عزا السودان نجاح مفاوضاته مع جوبا إلى تجاوز عقبة "الميل 14" والمنطقة ما وراء 50 كلم بين الحدود البلدين، وأكد إقرار ثلاث آليات للتعامل مع أي خروقات حدودية على مدى 10 كلم و40 كلم و50 كلم. وأكد رئيس اللجنة الفنية التابعة للجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الخرطوموجوبا الفريق عماد الدين عدوي لبرنامج "مؤتمر إذاعي" الذي بثته الإذاعة السودانية يوم الجمعة، إنه عقب التوقيع على اتفاق 27 سبتمبر 2012م، كان مفترضاً أن تستمر مسيرة التطبيق إلا أن جنوب السودان تقدِّم برؤية مختلفة وتفسير مختلف لمنطقة 14 ميل. وأضاف عدوي أنه بعد جولة مارس الأخيرة وبمجرد إعلان دولة الجنوب التزامها بتطبيق الاتفاق حول 14 ميل لم يكن هناك قضية تستحق النقاش وبالتالي تم الانتقال مباشرة إلى توقيع المصفوفات بعد إجراء بعض التعديلات في التوقيتات الزمنية. وأفاد بأن المعضلة الأخرى لدى جوبا كانت تشكيل الآلية الجديدة للمراقبة والتحقق من أي خروقات لمذكرة التفاهم بعدم الاعتداء في منطقة ما وراء ال50 كلم الحدودية شمالاً وجنوباً وبزوال هاتين المعضلتين لم يوجد أي سبب يعوق التنفيذ. خصوصية منطقة وأوضح عدوي أن الترتيبات بمنطقة 14 ميل وفقاً لما تم الاتفاق عليه في 27 سبتمبر 2012م، والذي نص على أن المنطقة الأمنة المنزوعة السلاح هي بعمق 10 كلم شمالاً وجنوباً من خط (1/1/1956) وهو خط الصفر شمالاً وجنوباً يضاف إليها منطقة 14 ميل (بين بحر العرب شمالا ونهاية الحدود 14 ميل جنوباً) واستمرار الترتيبات الإدارية والقانونية والقبلية والأعراف الموجودة في تلك المنطقة "وفقاً كما كانت عليه وهذه خصوصية منطقة 14 ميل". وأضاف أنه تم الاتفاق على إنشاء جملة من الآليات التي تطبق هذه الاتفاقات (آلية المراقبة والتحقق للحدود المشتركة) وتعمل على المنطقة المنزوعة السلاح واقتضت الحاجة إنشاء إلية أخرى تعمل في المنطقة ما بعد المنطقة المنزوعة السلاح ب40 كلم. وكشف أنه في حال حدوث أي اختراقات خارج ال 40 كلم توجد لجنة إضافية تم إنشاؤها لتلقي أي شكاوى أو قضايا أمنية أو سياسية أو خروقات لمذكرة عدم الاعتداء بين البلدين أو إيواء ودعم أي قوات خارج هذه المنطقة. وأشار إلى أن اتفاقات الترتيبات الأمنية قسمت الحدود بين البلدين إلى منطقة آمنة منزوعة السلاح 10 كلم شمال وجنوب الحدود، إضافة إلى منطقة (14 ميل)، وهناك 40 كلم خلف المنطقة المنزوعة السلاح وتشرف عليها اللجنة الخاصة. انسحاب مبكر " رئيس اللجنة الفنية التابعة للجنة السياسية الأمنية من جانب الخرطوم يؤكد أن جيش جنوب السودان انسحب من سماحة وكامل منطقة 14 ميل قبل عدة أيام من الموعد المحدد "وأعلن رئيس اللجنة الفنية التابعة للجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الخرطوموجوبا، أن جيش جنوب السودان انسحب من سماحة وكامل منطقة 14 ميل قبل عدة أيام من الموعد المحدد ما يؤكد جدية دولة الجنوب في تنفيذ الاتفاق. وأضاف عدوي أن تقرير قائد القوات الدولية بأبيي "يونسفا" في الاجتماع السابق أوضح أنه قد تم الانسحاب المقرر أن يتم في الرابع والعشرين من مارس الجاري. وحول وضعية 14 ميل الآن أفاد الفريق عدوي أن هذه المنطقة لم تكن أبدا من المناطق المختلف عليها منذ إنشاء اللجنة المشتركة لترسيم الحدود بين الخرطوموجوبا في عام 2009. وأوضح أن هذه المنطقة تم إضافتها بقرار من اللجنة السياسية المشتركة للحزبين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) في الفترة السابقة في كادوقلي، حيث دفعت الحركة الشعبية بتحديد منطقة 14 ميل باعتبارها منطقة يمكن ان تكون متنازعاً عليها. وقال عدوي إن 14 ميل منطقة غير مختلف حولها وتتطابق فيها الخرائط والوثائق كلها بين الجانبين "لكن مفاوضي الجنوب يتحدثون عن إرث تاريخي". إلى ذلك يعقد وفد السودان المفاوض ظهر السبت لقاء تفاكرياً مع قيادات الأحزاب السياسية الوطنية بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات، لاستعراض تفاصيل ما تم الاتفاق عليه في جولة التفاوض الأخيرة مع وفد جنوب السودان.