أكد وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، أن مشاركة السودان في القمة العربية في بغداد بوفد ترأسه الرئيس السوداني، المشير عمر البشير، أوصلت رسالة للحكومة العراقية بأن السودان يدعم العراق ولا يتدخّل في شؤونه الداخلية. وأشار كرتي في تصريحات صحفية، حسب وكالة السودان للأنباء، إلى اللقاءات التي أجراها الرئيس البشير قبيل انعقاد القمة مع الرئيس العراقي، جلال طالباني، ورئيس الوزراء، نور المالكي، ورئيس البرلمان، مضيفاً أن الرئيس حرص على أن يكون على صلة بجميع هذه الأطراف العراقية. ووصف الوزير اللقاءات التي أجراها البشير مع الرؤساء العرب بأنها إيجابية، حيث عبروا عن تقديرهم للسودان لمساندته العراق وترحيبهم بالتعاون وتحريك العلاقات بين البلدين. ووصف كرتي العلاقات السودانية العراقية بأنها قديمة وتتجدد الآن بعد خروج العراق من مأزقه وإنهاء الاحتلال والبحث عن مصالحه مع الدول العربية. الهجوم على هجليج يناقض الرسالة وحول هجوم جيش دولة جنوب السودان على منطقة هجليج النفطية السودانية، أكد وزير الخارجية، أن اعتداء قوات جنوب السودان على هجليج يخالف السياق العام والواقع، ويشكل مخالفة للأسلوب الذي كان يجب انتهاجه لحل القضايا الخلافية والعالقة بين السودان ودولة جنوب السودان." الهجوم الغادر يناقض الرسالة التي حملها وفد جنوب السودان الذي زار الخرطوم لتوجيه الدعوة للسيد رئيس الجمهورية للتوقيع على اتفاق الحريات الأربع " وأضاف أن الهجوم الغادر يناقض الرسالة التي حملها وفد جنوب السودان الذي زار الخرطوم لتوجيه الدعوة للسيد رئيس الجمهورية للتوقيع على اتفاق الحريات الأربع، وهو اتفاق إطاري، كما أنه يخالف النوايا الطيبة التي أبداها السودان والمقابلة الإيجابية التي استقبل بها الوفد. وأكد كرتي أن العدوان يكشف الانقسامات العميقة في صفوف حكومة جنوب السودان، وأن هناك أطرافاً لا تريد لصوت السلام أن يعلو، مشيراً إلى أن هناك إرادة أخرى تغلّبت غير تلك التي جاءت للسودان لتقديم الدعوة للرئيس وأنها أرادت أن تقول للوفد الذي جاء للخرطوم إننا سبقناكم للهدف بوسائلنا الخاصة. وأشار إلى أن حكومة جنوب السودان ربما رأت أن الطريق الأسرع لتحقيق أهدافها هو العدوان وليس التفاوض. سلفاكير وقع في خطأ كبير وقال الوزير إن رئيس جنوب السودان وقع في خطأ كبير عندما أعلن بفرحة عارمة خلال اجتماع عام أننا وصلنا إلى ما كنا نريد الوصول إليه عبر التفاوض، لدرجة أنه لم يستوثق ويتأكد من أن الذين أرسلوا للهجوم قد أنجزوا المهمة بالسيطرة على هجليج. وأكد أن السودان الذي تمكّن من صد العدوان مستعد للحوار إذا كان الطرف الآخر جاداً، وأن ما حدث كان محاولة ضغط من جانب الحركة وهي ليست بعيدة عن ما جرى في توريت وأبيي. وقال كرتي إن الطريق الوحيد المتاح أمام حكومة الجنوب هو العودة لطاولة المفاوضات. وأشار إلى بدء اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة بين وفدي السودان ودولة الجنوب والتي ستتناول القضايا الأمنية، وقال إنه إذا جاء الطرف الآخر جاداً يمكن التوصل لاتفاق لأن الأمر الميداني قد تم حسمه من جانب القوات المسلحة وقوات الأمن السودانية. استضافة الجنوب لمتمردي دارفور وقال وزير الخارجية السوداني، إن استضافة حكومة الجنوب لمتمردي الحركات الدارفورية ومتمردي جنوب كردفان تعد نوايا واضحة للعدوان، ويجب أن تكون مسار بحث ومراجعة في اجتماعات اللجنة الفنية. " وزير الخارجية السوداني: استضافة حكومة الجنوب لمتمردي الحركات الدارفورية ومتمردي جنوب كردفان تعد نوايا واضحة للعدوان " وحول ترشيح د. مطرف صديق سفيراً للسودان لدى دولة الجنوب، قال إنه تم فعلاً ترشيحه وأن الأعراف الدبلوماسية تقتضي انتظار موافقة الدولة الأخرى. ونفى كرتي ما تردد عن تغيير الوفد التفاوضي للحكومة، وقال إن هذا الوفد استمر في المفاوضات في كل المنابر، وهو نفس الوفد الذي كان مسؤولاً عن تنفيذ الاتفاقية، ولا أعتقد أنه من الحكمة الحديث عن هذه المسألة ولا يجب إضعاف الوفد، كما أنه عرك مفاوضات السلام وعرف الطرف الآخر معرفة جيدة. وأشاد وزير الخارجية بالنهج الذي تعاملت به الحكومة والقوات المسلحة إزاء الاعتداء الذي قامت به دولة جنوب السودان على هجليج، ووصفه بالمنضبط، وأردف قائلاً إن بيان الحكومة والجيش كان عالي المهنية ومنضبطاً في كلماته، مما يدل على الحصافة.