وبَّخ مجلس الأمن الدولي السودان وجنوب السودان، يوم الثلاثاء، على الاشتباكات المتكررة عبر الحدود بينهما والتي تذكي التوترات والخلافات بشأن صادرات النفط والأراضي، وأصبحت "خطراً بالغاً على السلام والأمن الدوليين"، مؤكّداً حاجة "المنطقتين" لتوصيل المساعدات الإنسانية. وعبّر مجلس الأمن الدولي في بيان عن "القلق الشديد من أنباء عن حوادث عنف متكررة عبر الحدود بما في ذلك تحركات القوات وتقديم المساندة لقوات بالوكالة وغارات القصف الجوي، وهو يعتبر الوضع خطراً بالغاً على السلام والأمن الدوليين". وشكا البلدان بعضهما من بعض لدى مجلس الأمن. ونفى سفيرا البلدين كلاهما يوم الثلاثاء ارتكاب أي مخالفات. وطالب مجلس الأمن "ألا تتخذ الدولتين أي عمل يقوِّض الأمن والاستقرار في البلد الآخر بما في ذلك أي شكل مباشر أو غير مباشر من مساندة مجموعات مسلحة في أراضي البلد الآخر". مخاطر العنف وقال البيان إنه يؤكد "أن أي عمل منفرد فيما يتصل بقطاع النفط سيضر بالأمن والاستقرار والرخاء في الدولتين". وأوقفت حكومة جنوب السودان إنتاجها النفطي البالغ 350 ألف برميل يومياً في يناير بعد أن احتجز الشمال نفطاً للجنوب تزيد قيمته عن 800 مليون دولار. وأكد البيان الحاجة الملحة لتوصيل معونات إنسانية إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين، حيث تدور معارك منذ أشهر بين الجيش السوداني ومتمردين يريدون الإطاحة بحكومة الخرطوم. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، إن واشنطن "تشعر بقلق بالغ للوضع الإنساني المتردي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث يتعرض مئات الآلاف للمخاطر اليومية للعنف والمجاعة. اتهامات جديدة وجددت دولة جنوب السودان، الثلاثاء، اتهاماتها ضد الحكومة السودانية بقصف مواقع داخل الدولة، مما أدى إلى مقتل عدد من جنود الجيش الشعبي ومواطنين في ولاية الوحدة الغنية بالنفط فيما بدأ وفدا البلدين مفاوضات بينهما في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي. وقال المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان، فيليب أقوير ل"الشرق الأوسط"، إن القوات المسلحة السودانية ما زالت مستمرة في الاعتداء على دولة جنوب السودان. وأضاف أن يوم الثلاثاء شهد قصفاً جوياً من قبل سلاح الجو السوداني على مواقع في ولاية الوحدة الغنية بالنفط أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين في بلدة (جاو). وبدأت الثلاثاء في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان وستستمر حتى السادس عشر من مارس حول القضايا العالقة وأهمها عبور النفط الجنوبي. وقال كبير مفاوضي جنوب السودان، باقان أموم، في تصريحات صحفية بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا: "لا أعتقد أنه حدث أي تطور إيجابي" منذ جولة المفاوضات السابقة غير المثمرة التي عقدت في يناير الماضي.