نفى حزب المؤتمر الوطني تورطه في الاشتباكات الدامية التي وقعت أخيراً في ولاية جونقلي جنوبي السودان وراح ضحيتها 102 قتيل، وأبدت كل من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي قلقاً إزاء تزايد الصراع القبلي في تلك المنطقة. وقال أمين أمانة الإعلام في الحزب الدكتور كمال عبيد حسب وكالات الأنباء اليوم، إن المؤتمر الوطني لا علاقة له من قريب أو بعيد بأحداث جونقلي الأخيرة التي وقعت هذه المرة في قرية دوك بادييت. ورأى أن تزايد الصراعات القبلية في جنوب السودان يقف شاهداً على عجز الحركة الشعبية في توفير الأمن بالمنطقة وفشلها في الحفاظ على سلامة المواطن في الجنوب. ودعا عبيد الحركة الشعبية للالتفات لحل أزماتها بدلاً عن الاتهامات الجزافية التي ظلت تطلقها ضد بعض الجهات. تعكير أجواء الشراكة واعتبر عبيد أن الحركة الشعبية استخدمت في الآونة الأخيرة أدواتها العسكرية كافة لتعكير علاقتها مع المؤتمر الوطني، مستشهداً برفضها نتائج التعداد السكاني الأخير. وكانت الحركة اتهمت على لسان الجنرال في الجيش الشعبي لتحرير السودان كول ديم كوال المؤتمر الوطني بالضلوع في الصراعات القبلية في الجنوب. وقال كول إنه يشتبه في أن المهاجمين مدعومون من حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وأضاف أن الهجمات كانت تهدف في السابق إلى سرقة الماشية، غير أن الهجمات التي وقعت أخيراً تجاوزت هذا الغرض الواضح واستهدفت القرى وقوات الأمن. وزاد: "لهذا السبب نخشى أن تكون هذه المليشيا نظمها حزب المؤتمر الوطني في الشمال". الى ذلك، أعربت منظمة الأممالمتحدة أمس عن شعورها بالقلق من تدهور الأمن في الجنوب. دوك بادييت قرية خالية من المواشي وقال منسق بعثة الأممالمتحدة في الإقليم ديفيد جريسلاي، بعد عودته من مسرح الأحداث، أمس الاثنين، إن قرية دوك بادييت التي استهدفها الهجوم تعتبر منطقة خالية من المواشي. ورأى أن الهجوم الأخير كان يستهدف قوات الأمن ولم يكن يستهدف الماشية كما جرت العادة. وذكر أن هنالك 28 قتيلاً من رجال الشرطة والجيش أو من أجهزة الأمن في جنوب السودان. من جانبه، قال نائب المتحدث باسم بعثة السلام في الجنوب كويدر زيروك إن "البعثة قلقة للغاية بشأن أحدث هجوم بجونقلي". وشدد على أن وجود كمية كبيرة من الأسلحة والتوترات بين القبائل عاملان خطيران لمزيد من التدهور في الوضع الأمني. من جهته، أعرب الاتحاد الأفريقي أمس الثلاثاء عن قلقه الشديد إزاء ما سماه بالهجمات الفظيعة التي وقعت في منطقة جونقلي في جنوب السودان خلال الأيام القليلة الماضية وأودت بحياة أكثر من مئة شخص. مسلحون يقتلون 102 مواطن وكان رجال مسلحون من قبيلة لو النوير هاجموا صباح الأحد الماضي أول أيام عيد الفطر المبارك قرية دوك بادييت في ولاية جونقلي التي تعيش فيها أكثرية من قبيلة دينكا هول. وأوقع الهجوم مئة واثنين قتيل، وأجبر الجنود المنتشرين في تلك المنطقة على الانسحاب. وتعتبر جولة العنف هذه الأخيرة في سلسلة أعمال العنف بين القبائل في جنوب السودان والتي أدت الى مقتل أكثر من ألفي شخص خلال الأشهر القليلة الماضية. وقتل أكثر من ألفي شخص وشرد نحو 250 ألفاً آخرين في أعمال العنف بين القبائل في جنوب السودان منذ يناير، طبقاً للأمم المتحدة التي تقول إن حصيلة ضحايا العنف تجاوزت حصيلة النزاع في منطقة دارفور الغربية المضطربة.