جدد السودان موقفه الداعم للقضية الفلسطينية, بينما أكدت حركة "حماس" استمرار نشاط شراء وصناعة وتهريب السلاح في قطاع غزة رغم الحصار الإسرائيلي المفروض، وحذرت من مغبة اختزال القضية في رفض التطبيع مع إسرائيل وتقليص الاستيطان. وتدارس نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل بالخرطوم، مستجدات القضية بشقيها السياسي والمشروع الأميركى الذى سيطرح قريباً للتسوية. وكشف مشعل فى تصريحات صحفية، عقب اللقاء، أن رؤية حماس حول المشروع الأميركى تتمثل فى التنبيه لخطورة اختزال القضية الفلسطينية فى مجرد تعليق التطبيع والمصطلح الإسرائيلى الجديد المتمثل فى تقليص الاستيطان أو تجميده مؤقتاً مقابل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتطبيع العرب مع تل أبيب. سلاح رغم الحصار وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في خطاب ألقاه اليوم الأربعاء في العاصمة السودانية الخرطوم، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يشترون ويصنعون ويهربون السلاح رغم الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وأضاف مشعل في خطاب له أمام المؤتمر العام لاتحاد الشباب الوطني: "أنتم في السودان صنعتم معجزات بفضل الله، وإخوانكم في فلسطين رغم الحصار وإغلاق المعابر والتضييق والمؤامرة الكبيرة وأساطيل الشرق والغرب التي تمنعنا من السلاح نحن والحمد لله نشتري السلاح ونصنع السلاح ونهرب السلاح، وهذا أمر الله لنا". ولم يوضح خالد مشعل، الذي وصل إلى الخرطوم مساء الثلاثاء، نوعية الأسلحة التي يتحدث عنها ولا مصدرها. تمسك بحق الأرض والعودة " مشعل أكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد عملية سلام أو تفاوض وإنما هى أرض محتلة يجب الانسحاب منها، وإقامة دولة وفق حدود 67 وعاصمتها القدس "وأكد مشعل أن أى تسوية حقيقية ينبغى أن تقوم على قاعدة أن هناك أرضاً محتلة لا بد أن تنسحب منها إسرائيل وأن هناك حقوقا فى الأرض وفى العودة الى القدس وكل الحقوق الفلسطينية لا بد من أن يتم تمكين الشعب الفلسطيني من نيلها، وقال: "إننا لن نسمح بتحريك للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كعملية شكلية للإدارة الأميركية". وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على أن جوهر القضية الفلسطينية ليست مجرد عملية سلام أو تفاوض وإنما هى أرض محتلة لا بد من الانسحاب منها، وهناك موقف فلسطيني وعربي توافق على أنه لا بد من إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 67 وعاصمتها القدس مع حق العودة، وزاد: "هذا هو الحد الذى يمكن أن يقبل به الفلسطينيون والعرب هذا جوهر الصراع.. الأرض وحق العودة والقدس وتفكيك المستوطنات". لا انتخابات بلا مصالحة وحول الوضع الفلسطينى الداخلى، جدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تحذير الحركة من الذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية دون مصالحة. وأشار الى أن هناك سيناريو وجهوداً وترتيبات تتزامن مع الجهد الأميركى لتحقيق هذا الهدف، مؤكداً أن خوض انتخابات بدون تحقيق المصالحة الفلسطينية لن يزيد الساحة الفلسطينية إلا انقساماً، وعزا تعثر المصالحة الفلسطينية الى ما وصفه بالقول بأن هناك استقواء بآخرين ربما بعوامل خارجية. وقال مشعل إن مصر قدمت مقترحات فى الفترة الماضية تجاوبت "حماس" معها، منوهاً الى ان الاختبار الحقيقي فى ما هو قادم، وأعلن أن المصريين سيقدمون خلال اليومين القادمين ورقة مقترحة منهم سيطرحونها على كل الأطراف، وأضاف: "هذا سيضع الناس تحت الاختبار من الذى يريد فعلاً أن يقبل المصالحة وينهى الانقسام". إشادة بدور السودان وأشاد مشعل فى هذا الصدد بالدور الذى يلعبه السودان فى الوساطة خلال الفترة الماضية، وقال إن الموقف السودانى واضح وأصيل كعادته، وهناك توافق بينه وحركة حماس، مشيراً الى تواصل الاتصالات بين حماس وحركة فتح. وأكد: "نحن نرحب بالسودان كما نرحب بالدور المصرى وكل دور عربى"، وأضاف: "نؤكد أن السبيل هو المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام وهو الذى يخلق ويمهد المناخات والأجواء الطبيعية لإجراء الانتخابات والترتيبات الفلسطينية"، وتابع: "ينبغى أن لا يشمل ذلك السلطة فقط، بل منظمة التحرير وأن تتم كل الأمور بالتوافق الوطنى". وشدد مشعل بالقول: "أما إذا أراد البعض جولات المصالحة والحوار ألا تكون مجرد تغطية أو تضييعاً للوقت حتى نصل الى سيناريو الانتخابات بالأمر الواقع لخدمة نوايا معينة فلن نقبل هذا ولن يزيد الساحة الفلسطينية إلا انقساماً". وكان الرئيس السوداني عمر البشير استقبل خالد مشعل الذي يزور الخرطوم هذه الأيام.