الفريق عدوي يقدم الصورة الكاملة لاتفاقيات الترتيبات الأمنية الخرطوم: «الإنتباهة» كشف رئيس اللجنة الفنية التابعة للجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الخرطوم وجوبا الفريق «ركن» عماد الدين عدوي أن جيش دولة جنوب السودان قد انسحب من سماحة وكامل منطقة «14 ميل» قبل عدة أيام من الموعد المحدد، وأوضح أن اتفاقية التعاون المشترك التي وقعت بواسطة رؤساء البلدين شملت عدة اتفاقيات منها اتفاقية الترتيبات الأمنية. وأضاف الفريق عدوي في برنامج «مؤتمر إذاعي» أمس أن تقرير قائد «اليونسفا» في الاجتماع السابق أوضح أنه قد تم الانسحاب المقرر أن يتم غداً الرابع والعشرين من مارس الجاري. وحول وضعية «14 ميل» الآن أكد عدوي أن هذه المنطقة لم تكن من المناطق المختلف عليها منذ إنشاء اللجنة المشتركة لترسيم الحدود بين الخرطوم وجوبا في عام 2009م، موضحاً أن هذه المنطقة تمت إضافتها بقرار من اللجنة السياسية المشتركة للحزبين «المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية» في الفترة السابقة في كادوقلي، حيث قامت الحركة الشعبية بتحديد منطقة «14 ميل» باعتبار أنها منطقة يمكن أن تكون متنازعاً عليها. وقال الفريق عدوي إن «14 ميل» منطقة غير مختلف حولها وتتطابق فيها الخرائط والوثائق كلها بين الجانبين، ولكن الجنوبيين يتحدثون عن إرث تاريخي. وحول الوضع الحالي للمنطقة أوضح عدوي أن الترتيبات فيها وفقاً لما تم الاتفاق عليه في 27 سبتمبر 2012م الذي نص على أن المنطقة الآمنة المنزوعة السلاح بعمق عشرة كيلومترات شمالاً وجنوباً من خط «1/1/1956م» وهو خط الصفر شمالاً وجنوباً، وتضاف إليها منطقة «14 ميل» «بين بحر العرب شمالاً ونهاية الحدود 14 ميلاً جنوباً»، وأكد استمرار الترتيبات الإدارية والقانونية والقبلية والأعراف الموجودة في تلك المنطقة وفقاً كما كانت عليه. وأضاف عدوي أن اتفاقية التعاون المشترك محصلة لجملة من الاتفاقيات التي تمت خلال فترة عامين أو أكثر. وبين عدوي أن المفهوم المشترك للدولتين أن تكون الحدود آمنة بينهما، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء المنطقة الآمنة المنزوعة السلاح بعمق عشرة كيلومترات شمالاً وجنوباً وكامل منطقة «14 ميل»، مضيفاً أنه تم الاتفاق على إنشاء جملة من الآليات التي تطبق هذه الاتفاقيات «آلية المراقبة والتحقق للحدود المشتركة» وتعمل على المنطقة المنزوعة السلاح، واقتضت الحاجة إنشاء آلية أخرى تعمل في المنطقة ما بعد المنطقة المنزوعة السلاح ب «40» كيلومتراً.وكشف عدوي أنه في حال حدوث أية اختراقات خارج ال «40» كيلومتراً فإنه توجد لجنة إضافية تم إنشاؤها لتقوم بتلقي أية شكاوى أو قضايا أمنية أو سياسية أو خروقات لمذكرة عدم الاعتداء بين البلدين، أو إيواء ودعم أية قوات خارج هذه المنطقة. وأكد عدوي أن الإرادة السياسية لدى الخرطوم وجوبا هي المحرك الأساس والدافع للالتزام بهذه الاتفاقيات وتطبيقها. وقال إنه حدثت جملة من اللقاءات والمفاوضات بين الوفود المتفاوضة بين البلدين، مشدداً على وجود تلك الإرادة السياسية، لأنها هي الضامن لتنفيذ المصفوفة، موضحاً أنه عقب التوقيع على اتفاق 27 سبتمبر 2012م كان مفترضاً أن تستمر مسيرة التطبيق إلا أن الطرف الآخر تقدم برؤية مختلفة وتفسير مختلف لما يخص منطقة «14 ميل»، وقال إنها كانت العقبة الأساسية بعد ذلك التاريخ. وأضاف الفريق عدوي أنه بعد جولة مارس الأخيرة 2013م وبمجرد إعلان دولة الجنوب التزامها بتطبيق الاتفاق حول «14 ميل» لم نجد أن هناك قضية تستحق النقاش، وبالتالي تم الانتقال مباشرة إلى توقيع المصفوفات بعد أن قمنا بإجراء بعض التعديلات في التوقيتات الزمنية.