أعلن الرئيس السوداني عمر البشير اليوم أن حكومته لن تعود الى مربع الحرب بعد أن وقعت اتفاقية السلام، التي اعتبرها نموذجاً يحتذى في التعايش بين فرقاء الأمس أصدقاء اليوم، مشدداً على المضي في تنفيذها دون رجعة. وأكد البشير خلال لقاء جماهيري في ميدان المدفعية بمدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق اليوم الأربعاء، أن حكومته قدمت مكاسب وانجازات كبيرة على رأسها اتفاق السلام الشامل لعام 2005م، واصفاً إياه بأنه أكبر هدية. وشدد البشير على المضي قدماً في طريق السلام، مؤكداً أنه لن يحيد عنه وسيواصل نهج حكومته الرامي لتأسيس مشاريع تنموية وخدمية. واعتبر أن التنمية هي الطريق الأوحد للمحافظة على السلام وبنيانه بصورة قوية ومتماسكة. انتفاء أسباب التهميش ورأى البشير أن أسباب التهميش التي كانت تشتكي منها بعض الولايات انتفت وبالتالي لا مكان للاحتراب. وشدد على أن اتفاقية السلام قدمت نموذجاً يحتذى به في التعايش بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني. وقال إن الحشد الذي أمامه يعد تجسيداً للتعايش بين فرقاء الأمس أصدقاء اليوم. وأشار الى أن الجميع مهمومون بتحقيق هدف واحد مشترك هو تعزيز السلام والاستقرار والمضي في مشروعات البناء والإعمار وتحقيق التنمية المستدامة. وأكد الرئيس السوداني حرصه على زيادة دخل الفرد ورفع مستواه المعيشي في مجالات التعليم والصحة والمياه والإسكان. وقال إن عقد مجلس الوزراء بمدينة الدمازين يهدف للوقوف على مشكلات الولاية والعمل على حلها، وأيضاً الوقوف على خططها المستقبلية واتخاذ القرارات بشأنها. استقبال رسمي وشعبي وكان البشير وصل الى الدمازين صباح اليوم الأربعاء ووجد والي ولاية النيل الأزرق مالك عقار وأعضاء حكومته على رأس مستقبليه الى جانب قادة المجلس التشريعي والأجهزة القضائية والأمنية والاتحادات والمنظمات بالولاية. واستهل البشير زيارته بتدشين سفلتت طريق "الدمازين- الكرمك" بطول 145 كم، قبل أن يتوجه لافتتاح قاعة الوحدة ومستشفى الدمازين التعليمي بعد إعادة تأهيله بكلفة 40 مليون جنيه، ومستشفى مكة لطب العيون بكلفة 300 ألف دولار. وقال البشير إن حكومته تشجع الزواج الجماعي وستعمل على تحفيز ودعم مشروعات الزواج كافة بالأحياء والقرى. وحضر الرئيس عقد قران زواج العفاف لثمانمائة زيجة بالمنطقة. الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري لأول مرة بمدينة الدمازين بحضور كثيف من الوزراء والإعلاميين.