حذر زعيم حزب الأمة القومي؛ الصادق المهدي، من أن الحرب الاقتصادية على جنوب السودان سيكون ضحاياها القبائل الرعوية السودانية والقطاع التجاري العريض المصدّر للسوق الجنوبي. وقال: "في هذه الحرب خسائرنا فادحة"، وكشف عن ترتيبات لعقد مؤتمر سلام. واعتبر المهدي في مؤتمر صحفي بالخرطوم، الأربعاء، أحداث هجليج الأخيرة دليلاً على تقصير دفاعي، ما يوجب مراجعات أساسية في آليات الدفاع الوطني. وكشف عن ترتيبات لعقد مؤتمر سلام خلال شهرين بمشاركة كافة الأطراف المعنية حول قضايا ما بعد الاستفتاء ودستور البلاد. وأعلن المهدي عن قيادة حزبه لحملة سلام، عبر تعبئة شعبية واسعة بالمذكرات، والندوات، والاعتصامات، والمواكب، وأكد حرص حزبه على تجنب الحرب وبناء السلام بهندسة سودانية لكنه عاد ورأى أن "الأجندة الدولية أفضل من أجندات الحرب، ومن لم يجد ماء تيمم بالتراب". أربع أجندات وحدد المهدي أربع أجندات سياسية برزت بعد احتلال هجليج، أجملها في الأجندة الحربية، والأجندة الحربية الثورية، وأجندة السلام الشامل العادل، وأخيراً الأجندة الدولية. وأوضح المهدي أن الأجندة الحربية جاءت انطلاقاً من إدانة دولة الجنوب بصفتها عدو الدين والوطن الأول، والتعامل معها ومع حزبها الحاكم باللاءات الإقصائية، وفرض حصار اقتصادي عليها وتحويل الحدود المرنة بين الدولتين عبر حالة الطوارئ إلى حزام أمني يجعل الجنوب مرة أخرى منطقة مقفولة. وشدد المهدي على أن حزبه مع أجندة السلام الشامل العادل، واعتبر احتلال هجليج دليلاً على إخفاق اتفاقية السلام في تحقيق مقاصدها. وأعلن أن الموقف الحالي في حوض النيل ينذر بالويل والثبور، ولفت إلى أن الأجندة الدولية تدخلت بسبب تهميش النظامين الحاكمين في الخرطوم وجوبا للمشاركة الوطنية باستمرار، ما فتح المجال للتدويل.