غيّب الموت في مثل هذا اليوم قبل 25 عاماً فنان الطمبور يس عبدالعظيم عن عمر لم يتجاوز الثلاثين عاماً، ورغم قصر عمره الفني إلا أن يس خلف أكثر من 100 أغنية حولت مجرى أغنيات الدليب بعد موته. ونجح الفنان يس خلال 12 عاماً فقط في التغني لأعتى شعراء شمال السودان وشكل مع الراحلين الشاعر محمد الحسن سالم حميد والفنان مصطفى سيد أحمد ثالوثاً احتفى بالرمزية المفعمة بالوطن والحياة وتمثل ذلك في تغنيه بأغنية "بنت العرب النوبية" التي صاغ كلماتها حميد ولحنها وتغنى بها كل من يس ومصطفى بشكل مختلف. كما شكل يس عبدالعظيم مع الشاعر إبراهيم أبنعوف ثنائية اتحفت مكتبة الأغنية السودانية بروائع الأغنيات مثل "ليل الغلابة". شهرة متأخرة " يس لم يتعد عمره الفني 12 عاماً لكنه رغم ذلك تمكن من التغني بأكثر من مائة عمل فني من درر غناء الطمبور، لحن أغلبها بمفرده وفق رؤيدة تجديدية ونهج متفرد "بيد أن الفنان يس لم يحظ بالشهرة الواسعة إلا بعد موته في السابع من أكتوبر 1987 بعد معاناة مع مرض السرطان، حيث انتبه النقاد والمهتمون بأغنية الطمبور إلى تجربة كان لها أبلغ الأثر على هذا النوع من الغناء المنتشر في شمال السودان من حيث التجديد. وتنظم مجموعة من محبي فن يس عبدالعظيم مساء الأحد احتفالاً بذكرى الفنان الراحل بنادي الزومة في الخرطوم، وذلك في محاولة لتسليط الضوء على فنان اختار الابتعاد عن أضواء العاصمة وممارسة الغناء بين أبناء منطقته في قرية "العفاض". ويقول التاج عبدالعظيم، شقيق الفنان الراحل، لشبكة الشروق، إن يس لم يتعد عمره الفني 12 عاماً لكنه رغم ذلك تمكن من التغني بأكثر من مائة عمل فني من درر غناء الطمبور، لحن أغلبها بمفرده وفق رؤية تجديدية ونهج متفرد. بداية تجربة ويضيف التاج أن شقيقه الراحل بدأ حياته الفنية في الخرطوم منتصف السبعينيات من القرن الماضي وتفرغ للفن بالشمالية في أوائل عقد الثمانينات، وسجل للإذاعة السودانية نحو 14 أغنية بجانب أغنيتين لإذاعة وادي النيل بالقاهرة. ويتأسف التاج لعدم تمكن التلفزيون القومي من التوثيق للفنان يس عبد العظيم سوى ظهوره ضمن كوكبة من فناني الدليب في برنامج "نادي الطمبور" ويبدي أمله في أن يكون التسجيل محفوظاً في مكتبة التلفزيون بخير. من جانبه يشرح محمد المك أحد منظمي الذكرى أن يس عرف بتواضعه الجم ومواظبة الصلوات وبراعته في عزف آلة الطمبور، ويقول إنه درج عند تجربة أي لحن جديد على التأنق في كامل أبهته والوقوف أمام مرآة كبيرة وأداء تجربته الجديدة مع ملاحظة تعابير وجهه حسب النص الشعري، بجانب شرح الأغنية قبل غنائها للجمهور. سقوط موهبة وحسب روايات فإن يس سقط على المسرح وهو يغني في حفل عرس بمنطقة منصوركتي ولم يكن حينها يعلم أنه أصيب بسرطان الدم وبدأ علاجه بمستشفى الخرطوم وعرف بالصدفة أنه مصاب بالسرطان من إحدى الممرضات فدخل في غيبوبة سرعان ما فارق بعدها الحياة مأسوفاً على شبابه. واستفز موت يس قريحة شعراء الشمال الذين تباروا في نظم مرثيات "مناحات"، كان أشهرها لإبراهيم أبنعوف. وتغنى يس لعدد من الشعراء أبرزهم حميد وأبنعوف وتوفيق الطيب البشير ومحمد جيب الله كدكي ومحمد أحمد الحبيب وأحمد محمد الحسن. ولد يس عبدالعظيم بقرية العفاض بالولاية الشمالية في العام 1956 في أسرة فنية معروفة وتوفي في مستشفى الخرطوم متأثراً بداء السرطان اللعين في شتاء 1987م.