يسود ولاية جونقلي بجنوبي السودان هدوء حذر عقب الاشتباكات الدموية التي وقعت أخيراً بالمنطقة وخلفت أكثر من مائة قتيل، فيما حذرت أوساط سياسية من خطورة الموقف هناك حال عدم وصول المساعدات الإنسانية بسبب الأمطار الغزيرة. وتنامت الشكوى وسط مواطني المنطقة إزاء الأوضاع المذرية التي يعيشونها جراء سلسلة الأحداث الدموية التي استهدفت مناطقهم لفترة طويلة. وأكد شهود عيان لمراسل قناة الشروق في جوبا اليوم، أن السكان في مناطق المواجهات يعيشون حالة من الخوف والرعب، متهمين جهات سياسية لم يسموها بتأجيج الصراع القبلي في المنطقة لأجندة خاصة بها. وأكد الشهود أن الهجوم تشنه مليشيا يفوق عددها قوات الجيش الشعبي وتضم شباباً يتميزون بقوة فائقة. واستقبل المستشفى في منطقة جونقلي أعداداً كبيرة من المصابين والمرضى مع قلة ملحوظة في الخدمات العلاجية. شح الكوادر الصحية وأكد مسؤولون بالمستشفى أن حجم الكارثة يفوق إمكاناتها وأنها تعاني شحاً في الأدوية والكوادر الصحية. وقال شهود عيان استطلعتهم قناة الشروق، إن الهجوم الذي وقع على منطقة دوك يوم الأحد المنصرم استهدف في المقام الأول الماشية. وأكد أحد المصابين في قسم الجراحة بمستشفى جونقلي، أن المهاجمين سألوا عن الماشية وعندما لم يجدوها قتلوا الأطفال والنساء وقاموا بحرق أعداد كبيرة من المنازل. وقال إن الهجوم لم يفرق بين مدنيين وعساكر. واتهم شول كونج من مواطني منطقة دوك التي وقع فيها الهجوم، جهات سياسية لم يسمها بالعمل على تأجيج الحروبات في المنطقة. وقال إن هنالك مليشيا معروفة تقوم بذلك وهي تضم الى صفوفها أعداداً كبيرة يفوق عددهم قوات الجيش الشعبي ويتحلى شبابها بقوة فائقة. كارثة إنسانية محتملة وحذرت الأممالمتحدة في وقت سابق من كارثة إنسانية محتملة بالمنطقة. وقال مواطنون إن شبح المجاعة أصبح يخيم على المنطقة، وأكدوا عدم وصول قافلة إنسانية حتى صباح اليوم بسبب الخريف. وحذر أحد السكان في حديث لقناة الشروق اليوم الخميس، أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه سيقود ذلك الى كارثة حقيقية بسبب المرض والجوع. وقال إن المنطقة تعاني نقصاً في الدواء والغذاء. ونبه الى أنها تعيش حالياً حالة من الهدوء، لكن الهجمات المتكررة والمتفاوتة دفعت بالخوف والرعب وسط المواطنين الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية. ويذكر أن مجموعة من المسلحين شنت هجوماً على منطقة دوك بولاية جونقلي راح ضحيته 102 قتيل ويعتبر الهجوم امتداداً لسلسلة هجمات شهدتها المنطقة. وتبادل شريكا حكومة الوحدة الوطنية الاتهامات بشأن الاضطرابات الأمنية التي تعيشها المنطقة، واتهمت الحركة الشعبية المؤتمر الوطني بالتورط في الهجوم على منطقة دوك.