رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لن نؤجر الأراضي ونمنحها للأجانب دون مقابل مناسب...!
المتعافي في برنامج (حتى تكتمل الصورة) : (1-2)
نشر في الصحافة يوم 23 - 04 - 2011

د.عبد الحليم إسماعيل المتعافي وزير الزراعة ،تنقل في مواقع عدة في الولايات قبل أن يصير واليا للخرطوم، رافقت فترة حكمه أحداث ضخام وعمل وانجاز في ما عرف ب «ثورة الطرق والكباري»،عرف بالجرأة في التصدي للملفات المسؤول عنها الأمر الذي جعله شخصية مثيرة للجدل،ولافتة للإعلام، وظل الحديث عن أدائه الرسمي ونشاطه الشخصي يلاحقه سرا وعلانية ،ومنذ مايو 2009 أمسك المتعافي بملف الزراعة في البلاد وفسرت الخطوة أن قيادة الدولة أرادت أن تكلفه بإحياء القطاع الزراعي قبل انفصال الجنوب حتى يسد الفجوة التي يحدثها خروج نسبة كبيرة من عائدات النفط من الموازنة العامة، وكما واجهته في ولاية الخرطوم ملفات شتى، فقد انفجرت في وجهه ملفات أخرى لا تقل إثارة وأهمية مثل التقاوي الفاسدة، والمبيدات الفاسدة، والآليات، وخلط العمل العام بالخاص،..برنامج «حتى تكتمل الصورة» في قناة «النيل الأزرق» استضاف المتعافي على مدى حلقتين فتحدث عن شؤون وشجون الزراعة ودرء عن نفسه اتهامات ..
وتاليا نص الحديث:
* مرحباً بك د.المتعافي، زيارة الوفد المصري الأخيرة للسودان كان ملف الزراعة أساسياً فيها، هل هناك ڤيتو على تعاون مصر والسودان في موضوع زراعة القمح؟
- هذا موضوع يهم الشعبين السوداني والمصري، وأذكر في بداية ثورة الإنقاذ، عام 1991م، طرح الأخ البشير على الرئيس السابق لمصر حسني مبارك مبدأ التعاون لإنتاج القمح في شمال السودان للاكتفاء الذاتي من القمح لمصر والسودان ، ولم يقبل مبارك ذلك، لأسباب قدرها، متصلة بارتباطاته الدولية، ودعينا إلى ليبيا كأول مجموعة من المحافظين عندما تم تدشين النظام الفيدرالي، وقابلنا العقيد القذافي في خيمته الشهيرة وأثرنا هذا الموضوع، فقال القذافي إنه مع زراعة القمح لكنها ممنوعة بڤيتو أمريكي، فقال له الأخ بدوي الخير إدريس أنتم زعماء الأمة العربية والثوار فكيف يمنعكم الڤيتو الأمريكي، ولقد أثرت السياسة الدولية على قضية القمح، وعلى تغيير النمط الغذائي للسودانيين، وعندما تم قبول المعونة الأمريكية في السبعينيات وكانت قمحاً ثار نواب البرلمان حينها، وقبلتها حكومة السيد الصادق المهدي لاحقاً، ومنح الشعوب الأمريكية معونات من القمح تغير النمط الغذائي فتصبح مستهلكة للقمح ومشترية له، والآن هناك جو جديد، وإرادة جديدة، كما سماها الوفد المصري، عندما قالوا نحن جئنا من مصر الثورة للسودان الذي نعلم أن فيه إرادة حرة، ومكن هذا البشير من إعادة طرحه بشأن القمح، وقال رئيس الوزراء المصري دعونا نتعاهد على ألا نخذل شعوبنا، والشعبان يعولان على التعاون بشأن القمح، وهو مستقبل الخروج من أزمة الغذاء للبلدين.
* هل انتهى الڤيتو؟
- نعم.
* الأستاذ عثمان ميرغني قال إن مصر تعرف ماذا تريد من السودان، لكن السودان لا يعرف ماذا يريد من مصر، في ملف الزراعة تحديداً، هل يعرف السودان ما يريده من مصر؟
- نحن نحترم عثمان ميرغني لكن رأيه ليس هو الأصح بالضرورة، وعندما زارنا المصريون قدمنا لهم رؤية واضحة، أننا نريد التعاون، فمصر فيها ثروة بشرية جيدة، وتراث بحثي، ومعدلات إنتاج جيدة مقارنة بحالنا، والتقدم التكنولوجي في مصر واضح، لكن تنقصها الأراضي الكافية كي تتوسع في إنتاج المحاصيل الحقلية، كالحبوب والسكر واللحوم، ومصر قطعاً أفضل منا في إنتاج القمح والأرز وغيرهما لظروف الطقس ورصيد الخبرات، ولكن من الصعب أن تكتفي مصر من الزيوت والسكر والقمح واللحوم لمحدودية المساحة والمياه، والسودان بأراضيه ومياهه يمثل فرصة لمصر، ولا أقصد مياه النيل، فحصة السودان من مياه النيل تعادل عشرة في المائة فقط مقارنة بمياه الأمطار، حتى بعد الانفصال، والأراضي التي يمكن أن تزرع في الشمال كبيرة، بالمياه الجوفية ومياه الأمطار، ومصر تعرف أن في السودان كل هذه الإمكانيات، وتريد تعاوناً صادقاً، وطرحنا عليهم التعاون في خمسة محاصيل هي القمح والسكر والأرز والزيوت واللحوم.
* ما هي الثمرة العملية؟
- سنقدم دراسات بنكية.
* لا زلنا في مرحلة الدراسات؟
- طبعاً، ما من عمل يمكن أن يبدأ من غير دراسات، وعندما تأتي لتستثمر، ينبغي أن تكون لديك دراسة تجعل من هذا العمل مفيداً ومربحاً، وإلا فالأفضل أن يتم شراء هذه المحاصيل من السوق العالمي.
* يقال إن مناخ الاستثمار في السودان غير جاذب، والدليل عدم وجود حصاد لجذب الاستثمارات، وهناك حواجز كالروتين وغيره؟
- الاستثمارات في الزراعة ليست مشكلتها فقط الإجراءات والبيروقراطية، وحتى عام 2008م بقيت الاستثمارات في الزراعة غير مربحة، لأن العالم المتقدم ينتج بغزارة، إنتاجاً مدعوماً، ولا تستطيع أن تجاري المزارع الأمريكي الذي يعطي دعماً يساوى في يوم واحد ميزانية الغذاء في بلد أفريقي، والآن تغيرت الصورة، وأصبح العالم في الغرب والشرق عاجزاً عن تلبية حاجة البشر للغذاء، والرسم البياني لإنتاج الغذاء العالمي يتجه أفقياً، والحاجة تتجه رأسياً، وهذا واقع جديد يجعل عقبات الاستثمار قابلة للتجاوز بسبب الحاجة الماسة للغذاء.
* أتعترف بأنها موجودة؟
- نحن نعمل على معالجتها، ونحن في العامين الأخيرين وقعنا شراكة مع القطريين وبدأت الشراكة على الأرض، ووقعنا شراكة مع الإماراتيين والآن المعدات في البحر الأحمر، وأنجز الخبراء كثيراً من الدراسات، ووقعنا شراكة مع البرازيليين وقطعت شوطاً وأثمرت، والآن نتفاوض مع الأستراليين وكدنا نتفق، وكل هذا سببه الفوائد التي يمكن أن تعود على المستثمر من بلد كالسودان، وأنا مقتنع بأن وقت استغلال موارد السودان الهائلة قد أتى.
* السودان بموارده الهائلة التي تتحدث عنها يستورد الآن الغذاء بملايين الدولارات؟
- نعم، لأن الاستثمارات في هذا المجال متواضعة، ومصر تعرف أن السودان به موارد، ولها تقدم تكنولوجي، وموارد مالية، والسودان يملك مياهاً وأراضي، والتكامل إن صدقت النوايا سيحقق مصلحة متبادلة.
* هناك اتفاقيات كثيرة سابقة، هل سيكون الوضع مختلفاً هذه المرة؟
- الآن لدينا شراكة برازيلية أنتجت في النيل الأزرق.
* أتحدث عن مصر؟
- في هذا العهد الجديد قال الأخ رئيس الوزراء المصري فلنتعاهد على ألا نخذل شعوبنا.
* أنت طبيب، وأنت الآن وزير زراعة، هل تملك الدولة الآن روشتة لعلاج قضية الزراعة؟
- الدولة الآن لديها برنامج واضح، ولكنه يحتاج لتمويل، الدراسات ليست فيها مشكلة، والأراضي ليست مستعصية على الحل، ونحن قدمنا طرحاً محدداً، لدينا أربعة مليون فدان مروي، ونريد أن نخصص للتعاون من 200 إلى 400 ألف فدان، للتعاون فيما هو قائم وجاهز ولا يحتاج بنيات تحتية، كي لا نصبح كمن يريد أن يتلقى مساعدة في كل شيء ولا يساعد نفسه، أراضي جاهزة وقنوات موجودة ومياه متدفقة، فقط نحتاج لقليل من التقانات ورأس المال والكوادر البشرية، وكل هذه موجودة في مصر.
* هناك كثير من الحديث عن النهضة الزراعية وغيرها؟
- هذه مظلة سياسية تعطي دعماً سياسياً لا محدود لبرنامج تطوير الزراعة، وتعالج فيها القضايا الشائكة التي تحتاج لتنسيق، ويلتقي تحتها كل الوزراء لأن الحقل الزراعي يتقاطع مع الصناعة والإنتاج الحيواني والمواصفات وجهات كثيرة، والناس لا يفهمون غرض برنامج النهضة الزراعية، فهو دعم سياسي وليس عملاً تنفيذياً، وفيه تسع نقاط خلاصتها أن نتمكن من إنتاج الغذاء وتحسين إنتاج القطاعات الزراعية، ونحن لدينا أربعة مليون فدان تحتاج لاستغلالها بنسبة لا تقل عن سبعين بالمائة، وإذا رفعنا معدل إنتاج هذه الأربعة مليون فدان إلى نصف معدل الإنتاج العالمي، ستنتج حبوباً تفيض عن حاجة السودان بثلاثة ملايين طن، ويبقى القطاع المطري وهو أربعين مليون فدان فائضاً، كيف نحقق ذلك؟، التحول الزراعي ليس كالتحول في النفط أو التجارة أو السياحة، وأكبر نهضات زراعية عالمية تمت في الصين والهند، ويقاس التحول بمضاعفة الإنتاج مائة بالمائة كل عشر سنوات، وإذا نما القطاع الزراعي عشرة بالمائة في العام فأنت في الطريق الصحيح، وأنا أؤكد لك أن الزيادة خلال العامين الماضيين بلغت عشرة بالمائة سنوياً في القطاع المطري.
* الصحافة تتحدث عن أوضاع مأساوية؟
- الصحافة لا تتحدث بعلمية ولا بأرقام.
* كل الصحافة؟
- ليس كلها، وأقول لك إن ست صحف معروفة ذكرت خبراً مفاده بداية القمح في مشروع الجزيرة في 239 ألف فدان بإنتاجية عشرين طن للفدان، وأعلى فدان قمح في العالم ينتج أربعة أطنان، والحديث في هذا الموضوع يجب أن يكون من مصادر موثوق بها بإحصائيات، وآلية إخراج الإحصائيات تخرج كل عام من وزارة الزراعة وبرنامج الغذاء العالمي، والسودان أنتج هذا العام 5.2 مليون طن من القمح والدخن والذرة، وربما نصل إلى ستة ملايين طن، وفي العام السابق أنتجنا 3.9 مليون طن، والزيادة خمسين في المائة وجلها جاء ببركة السماء عقب موسم أمطار جيد، وإذا قرأت الصحافة تعتقد أننا نعاني من مجاعة.
* نحن نقارن الأمر بفاتورة الاستيراد العالية؟
- القمح الذي استوردناه يعادل حوالي مليون وستمائة وخمسين ألف طن، وأنتجنا من الحبوب الأخرى حوالي ستة مليون طن، وإذا قارنت الصادر بالوارد من الحبوب تجد أن الصادر أكثر من الوارد، وذلك لا يعفينا من أننا مقصرون في إنتاج القمح، والعناصر التي تقود لنجاح هذا البرنامج هي أن نقيم استثمارات جديدة في شمال دارفور وكردفان والشمالية ونهر النيل، في هذه الأراضي التي تسمى بالصحراء وهي غنية بالمياه الجوفية وليست بصحراء لأن طقسها ملائم يمكن أن يعطيك الفدان فيه أربعة أطنان، وفي الجزيرة لا يعطيك أكثر من طن بقليل، والآن بدأت خطوات لتوفير الاستثمارات بقروض من دول صديقة ومن الصناديق العربية بعد مؤتمر الكويت الأول وشرم الشيخ، وشعور الدول العربية بالحاجة لإنتاج الغذاء، ووقعنا استثمارين مع حصاد القطرية وأمطار الإماراتية، وأدعوك بعد أسبوعين كي نذهب للشمالية حيث توجد مائة ألف فدان ستشهد شراكة سودانية إماراتية والمعدات الآن في بورتسودان، وأتت حصاد القطرية بمستشار يعد الدراسات لنبدأ العام القادم تنفيذ المشروع، ولا يمكن لدولة في العالم الثالث أن تقيم مشاريع كبيرة إلا باستثمارات خارجية.
* هناك استثمارات سعودية في إثيوبيا قيمتها ثلاثة مليارات دولار كما جاء في الشرق الأوسط؟
- أريد تحقيقاً لهذه الأرقام، وعموماً فإن الزراعة في السعودية أرخص من السودان، وعندهم المياه والطاقة الرخيصة، والشيخ سليمان الراشد عندما استثمر في السودان كان يريد إطعام المسلمين دون أن يخسر، والمزارع السعودي يتمتع باستغلال المياه الجوفية، وديزل رخيص، وسماد مصنع داخلياً، ودعم من الدولة وإعفاءات فكيف يمكن أن يستثمر في بلد كالسودان فيه ضرائب على الزراعة.
* ولم يستثمر غيرهم؟
- لأنه ليس لديهم موارد مائية، مثل القطريين، وهم يجيدون الاستثمار ولا يقدمون على استثمار خاسر، وسيبدأ الاستثمار بمائة مليون دولار، وقال أمير قطر إن التجربة إن نجحت سننتقل إلى مليارات، وأي مستثمر يبدأ بتحفظ، وينطلق لاحقاً.
* هل هذا النموذج الوليد محصن من الفشل؟
- ليس هناك نموذج محصن من الفشل، لكن كل عناصر نجاح المشروع متوفرة، فشركة حصاد لها خبرة زراعية، والقطريون حريصون على النجاح حتى يحققوا أمناً غذائياً لهم ولنا.
* أنستطيع القول بأن لدينا شراكات إستراتيجية؟
- عندنا أربع شراكات بدأت، هناك شراكة إماراتية وهي أول شراكة منذ مشروع زائد الخير، وستبدأ في العام الأول بستين مليون دولار، ومائة ألف فدان، وتتصاعد لاحقاً مع النجاح، وأنا على يقين بأن هذا المشروع سينجح، ولدينا شراكة قطرية، وشراكة برازيلية بدأت ونجحت وستنتقل من ألف فدان إلى خمسين ألف فدان هذا الموسم، وميزتها أنها في القطاع المطري بالدمازين وبها أفضل تقانة للزراعة في الأراضي المروية بالأمطار، وحققت إنتاجية بين 8 إلى 13 قنطاراً من القطن، وكل عمرنا ننتج من 4 إلى 5 قنطار، وحققوا عائداً يبلغ ألف دولار للهكتار الواحد، ولدينا شراكة رابعة تواجهها بعض مشكلات الضرائب والإعفاءات، وسنعمل على تذليلها، ونتوقع أن نوقعها في أبريل، وأبشرك بأنها ستكون بداية حقيقية لاستثمار خارجي مشترك، ونحن لسنا حريصين على أن نؤجر الأراضي أو نمنحها دون عائد مناسب، ونحن حريصون على شراكة لها منفعة متبادلة، فيها مصلحة السودان، ومصلحة المستثمر، ومصلحة للمجتمعات المحلية.
* هل هناك أي نوع من الإزدواجية الإدارية بينكم وبين النهضة الزراعية؟
- النهضة الزراعية ليست جسماً تنفيذياً، بل هي مظلة تقدم دعماً سياسياً وتساعد في بلورة الخطط والبرامج.
* هل أنت سعيد بحصادها، وليست لديك أية حساسية معها؟
- نعم.
* الآن نتحدث عن مشاريع جديدة، ولدينا مشاريع قديمة تعاني العديد من المشكلات، هل المنهج أن نتركها ونفكر في استثمارات جديدة؟
- المنهج أن نتحرك في أربع اتجاهات، اتجاه الاستثمارات الجديدة والاستفادة من الموارد الكامنة وبقية حصة مياه النيل، واتجاه للحركة في دعم صغار المنتجين المنتشرين عبر أربعين مليون فدان بتوفير تقانات أفضل وبذور محسنة وآليات تناسب قدراتهم، واتجاه الاهتمام بالقطاع المطري شبه الآلي وفيه 14 مليون فدان، والغرض من الشراكة البرازيلية ليس إنتاج القطن بل توطين تقانات جديدة، وقال مهاتير محمد إن ماليزيا بدأت بالمغامرات المشتركة فربحوا هم وربح اليابانيون والكوريون وربح اليابانيون بأن تعلموا منهم، والاتجاه الرابع ربط الزراعة بالصناعة، والاستفادة من شمال السودان كمستودع لإنتاج الفواكه والحبوب، واي إنتاج زراعي لابد أن يكون معه إنتاج حيواني.
* هل أنت معجب بنموذج كنانة؟
- أقمنا شراكة ناجحة مع شركة سكر كنانة، وخرجت دعوة من مجلس الوزراء لأن تخرج شركات السكر بما لديها من إمكانيات الإخوة في القطاع الزراعي في المشاريع الأخرى، واستجابت كنانة وشركة السكر السودانية.
* هل أنت سعيد بما يتم في كنانة الآن، ما يعتبره البعض تدهوراً في كنانة؟
- أعلى إنتاج بلغته كنانة في تاريخها كان 419 ألف طن تقريباً، واحترقت غرفة التحكم في كنانة وأدت إلى خسارة كبيرة في محصول العامين الأخيرين، والآن سترجع كنانة إلى 370 ألف طن، فليس هناك تدهور كبير.
* هناك انزعاج مما يحدث في كنانة الآن؟
- ليس هناك انزعاج، حدثت مشكلة حريق وتم علاجها، ولقد زرت كنانة عقب الثلاثة وعشرين يوماً الأولى وانتجت خلالها 50 ألف طن، وبهذا المعدل ستنتج بنهاية الموسم في أبريل القادم 370 ألف طن.
* أقمت شراكات بين كنانة ومشروع الرهد؟
- أقمنا شراكات في أربع مناطق، وبدأنا بأفقر منطقة في الإنتاج الزراعي وأكثر منطقة متخلفة في الإنتاج الزراعي وهي النيل الأبيض، وأدخلنا شراكة بين المزارعين وشركة، وبدأت الشراكة بمساحة 17 ألف فدان وفي عامين وصلت 60 ألف فدان، وكان المزارعون في النيل الأبيض يتمكنون من رد ما قيمته 60% من التمويل، وفي هذا العام تم تسديد 98% من التمويل، والآن فتحنا الباب لدخول شركات أخرى لتشارك المزارعين، والنجاح في المنطقة الصعبة سيمهد للنجاح في المناطق الأخرى، وانتقلنا إلى تجربة السوكي والرهد، وقبل كنانة كان مشروع الرهد قد زرع 80% ذبلت منها 20% بسبب الري، وأول ما فعلته كنانة أنها عالجت مشكلة الري كلياً في مشروع الرهد، ورفعت المساحة المزروعة من 60 ألف فدان إلى 270 ألف فدان، ولكن لم يتم تحقيق صحفي جرئ واحد حول التجربة، وزرع المزارعون 173 ألف فدان وزاد الإنتاج 20% وزادت الأسعار 100% ،وحدثت مشكلة واحدة، أن كنانة زرعت حوالي 120 ألف فدان من غير المزارعين وكان عائدها 35% من المتوقع، وهذا يعني أن السودان ربح مائة ألف فدان وخسرت كنانة 25 ألف فدان.
* دعني أقرأ لك هذا الخبر، كشف المدير الزراعي لمشروع الرهد الزراعي أن خسائر شركة كنانة بالمشروع بلغت 58 مليار جنيه خلال الموسم الصيفي المنصرم، وقال فيصل للأهرام اليوم أن كنانة صرفت 50 مليون دولار على المعدات الزراعية التي وصل بعضها ولم يصل البعض الآخر حتى الآن، والخبر بتاريخ 9 مارس 2011، ويواصل الخبر: وصرفت شركة كنانة 60 مليون جنيه على العمليات الزراعية، وزاد أنها عجزت عن سداد قرض البنك الزراعي للمشروع الذي يزيد عن 100 مليار جنيه وأضاف أنها دفعت منه 20% فقط موضحاً أن البنك يلاحق إدارة مشروع الرهد لسداد المبلغ، وأقر المدير الزراعي ببوار 123 ألف فدان زرعت بالذرة والفول كما أقر بتدني إنتاجية فدان الفول إلى أربعة جوالات وفدان الذرة إلى خمسة جوالات؟
- كل هذا الكلام صحيح ولكن هذه اللغة قاسية، وهو قال إن كنانة خسرت 58 مليون، منها 25 مليون خسارة الأصول الرأسمالية كصيانة القنوات والطلمبات وهذه تقسم في العادة على أربع سنوات وهو جملها في عام واحد، ولماذا لم يورد السيد المدير الصورة الكاملة ويقول إن كنانة رفعت المساحة المزروعة، وأنت كسوداني هل أنت مشغول بخسارة كنانة 25 مليون أم بربح السودان 150 مليون، وكنانة مكنت المزارعين من ربح 150 مليون، وخسرت 25 مليون، هل السودان خاسر أم رابح؟
* خسرنا الشراكة؟
- لأنك تنظر إلى الشراكة الزراعية كأنها تجارية، الزراعة قد تأخذ فيها الشركة بضعة أعوام كي تصل إلى قمة عطائها، وذلك هو الفرق بين من يعتقد أن الزراعة يمكن أن تنهض في عامين أو ثلاثة وبين من يقرأ الواقع الزراعي في كل العالم.
* سأعطيك بعض النماذج، خذ هذا الخبر: قال رئيس اتحاد مزارعي حلفا عوض الكريم بابكر أن المشروع يعاني من مشكلات التمويل والضبابية التي تشوب سياسات وزارة الزراعة، ودعا الحكومة لوضع حد للمعضلات التي تواجه المزارعين ورفض الشراكة مع كنانة وقال إن فضلها في الرهد والسوكي قطع الطريق أمام موافقتنا عليها؟
- أولاً هذا الكلام ليس بصحيح، وكنانة لم تتقدم بالدخول لحلفا، هذا حديث سياسي، وحلفا زرعت في هذا الموسم وأنتجت أفضل المعدلات في الفول والقطن وسيربح المزارعون أكثر من أربعين مليون من القطن، وربما يرفض عوض الكريم دخول شراكات في مشروع حلفا لأنها ستجعل شركات القطاع الخاص تدخل في الإدارة ويؤثر هذا بالطبع على القيادات القديمة.
* كأنك تقول إنه صراع مصالح؟
- إن صح حديثه فدعه يورد رقماً، ويقول إن حلفا أنتجت أقل من العام السابق، ويقول فشلنا في كذا، ولكنه رابح في الفول والقطن والذرة العام الماضي وهو أفضل مشروع وسدد التزاماته للبنك الزراعي بنسبة 98%.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.