اعتبر خبراء وباحثون في الشأن الإنساني والسياسي في جلسة نقاش نظمت بالخرطوم أن المنظمات الطوعية الأجنبية العاملة في الشأن الإنساني في السودان ماهي إلا واجهة تدار من خلفها عمليات استخبارية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد. ورأى هؤلاء في الجلسة التي نظمها المركز السوداني للخدمات الصحفية بالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط حول كتاب (المنظمات الأجنبية في السودان الوجه الخفي وحقيقة الأهداف) أن للمنظمات أجندة خاصة تتستر وراء العمل الإنساني لتحقيق مصلحة دول عظمى وكيانات دولية هدفها تمديد نفوذها للتحكم في موارد الدول وفرض أيدولوجياتها. وقال الخبير السابق في منظمة الإيقاد السفير د. عطا الله محمد بشير إن كل القرارات التي أصدرتها الأممالمتحدة حول السودان كان للمنظمات الأجنبية دوراً كبيراً فيها. واعتبر أن قصور دور المنظمات الوطنية في المجال الإنساني استدعى تدخل المنظمات الأجنبية بجانب إحجام بعض المنظمات الإسلامية والعربية عن الدخول في النشاطات الإنسانية. زخم زائف وأضاف السفير عطا الله قائلاً "‘ن العالم أحدث زخماً زائفاً حول أحداث دارفور وسكت عن أحداث أعظم منها بكثير قاصداً دخول المنظمات الأجنبية لتنفيذ أجندتها". ومن جهته قال مدير إدارة المنظمات الأسبق بمفوضية العون الإنساني المهندس محمد الفاتح عوض إن تجاوز الحدود وعدم الانضباط هي السمة البارزة لمعظم المنظمات العاملة. ورأى أن المنظمات الأجنبية تعتبر فاعلة ومؤثرة في المجال السياسي والدبلوماسي وتتبع أثر الوجود الاستعماري السابق في الدول. وفي السياق قال خبير العمل الطوعي د. إبراهيم أبوعوف إن النظام العالمي الجديد والعولمة تهدف إلى تطويع الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للبلدان الإسلامية لتصبح شبيهة أو مطابقة للحياة الغربية عبر المنظمات الأجنبية والتدخل العسكري المباشر والإعلام. من جانبه قال الأستاذ بجامعة الخرطوم د. الشفيع محمد المكي إن قيام الدولة بواجبها الإنساني بجانب مساهمة المواطنين والمنظمات الوطنية في درء مخاطر الحروب والكوارث هي الوسيلة الناجعة لتفادي تدخل المنظمات الأجنبية.