تعكف شركتا سكر كنانة في السودان وبلتون المصرية، على إنشاء أول صندوق للاستثمار الزراعي في البلاد بمبلغ مليار دولار، في إطار سعي القطاعين الخاص والعام لشراكة في إدارة مشروع زراعي ضخم بمساحة 300 ألف فدان. وقال العضو المنتدب لشركة سكر كنانة د. محمد المرضي التجاني، خلال حفل توقيع عقد إدارة الشركة لمشروعي الرهد والسوكي وسط البلاد أمس، إن الصندوق سيفتح الباب للاستثمار في الشرق الأوسط وأفريقيا لتستفيد المشروعات القائمة والجديدة. وأوضح أن الشركة اتخذت خطوات إعادة تأهيل طلمبات الري بمشاريع ولاية النيل الأبيض المعروفة. وأشار للاتفاق الإطاري الذي تم بينها ووزارة الزراعة الاتحادية حول تلك المشاريع. وشدد على أن الاتفاق تم على خلفية توجيهات مجلس الوزراء السوداني بأن تسهم كنانة في تأهيل الزراعة، بما يدفع بالإنتاج والإنتاجية. مشروع زراعي ضخم الى ذلك، قال مسؤولون سودانيون أمس إن القطاعين الخاص والعام سيشتركان في إدارة مشروع زراعي ضخم على مساحة أكثر من 300 ألف فدان مربع. وأوضح المسؤولون أن المشروع طويل الأجل يندرج ضمن خطط ترمي إلى جعل أكبر دولة في أفريقيا سلة غذاء الشرق الأوسط في غضون عشر سنوات. وقال وزراء في الحكومة ومسؤولون في شركة كنانة، إن الشركة ومن خلال مشروع "نظام تقاسم الأرباح مع المزارعين"، ستحسن التكنولوجيا والميكنة الزراعية والري، وتدخل منتجات جديدة ومحاصيل لترفع إنتاج المشروع الى أربعة أمثاله في عام واحد. وقال وزير الزراعة عبد الحليم المتعافي ل"رويترز": "هذه شراكة بين القطاعين العام والخاص لإدخال إدارة جديدة في مشروعات حكومية". وأضاف أن نحو 300 ألف فدان من الأراضي الزراعية في وسط وشرق السودان ستكون تحت رعاية كنانة، وستبدأ المحادثات بشأن إدارة مشروع الجزيرة -أكبر مشروع زراعي في السودان- الأسبوع القادم. استثمارات ب 100 مليون دولار وأضاف الوزير، أن الاستثمارات المبدئية ستبلغ 100 مليون دولار في العام الأول، لكن الكلفة الجارية للمشروع ستبلغ ما بين 100 و250 مليون دولار سنوياً. ومن جانبه، قال أمين مجلس مديري شركة كنانة فريد مدني إن الشركة ستأخذ 40% من الأرباح بينما ستذهب نسبة 50% إلى المزارعين وتخصص ال10% الباقية لمشروعات اجتماعية في المنطقة مثل بناء مستشفيات ومدارس. وأبلغ "رويترز": "إنه اتفاق مدته 20 عاماً قابلة للتجديد". وأضاف: "نأمل في زيادة الإنتاج لأربعة أمثاله بحلول العام القادم". وأوضح أن المحاصيل ستتضمن دوار الشمس والذرة والقطن والجوز والسمسم. ويعمل أكثر من ثلثي سكان السودان في قطاع الزراعة الذي كان المصدر الرئيس للاقتصاد قبل بدء إنتاج النفط في التسعينيات.