ويشرف مركز صحي متهالك بقرية مرزوقة على الحالات البسيطة التي يمكن علاجها. ويدير هذا المركز الذي يعتمد عليه أكثر من ثلاثة آلاف مواطن، مساعد طبي، ويبذل الرجل جهداً مقدراً للتعامل مع أي حالة. وأبلغ المساعد الطبي موسى فكي الشروق، بأنه يسعى لسد جميع الفراغات الموجودة في المركز الذي يخلو من فراش ناهيك عن ممرض ويقوم بنظافة المحل وصرف الدواء. صندوق خشبي وأكد فكي أنه يملك صيدلية بمكتبه عبارة عن صندوق خشبي يحوي القليل من الأدوية المتاحة، بجانب مطهر وشاش طبي، قائلاً: "أعمل ما بوسعي لعلاج الحالة التي تعرض عليَّ، ولكن عندما أعجز عن فعل شيء آمر حينها بالتوجه إلى مستشفى الدامر". وأفاد مراسل الشروق، عصام الحكيم، بأن هذه القرى المعنية تبعد عن مستشفى الدامر قرابة 90 كلم وهي مسافة بعيدة بالنسبة للمرضى خاصة الحالات الطارئة. وأكد أن ميزانية تأهيل مركز المرزوقة إلى مستشفى أو مركز صحي مؤهل، تم رصدها منذ عام 2007، لكن لم تنفذ بسبب ترحيلها إلى بنود أخرى. وشكا المواطن عبدالقادر عبدالوهاب من تردي الخدمات الصحية في قرى نهر عطبرة وسيدون. ترحيل للدامر " مدير عام وزارة الصحة بنهر النيل يؤكد عدم رضا الوزارة عن الأوضاع في بعض المناطق ويتعهد بالعمل لتأهيل ثلاثة مراكز في الجهة الغربية إلى حين يتم تشييد مستشفى كبير يعمل على حلِّ الأزمة الصحية جذرياً " ويقول المواطن إن ترحيل المرضى إلى الدامر يشكل هاجساً كبيراً خاصة في حالات الوضوع، مؤكداً عدم وجود قابلة في المركز، ما يضطرهم لحمل المرأة على "العنقريب" لمسافات طويلة حتى يجدوا عربة تقلها إلى مستشفى الدامر. وقال: "بسبب ضيق ذات اليد وصعوبة الترحيل تضع جنينها في الطريق قبل الوصول إلى المستشفى"، ويتسبب ذلك في وفاة الأمهات وأحياناً الأطفال، منادياً بوضع حلٍّ سريع لهذه المعضلة التي لا تتناسب مع التطور التنموي الذي شهدته الولاية. بالمقابل، أكد مدير عام وزارة الصحة بنهر النيل عدم رضا الوزارة عن الأوضاع الخدمية في بعض المناطق خاصة الصحية، ولكنها تحمل بعض المعالجات الآنية وأنها ستعمل على تأهيل ثلاثة مراكز في الجهة الغربية إلى حين يتم تشييد مستشفى كبير يعمل على حلِّ الأزمة الصحية جذرياً.