ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الولاياتالمتحدة فشلت عقب مرور ستة أشهر من إرسالها 100 فرد من صفوة الجنود الأميركيين إلى أفريقيا، في القبض على جوزيف كوني زعيم مليشيا "جيش الرب للمقاومة". وكشف عدد من القادة العسكريين في الجيش الأميركي عن عجزهم في التقاط أثر له لكنهم أعربوا في الوقت ذاته عن اعتقادهم بإختفائه بإحدى أدغال أفريقيا الوسطى واعتماده على أساليب العصر الحجري لعرقلة وسائل المراقبة ذات التقنية العالية المفروضة عليه. وأوضحت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه مع ذلك فإنه لوحظ في الأشهر الأخيرة بطء وتيرة الجرائم التي يرتكبها كوني وجماعته المسلحة من اغتصاب وعمليات قتل واختطاف، بفضل تجدد الملاحقات والضغط الدولي المفروض عليه. هروب للأدغال وأشارت إلى ما أعلنه مسؤولون بالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المعنيون بالأمر من تراجع مقاتلي "جيش الرب" وهروبهم إلى أعماق الأدغال الأفريقية لينقسموا إلى فرق صغيرة من أجل تفادي كشفهم، فضلاً عن تعمدهم تغطية آثارهم. ونوهت الصحيفة الأميركية إلى إصدار كوني أمراً لتابعيه، منذ وقت طويل، بوقف استخدام أجهزة الراديو والهواتف المحمولة خشية تعقبهم بفضل هذه الوسائل الإلكترونية ليؤكد ما أعلنه مسؤولون مطلعون أخيراً من اعتماد مقاتلي "جيش الرب" في اتصالاتهم على إيفاد رسل سيراً على الأقدام وعقد مقابلات شخصية مرتبة مسبقاً. ورأت "واشنطن بوست" أن هذه الأساليب التي يستخدمها كوني من أجل الفرار أثبتت فاعليتها ضد الأقمار الصناعية العسكرية وأجهزة الاستشعار وغيرها من أشكال المراقبة التي نشرتها الولاياتالمتحدة بأدغال أفريقيا لتعقبه، الأمر الذي دفع العديد من القادة العسكريين إلى التحذير من أن القبض عليه ربما يستغرق أعواماً. فرق أميركية وأشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة نشرت خمسة فرق منذ شهر أكتوبر الماضي بأربع دول هي: يوغندا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان والكونغو من أجل إرشاد قوات هذه الدول المعنية بضرورة القبض على كوني. وقالت إنه ولأول مرة، كشف مسؤولون عسكريون أميركيون النقاب عن تفاصيل خططهم للقبض على كوني خلال مقابلات صحفية خاصة أجريت معهم خلال الأسبوع الماضي توجت بقيام بعضهم بزيارة إلى أفريقيا الوسطى لتفقد حال الفريق المكون من 20 فرداً التابع للقوات الخاصة بالجيش الأميركي والذي أقام معسكراً له بمدينة أوبو بجنوب شرق أفريقيا الوسطى. وأضافت "أن أفراد القوات الأميركية نادراً ما يغادرون المنطقة المجاورة لمعسكرهم ولا يذهبون في دوريات، مخولين هذه المهمة إلى نظرائهم الأفارقة وأنهم بدلاً من ذلك يقضون معظم أيامهم في عقد اجتماعات مع القوات الأفريقية والمسؤولين المحليين بهدف إرشادهم وعرض المقترحات التقنية التي تهدف إلى القبض على كوني". وأكدت الصحيفة حقيقة تزويد القوات الأميركية هناك بالأسلحة اللازمة للقيام بمهمتها لكن من غير المسموح لهم الإنخراط في القتال، إلا في حالة الدفاع عن النفس، حيث نفوا مواجهتهم قوات جيش الرب مباشرة.