تناقلت بعض وسائل الإعلام في الأسابيع الماضية إفادات ومعلومات مغلوطة عن الفنان الراحل عبدالدافع عثمان، حيث استنكرت الأسرة ما قيل عن والدهم، خاصة جذوره وأصل جنسيته، وللوقوف على الحقيقة جلست (آخر لحظة) لأسرته والمتمثلة في ابنه عبدالعظيم عبدالدافع عثمان الوكيل الشرعي لورثة المرحوم ليحدثنا عن نشأته، مسيرته الفنية ونشاطاته، بجانب جذوره التي ينتمي إليها ولنطالع معاً إفاداته:- مولد ونشأة المطرب عبدالدافع؟ - ولد في العام 1929م بحي الموردة بأم درمان، وتعود جذوره إلى منطقة جبل أم علي بديار الجعليين وترعرع في أسرة دينية، وجده الشيخ حامد أب عصا، وكان والده إماماً لمسجد الأدارسة بحي الموردة وقد وجد معارضة من الأسرة في الغناء إلى أن تدخل خاله الشاعر مبارك المغربي الذي قام بإقناع أسرته إلى أن سمحت له بالغناء بشرط أن لا يتغنى في مناسبات الأعراس. مسيرته الفنية؟ يقول ابنه عبدالعظيم إن والده عليه رحمة الله دخل الإذاعة عام 1946م ويعتبر أول فنان يجاز صوته بأغنية مصرية وهي أغنية (هناء الفرح) للفنانة ليلى مراد، ويعتبر من أبرز مطربي السودان منذ الخمسينيات وشكّل ثنائية متفردة مع خاله الشاعر مبارك المغربي الذي قدم له أغنيات خالدة، منها ( الكروان)، (اعتذار)، (يا ملاكي) وقد لعب المغربي دوراً كبيراً في اكتشاف الموهبة الغنائية له وطيلة فترته في الإذاعة إلى أن تقاعد في عام 1994م. من هم الشعراء الذين تغنى لهم الراحل؟ - تغنى للعديد من الشعراء السودانيين عبدالمنعم عبدالحي، إسماعيل خورشيد، ذو النون بشرى، مبارك المغربي، السر محمد عوض ومحمد أحمد أبو قطاطي، سيد عبدالعزيز وغيرهم من الشعراء، كما تعامل مع الملحن عربي الصلحي، حيث قدم له في العام 1946م أغنية (مرت الأيام)، وتغنى بألحان الموسيقار برعي محمد دفع الله أغنية (يوم البحيرة) للشاعر العراقي علي أحمد أبا كثير وهي أول أغنية تُغنى باللغة العربية الفصحى. من هم الفنانون الذين سبقوه؟ وجد أمامه الراحل إبراهيم الكاشف وأحمد المصطفى وحسن عطية، وهم الذين شجعوه ووقفوا معه لمواصلة مسيرته الفنية وبعد ثلاثة أعوام ظهر عدد من المطربين منهم الراحل عثمان حسين ومنى الخير وعبدالعزيز محمد داؤود، وخلال مسيرته قدم قرابة ال70 عملاً غنائياً عاطفياً، وبعض الأعمال الوطنية والدينية، كما تجول في مختلف الولايات بالسودان ليس بهدف الكسب المادي، ويعتبر مؤسساً للإذاعة والمسرح القومي. وذكر ابنه أن والده سمح للعديد من الفنانين بترديد أغنياته بشرط أن لا يغيروا فيها، منهم الفنان كمال ترباس وحمد الريح والراحل مصطفى سيد أحمد. ماذا بعد وفاته؟ - أتضح أن هناك كمية من الأشرطة موجودة في السوق لبعض المطربين الشباب تتضمن بعض الأغاني من بينها أغنية (مرت الأيام) وبها «تشويش» في مطلعها الأخير (من حسرة الحاضر وعش على الماضي)، وجدناها تغنى (من حسرة الماضي وعيش على الحاضر)، وهنا يتغير معناها.. الى أن أوقفنا الفنانين من التغني بها بما فيهم الفنان حمد الريح وهو أكثر فنان أجاد هذه الأغنية. ماذا فعلت قناة الشروق؟ - تحسر الابن والأسرة حيث قال إن في برنامج الشروق (مرت من هنا)، الذي يقدمه الأستاذ محمد موسى وفي فقرة المسابقة طرح سؤالاً هكذا: إن هناك فناناً من منطقة أم بدة وهو (يمني) الجنسية من هو؟.. أتضح أنه المرحوم عبدالدافع عثمان، وأضاف نريد من قناة الشروق والأستاذ محمد موسى أن يوضحوا ويثبتوا هذه المعلومة ويعرفونا بجذورنا اليمنية التي نحن لا نعرفها. كلمة أخيرة؟ - وفي الختام أوجه رسالة لمحلية أم بدة الوحدة السياسية التي تعتبر بعيدة كل البعد من المبدعين، والآن تضم كلاً من أسرة المرحوم التاج مصطفى، أسرة العاقب محمد حسن، أسر إبراهيم ود المغربي وأخيراً أسرة المرحوم عبدالدافع الذي توفيّ يوم 25 / 1 / 2010م ولم نسمع يوماً عن تأبين أو تكريم لأحد المبدعين المذكورين، والآن لديهم الفنان عبدالوهاب الصادق الذي يعتبر من الفنانين الذين أثروا الأغنية السودانية، كما أوجه الشكر لصحيفة (آخر لحظة) على هذه المساحة.