شهد الميناء البري بنهر عطبرة تكدساً للمسافرين بشكل غير مسبوق جراء أزمة البصات السفرية التي تطال جميع ولايات السودان بسبب انسحاب عدد من الشركات العاملة في هذا المجال، وأدى ذلك إلى تذمر واستياء وسط المواطنين. وخلق هذا الوضع موجة من الفوضى في أسعار التذاكر التي باتت في أيدي السماسرة وهي تختلف من موعد لآخر وتصل قيمة التذكرة أحياناً إلى 50 جنيهاً تضاف إلى صعوبة الحجز. وأدت سياسة تحرير تكاليف تشغيل البصات، مع ضعف تعريفة النقل، إلى انسحاب 12 شركة نقل عجزت عن تسيير رحلاتها بينها شركة أفراس ما أدى إلى أزمة في السفر طالت جميع المواني البرية مصحوبة بزيادة في التعريفة بلغت 30%. لكن إدارة الميناء أرجعت هذا التكدس والازدحام إلى العطلات الصيفية، مؤكدة أن التسيير في اليوم الواحد أكثر من 120 رحلة وهنالك صعوبة في توفير العدد الكافي من البصات. خيبة أمل وشكا مواطنون بنهر النيل في استطلاع للشروق من مكوثهم في الميناء لفترات طويلة للحصول على بص سفري مايضطرهم للعودة إلى المنزل والمجئ إلى الميناء في اليوم الثاني ليواجهوا بنفس الصعوبات، مبدين تذمرهم من التضارب في أسعار التذاكر وبيعها بالسوق الأسود. وتساءل المواطنون عن أسباب زيادة التعريفة خاصة وأن أسعار المحروقات لم ترتفع بعد، مشددين على عدم قدرتهم على دفع هذا المبلغ الكبير مايشكل عبئاً إضافياً للأسر، وأوضحوا أن البصات توجه رحلاتها إلى منطقة أبوحمد لترحيل المنقبين عن الذهب فيما أحجمت تماماً عن السفر إلى مدينتي الخرطوم وبورتسودان. وبالمقابل عزا سائقو المركبات العامة رفضهم تسيير رحلات إلى المنطقتين بسبب ارتفاع تكلفة التشغيل في ظل غلاء الأسعار الذي يسيطر على الأسواق السودانية وزيادة الدولار فضلاً عن زيادة كبيرة في أسعار قطع الغيار. وقال مدير العلاقات العامة بميناء عطبرة عبد الحميد محمد للشروق إنهم يبذلون جهداً كبيراً لتغطية عجز البصات، مؤكداً أن هذا التكدس الذي انتظم الميناء يتعلق بالعطلة الصيفية وارتفاع أعداد المسافرين. قائلاً نسير 120 رحلة في اليوم ولانستطيع أن نوفر الفرص لجميع المواطنين.