شكا مواطنو قرية الباقير بالجزيرة من الآثار الصحية والبيئية المتردية للمدبغة التي أدت لتلوث البيئة مع إصابة الكثيرين منهم بأمراض، لا سيما الأمراض الصدرية والسرطان، وطالبوا بإغلاقها. وأكدت السلطات المختصة وجود لجنة تعمل على توفيق أوضاع المدبغة. وقالت المواطنة عفاف أحمد، للشروق، إن المدبغة سببت الكثير من أمراض الحساسيات والسرطانات وغيرها التي أعيت مواطني المنطقة كثيراً. وأضافت علوية عباس أن المدبغة سببت مرض عيون لطفلتها، حيث ذكر لها الطبيب أن ابنتها يجب فصل شبكيتها بسبب المرض، وقالت إن اختصاصي عيون نصحها بالرحيل من منطقة الباقير، وتساءلت: "هل كل مواطني المنطقة سيرحلون". وقدمت المواطنة آمال محمد، للشروق، أنواعاً مختلفة من الأدوية نتيجة لمرضها بحساسية الصدر، وقالت إن رائحة المدبغة "النتنة" تنعكس على جميع أفراد الأسرة. عمل كبير من جانبه أكد وكيل وزارة البيئة والتنمية العمرانية الاتحادية؛ بابكر عبدالله إبراهيم، للشروق، وجود لجنة وزارية مكونة من وزارات البيئة والتنمية العمرانية، والصناعة الاتحادية، والتخطيط العمراني والبيئة بالجزيرة وخبراء يعملون على توفيق أوضاع المدبغة وبقية الصناعات التي تثير الغبار المسبب للحساسية. وزاد: "اللجنة قامت بعمل كبير نحو القضية"، داعياً المواطنين للصبر قليلاً حتى تتم المعالجة الشاملة، مشيراً لوجود اتفاق تام مع سلطات ولاية الجزيرة لتقوم اللجنة المختصة بتحديد توصيات محددة حيث تم عمل كبير جداً وتبقت بعض الأشياء الصغيرة. وأضاف: "قضية المدبغة ليست وحدها بل جميع الصناعات في منطقة الباقير والجميع يعلم أن هناك اشترطات بيئية محددة تبرز حين قيام المصانع أو لأي مشروع". وقال إنه حينما اختيرت منطقة الباقير منطقة للصناعة لم يكن هناك سكان بها ونتيجة لأخطاء وزارات التخطيط العمراني وتخطيطها لأحياء جديدة بمنطقة الباقير جاءت القضية، وتابع أن من المعلوم أن مناطق الصناعات دائماً التلوث البيئي فيها كبير لعدم الالتزم بتطبيق معايير جودة البيئة والسلامة.