الجواسيس الطائرة.. عيون أمريكية على تخوم السودان ترجمة: سحر أحمد أشار تقرير حديث بصحيفة (واشنطون بوست) الأمريكية إلى أن الجيش الأمريكي اتجه إلى التعاقد مع شركات خاصة للقيام بعمليات تجسس إلكترونية في المجال الجوي لدولة الجنوب وأوغندا والكونغو، مضيفأ أنه يتم تزويد الطائرات بطيارين وموظفين للمساعدة في عمليات الاستخبارات الإلكترونية والتي تهدف إلى إجراء عمليات تجسس على مساحات شاسعة على الأراضي الإفريقية، وعلى عكس الجنود النظاميين يرتدي هؤلاء المتعاقدون ملابس مدنية ويعتبر أنهم أقل عرضة للفت الانتباه، ورفض قائد القوات الأمريكية بإفريقيا (آفريكوم) في حديثه ل(واشنطون بوست) مناقشة مهام هذه العمليات العسكرية أو الأسباب التي استدعت الاستعانة بمصادر خارجية لجمع المعلومات الاستخباراتية. معاملة خاصة وأشار القائد في حديثه ل(واشنطون بوست) إلى أن المتعاقدين لن يحصلوا على معاملة خاصة في حال وقوع حادث ولكنهم بدلا عن ذلك ستقدم لهم المساعدة من قبل الإدارة الأمريكية كأي مواطن أمريكي يكون في حالة خطر، من جانبه قال الخبير بمجال التعاقدات العسكرية بمعهد بروكينز بيتر دبليو سينجر إن وزارة الدفاع الأمريكية عادة ما تتجه للقطاع الخاص لإيجاد ذريعة للإنكار ولكنه استدرك قائلا إنها نادرا ما تنتهج ذلك المسلك، مضيفا أنه عادة عندما تسوء الأمور فإن هنالك سيناريوهات متوقعة فإما أن يغادر المتعاقد حاملا حقيبته أو أن تكون من الصعوبة محاسبته لعدم اتضاح الدوافع السياسية، وأشار التقرير إلى أن عمليات المراقبة التي تجريها الولاياتالمتحدة بإفريقيا تعتمد على أن تمنح الدولة التي ترغب في استضافة قواعد التجسس وغالبا ما تصر هذه الدول المضيفة أن تكون مشاركتها ضمن استفادة الولاياتالمتحدة من مجالها الجوي، وألمحت الصحيفة إلى أن مثل هذه الترتيبات غالبا ما تكون معرضة للانحراف عن هدفها الأساسي سيما وأن أغلب هذه البلدان فقيرة وليس لديها سجلات لحقوق الإنسان، مشيرة إلى مسئولين أمريكيين كانوا قد صرحوا للصحيفة بأنهم يركزون على حجب المعلومات الاستخباراتية التي تمكن الدول المضيفة من استهداف معارضيها بدلا عن الجماعات الإرهابية ولكنهم اعترفوا بأنه أحيانا يصعب معرفة الفرق بينهما. عمليات مراقبة وألمح مسئول عسكري أمريكي مطلع بشأن هذه العمليات في حديثه ل(واشنطون بوست) أن خطورة هذه العمليات تكمن في شكل علاقة المشاركة مع هذه الدول المضيفة والتي تتمركز فيها أصول هذه القواعد ففي حال إعطائك معلومات فمن المؤكد أن يكون هنالك تصرف معين بناء على هذه المعلومات فيجب عليك أن تتحمل بعض المسئولية عن العواقب المترتبة، وقال المسئول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته إنه يحظر على الجيش الأمريكي الكشف عن المعلومات الخاصة بهدف المراقبة للبلد المضيف إلا إذا كان يسمح للأمريكيين بموجب القوانين الخاصة به التدخل لاتخاذ الإجراءات اللازمة، من جانبها قالت قيادة القوات الأمريكية بإفريقيا (آفريكوم) في ردها المكتوب على الصحيفة إن الإذن الخاص بإجراء عمليات المراقبة في الدول الإفريقية يتم بالتنسيق بين وزارة الخارجية الأمريكية والبلد المضيف وفي حال رفض البلد أو أبدى عدم رغبة في إجراء عمليات التجسس يتم أخذ الإذن بتدخل قيادات رفيعة المستوى كالرئيس الأمريكي أو وزير الدفاع. وأشارت ذات الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة نشرت آلاف القوات بدولة الجنوب وجمهورية إفريقيا الوسطى بهدف تعقب زعيم قوات جيش الرب وقال مسئولون عسكريون يوغنديون في حديثهم ل(واشنطون بوست) إن عملياتهم يتم توجيهها من قبل استخبارات أمريكية ودول أخرى ولكنها رفضت الكشف عن كيفية تجميع هذه الاستخبارات وقالت "إنها ليست للاستهلاك الإعلامي". اتفاق شفهي وقالت (واشنطون بوست) إن برقية دبلوماسية أمريكية كشفت عن أن الحكومة اليوغندية توصلت إلى اتفاق شفهي مع الولاياتالمتحدة على أن تكون الأخيرة مراقبا لاحترام مبادىء التعامل بإنسانية وعدم التمييز بين الأسرى قبل البدء في تعقب قوات جيش الرب، ووفقا للرسالة الموقعة باسم السفير الأمريكي بيوغندا جيري لانيير فإن يوغندا أدركت أن سوء استخدام هذه المخابرات من شأنه إنهاء العلاقة وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الطرفين، وأضافت البرقية أن التقارير الاستخباراتية حول جيش الرب سيتم مراجعتها من قبل ضباط عسكريين أمريكيين بمركز الاستخبارات المشتركة بكمبالا قبل إرسالها إلى الجيش اليوغندي، مشيرة إلى أن جماعات حقوق الإنسان اتهمت الرئيس اليوغندي يوري موسفيني بقتل معارضيه خارج نطاق القانون وغيرها من الانتهاكات الإنسانية. من جانبه قال لانيير إنه تلقى وعودا من وزير الدفاع اليوغندي بأن بلاده لن تسيء استخدام الاستخبارات الأمريكية، وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكي اعترف بأنه تلقى مساعدة من قبل متعاقدين لتعقب كوني ولكنه رفض الكشف عن هوية المتعاقدين أو تحديد الشركات أو التحدث عن المهام التي تؤديها كجزء من المهمة والتي أطلق عليها (توسكر ساند). قدرات محدودة من جانبه قال رئيس بعثة نخبة القوات الأمريكية الذين تم نشرهم بدولة الجنوب وجمهورية إفريقيا الوسطى كينيث رايت "إن لدينا متعاقدين مع الولاياتالمتحدة لدعم عملياتنا ولكننا لا نقدم دعما مباشرا لعمليات شركائنا"، ونقلت الصحيفة عن أحد عناصر "توسكر ساند" – المجموعة المتعاقدة – أن رحلات المراقبة الجوية قام بها ضباط عسكريون من يوغندا والكنغو ولم يستخدم فيها ضباط أمريكيين وأن معظم هذه الرحلات تحركت من مطار عنتبي بالكنغو ودولة الجنوب وجمهورية إفريقيا الوسطى، لافتا إلى أن الضباط الأفارقة يتواصلون مع قواتهم على الأرض عن طريق الراديو، ويتم اختيار الأهداف المراقبة من قبل القواعد العسكرية الأمريكية في ألمانيا وبريطانيا وكثيرا ما يتناقش الضباط الأمريكيون مع نظرائهم الأفارقة حول أهداف المراقبة، وكشف متعاقد سابق في حديثه مع الصحيفة شريطة عدم ذكر اسمه أن القادة الأفارقة كثيرا ما يشكون من أن الاستخبارات الأمريكية تعطي معلومات عن تحركات للمتمردين تجاوزتها الأحداث وعفا عليها الزمن. في السياق قال قادة أفارقة إن لديهم السلطة لمرافقة موظفيهم لهذه الرحلات ولكنهم رفضوا إعطاء تفاصيل أكثر، مضيفا أنه على الرغم من التطور التكنولوجي الذي تملكه الولاياتالمتحدة إلا أن قوات الأمن الإفريقي دائما ما تندهش حين تعلم أن هنالك حدودا لما تستطيع الولاياتالمتحدة التوصل إليه، وقال مسئول أمريكي: "هنالك شعور من قبل القادة الأفارقة أننا مكتملون وأننا نعرف كل شيء في كل وقت".