تعاني معظم مدارس النيل الأبيض نقصحاً في الكراسي والكتاب المدرسي وقلة الفصول، ما جعل طلابها يجلسون على الأرض ويقبعون تحت شجرة لنيل الدرس. وتتضاعف المعاناة في فصل الخريف، ويعيش التلاميذ "قصة مطاردة" بينهم ومياه الأمطار. وعكست الشروق وضعاً سيئاً تعيشه المدارس مع بداية العام الدراسي، كما كشفت عن بون شاسع بين تصريحات المسؤولين وواقع المدارس التي تفتقر لأبسط وسائل التعليم، ما دعا خبراء للمطالبة بتغيير واقع التعليم ووضع استراتيجية طموحة. وأكد أحمد الزين معلم بمدرسة النيل الأبيض وهي مدرسة عريقة أنها تضم ثلاثة فصول بجانب ثلاث مظلات، ويجلس التلاميذ على الأرض، وقال: "الشيء المؤسف أن معظم التلاميذ الذين يجلسون على الأرض دون سن الثامنة". الطلاب بمخزن وصبت دولة جمعة، المعلمة بذات المدرسة، جام غضبها على المسؤولين في المنطقة، مؤكدة أن المدارس تعيش وضعاً مزرياً مقارنة بالتطور في وسائل التعليم بالعالم، وقالت إن التلاميذ يدرسون تحت شجرة وعندما تهطل الأمطار في فصل الخريف نضطر لوضعهم في مخزن ضيق للغاية. وأضافت نسعى لنقي الأطفال من ضرر البلل، لكننا نجعلهم تحت رحمة المخزن المتهالك ونعرضهم لمخاطر المرض جراء سخانة المكان وضيقه. بالمقابل، أكد المدير العام لوزارة التربية والتعليم، طه المدني، أن المدارس هذا العام ستشهد تطوراً كبيراً. وقال هنالك كميات كبيرة من الكراس والكتاب المدرسي ستصل في غضون أيام. وقال خبير تربوي في كوستي إن الطلاب يعيشون متاعب كبيرة بسبب الاكتظاظ في الفصول، مؤكداً أن عدد الطلاب أكثر من 85 طالباً داخل فصل غير مهيأة لاستيعاب هذا العدد الهائل. وأكد وجود نقص كبير في المعلمين، داعياً إلى وضع استراتيجية جديدة لتطوير التعليم.