شيّع آلاف السودانيين، يوم الأحد، زعيم الحزب الشيوعي، محمد إبراهيم نقد، إلى مثواه الأخير في مقابر فاروق بالخرطوم في موكب مهيب، تقدّمه سياسيون أبرزهم زعيم حزب الأمة، الصادق المهدي والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د. حسن الترابي. وأفاد مراسل الشروق، نزار البقداوي، بوجود انتشار كثيف للشرطة السودانية أثناء التشييع تحسباً لأي تفلتات. وتوفي نقد يوم الخميس الماضي بمستشفى سانت ماري بالعاصمة البريطانية لندن عن عمر ناهز 82 عاماً إثر علة لم تمهله طويلاً. وتأخر وصول جثمان الراحل للخرطوم قرابة الثلاث ساعات بسبب تغيير مسار الطائرة التابعة للخطوط البريطانية التي كانت تقله. وشهدت ساعات انتظار الجثمان تدفق عدد كبير من أنصار الحزب، مما أدى إلى ازدحام عطّل خروج الجثمان لمدة 45 دقيقة من المطار، بعدها توجه الجثمان إلى منزل الراحل بحي الفردوس جنوبي الخرطوم. موكب التشييع وانطلق موكب التشييع من منزل الراحل إلى دار الحزب بحي الخرطوم اثنين، ومن هناك اتجه المشيعون سيراً على الأقدام إلى مقابر فاروق حيث ووري الجثمان الثرى هناك. وطاف المشيعون بالنعش حول المقابر قبل الصلاة عليه ودفنه. وقال منظمون من الحزب الشيوعي المعارض لشبكة الشروق، إن الجماهير لم تلتزم بقرار اللجنة المنظمة الخاص بأن يكون الموكب صامتاً من مقر الحزب إلى مقابر فاروق، حيث لوحظ وجود هتافات. وقال زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، مخاطباً المشيعين: "لقد كان الفقيد مرناً ومتسامحاً مع نفسه والآخرين وأهل السودان جاءوا في هذا المشهد الحاشد ليبادلوه نفس المشاعر". وأضاف: "كان الفقيد زاهداً في الدنيا ومتواضعاً لأبعد الحدود، ضحى بحياته الشخصية في سبيل المبادئ التي يؤمن بها وعلى رأسها مناصرة المظلومين والمستضعفين في الأرض". من جانبه، قال زعيم المؤتمر الشعبي، د. حسن الترابي: "كان الفقيد محباً للخير وكانت له كاريزما عالية داخل الحزب العقائدي وقاد الحزب في ظروف بالغة التعقيد، وكان متمسكاً بمبادئه السياسية".