أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، أن المحادثات الجارية بينه ورئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، تمضي بصورة إيجابية، وهناك مرونة تسمح بالتوصل لاتفاق، موضحاً أن الخلاف أصبح محدوداً فيما يتعلَّق بمنطقة "الميل 14" وهي جزء من المنطقة العازلة. وقال البشير في حديث مقتضب مع رؤساء تحرير الصحف السودانية، عقب اللقاء الثالث الذي جمعه مع سلفاكير في القصر الرئاسي بأديس أبابا ليل الإثنين، إنه يرى أن تكون كل المنطقة وعمقها 23 كيلومتراً منزوعة السلاح، وأن تدار عبر الإدارة الأهلية كما كان سائداً في المنطقة منذ مئات السنين. وأوضح أن هناك اتجاهاً لمعالجة الوضع النهائي بشأن بلدة أبيي النفطية المتنازع عليها في مسار منفصل. وشدد البشير على أن تحسن العلاقات بين السودان والجنوب وفتح الحدود والتبادل التجاري وضخ النفط الجنوبي عبر الشمال، سينعكس إيجاباً على المحادثات في شأن الوضع النهائي حول أبيي، والمفاوضات حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. إحالة الخلافات وأحال البشير وسلفاكير الملف الأمني إلى رئيسي وفديهما المفاوضين، إدريس عبدالقادر وباقان أموم، لمناقشة المقترح السوداني في معالجة العقدة الرئيسية التي تعطل الاتفاق، وهي الخلاف على منطقة الميل 14، بجعل كل المنطقة منزوعة السلاح، قبل أن يعقد الرئيسان جولتين ناقشتا تفاصيل ما توصل إليه عبدالقادر وأموم. وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية، السفير العبيد مروح، إن جلسات القمة ضيقت شقة الخلاف حول منطقة الميل 14، وتوصلت إلى تفاهم مبدئي بشأن ملف شركة "سودابت". وتحدث عن توافق على استكمال الأجهزة الانتقالية في منطقة أبيي حتى تعد لإجراء الاستفتاء على مستقبل المنطقة في أكتوبر من العام المقبل. وبالمقابل، تزايدت تحركات الوسطاء والمبعوثين الدوليين، مما يرجح إقرار اتفاق خلال الساعات المقبلة من يوم الثلاثاء. ملف الأمن وقالت صحيفة "الصحافة" السودانية الصادرة الثلاثاء، إن البشير وسلفاكير واصلا جلساتهما بالتركيز على ملف الأمن المرتبط بإنشاء منطقة عازلة بين البلدين، وتناولا تفاصيل محدودة في الملف الاقتصادي متصلة بشركة "سودابت" التي وضعت حكومة الجنوب يدها عليها، وكذلك مقترح الوسطاء لمعالجة الوضع في منطقة أبيي. وأضافت أن السودان اقترح جعل منطقة الميل 14 منزوعة السلاح، بينما طرح الجنوب الانسحاب 7 أميال أي نحو 5,11 كيلومترات، جنوب بحر العرب "خط الصفر" حسب الخريطة الأفريقية، وسيواصل الجانبان مناقشة تفاصيل الملف. وقال مسؤول في فريق الوساطة الأفريقية للصحيفة، إن الطرفين باتا على وشك التوصل إلى اتفاق في الملف الأمني، وإن لجنة من الطرفين والوساطة تصوغ مشروع اتفاق. وكشف أن الخلاف ينحصر في مسافة انسحاب قوات الدولتين من منطقة الميل 14 بين ولاية شرق دارفور وولاية شمال بحر الغزال من خط الصفر في المنطقة، بعدما تجاوزا أن يكون عمق الشريط العازل في المنطقة المعنية مختلفاً عن بقية المناطق الأربع الأخرى المتنازع عليها.