أعلنت الوساطة الأفريقية بين السودان وجنوب السودان أن الطرفين أحرزا "تقدماً ملحوظاً" في جولة المحادثات المنتهية يوم السبت بأديس أبابا، خاصة فيما يلي الترتيبات الأمنية، وتبادل وفدا البلدين المفاوضين الاتهامات بإفشال الجولة وهما يغادران مقر المباحثات. وقالت اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي في بيان صحفي أصدرته ليل السبت إن الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت سيحققان المزيد من التقدم في حل القضايا العالقة لدى لقائهما في 24 يناير الجاري على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الأثيوبية، وتابعت "هذا أمر حيوي لإقامة علاقات سلمية بين الدولتين وبقائهما وازدهارهما". وركزت جولة المفاوضات المنتهية، على قضايا الأمن وإنشاء إدارية أبيي وتبني مصفوفة لتيسير تنفيذ مجموعة الاتفاقيات بين الطرفين. وكان وزير الدفاع السوداني، أعلن أربع عقبات حالت دون توقيع الطرفين على المصفوفة، وهي قضية أبيي والحدود وفك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة وتعريف منطقة الميل "14". ثلاث اتفاقات وحسب بيان الوساطة فإن الطرفين اتفقا حول ثلاث قضايا أساسية وهي مصفوفة مفصلة وبتواريخ محددة لتنفيذ كافة القضايا الأمنية ومصفوفة للنظر في شكاوى ومشاغل كل من الطرفين المتعلقة بالأمن والتي بدأ الطرفان في استخدامها إضافة إلى تسريع إقامة المنطقة منزوعة السلاح. وأضاف البيان أن اللجنة السياسية والأمنية على وجه الخصوص اتفقت على تشغيل الآلية المشتركة للتحقق ومراقبة الحدود وحدد الاجتماع مقر الرئاسة المؤقت لآلية الحدود في كادقلي بالسودان إضافة إلى مقر قطاعي بكل دولة. كما اتفقت الآلية السياسية الأمنية المشتركة على طلب الأممالمتحدة بزيادة عدد الأفراد العسكريين في قوات الأممالمتحدة لحفظ الأمن في أبيي "يونسفا" لتوفير الحماية لمراقبي الحدود في لجنة مراقبة الحدود. واتخذ كلا الطرفين خطوات أساسية لإنشاء المنطقة منزوعة السلاح فأعلن كل طرف سحب قواته خلف خط الوسط الحدودي. وعقدت اللجنة مناقشات بناءة حول جعل منطقة 14 ميل منزوعة السلاح. نزاع أبيي " ممثلو الدولتين في اللجنة المشتركة المشرفة على أبيي (أجوك) سيعقدون اجتماعاً خاصاً بأبيي في 30 يناير الجاري للتداول حول المقترحات الخاصة بالشرطة "وحول نزاع أبيي قال بيان الوساطة إن اجتماع اللجنة المشتركة المشرفة على أبيي "أجوك" أجاز جميع المرشحين لإدارية المنطقة من الحكومتين كما وافق على استمرار الترتيبات الفنية لإنشاء قوة الشرطة. وسيعقد ممثلو الدولتين اجتماعاً خاصاً في أبيي في 30 يناير الجاري للتداول حول المقترحات الخاصة بالشرطة، ورفعت اللجنة المشرفة على أبيي مسألة العناصر المكونة للمجلس لرئيس كل دولة للتوجيه. وبشأن مصفوفة تنفيذ الاتفاقات قالت الوساطة الأفريقية إن المصفوفة ستمكن الدولتين من المزيد من المراقبة بصورة أكثر فعالية وضع تنفيذ جميع اتفاقياتهما. وأحرز الطرفان، وفقاً للبيان، تقدماً كبيراً في مراجعة مسودة المصفوفة وتوصلا إلى تفاهمات حول الأعمال الرئيسية والتوقيت المطلوب للتنفيذ الفعال لشروط وأحكام اتفاقيات التعاون. ملف النفط وحسب بيان الوساطة فإن الجانبين سيجريان مزيداً من المحادثات حول التسلسل والتوقيت للنظر في المناطق الحدودية المتنازع عليها والمدعاة، وحول إيجاد حل للقضايا المتعلقة بشركة سودابت للنفط، وتوقيت استئناف صادرات النفط "تحت أي ظروف". ورحبت اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي بالتقدم الذي حققه الطرفان ورأت أنه في تواصل التعاون المستمر بين الوفدين تشجيعاً لها، من أجل تنفيذ اتفاقيات التعاون. وتعهدت اللجنة الأفريقية بالاتصال بالطرفين وأبدت ثقتها في أن القمة القادمة للاتحاد الأفريقي نهاية يناير ستوفر فرصة للرئيسين البشير وسلفاكير لتحقيق المزيد من التقدم في حل القضايا العالقة. وصادقت الخرطوم وجوبا العام الماضي على اتفاقيات تتعلق بالأمن والحدود والاقتصاد والنفط ووضعية رعايا الدولتين كل لدى الأخرى ومنطقة أبيي، من ضمن موضوعات أخرى جرى نقاشها.