رأى الرئيس الأميريكي باراك أوباما، بنفسه، التكلفة البشرية لحرب أفغانستان عندما استقبل يوم الخميس جثث 18 من الجنود وضباط من إدارة مكافحة المخدرات قتلوا في أفغانستان هذا الأسبوع، واجتمع مع أسر القتلى في كنيسة صغيرة. ووصلت طائرة الهليكوبتر الرئاسية وعلى متنها أوباما عقب منتصف الليل مباشرة أمس الى قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير التي يوجد بها أكبر مشرحة عسكرية في الولاياتالمتحدة والمنفذ الرئيسي لدخول جثث العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في الخارج. وهبطت قبلها بدقائق طائرة نقل تابعة للقوات الجوية من طراز سي-17 في القاعدة حاملة جثث ثمانية من جنود الجيش قتلوا في انفجار قنبلة على الطريق وسبعة جنود وثلاثة من ضباط إدارة مكافحة المخدرات قتلوا في تحطم طائرة هليكوبتر، وفقاً لما أعلنه الجيش الأميركي. القتلى من الضباط والجنود وذكر مسؤولون عسكريون أن أوباما اجتمع مع أسر القتلى من الضباط والجنود في كنيسة صغيرة بالقاعدة. وتأتي الرحلة التي لم يعلن عنها من قبل، بينما يدرس أوباما هل يرسل مزيداً من القوات الى أفغانستان لمحاربة مقاتلي طالبان الذين تصاعدت هجماتهم الى أعنف مستويات خلال ثماني سنوات. ويعد الشهر الحالي هو الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأميركية منذ بدأت الحرب في أفغانستان والتي ورثها أوباما عن سلفه جورج بوش، ويقول محللون إنها من المرجح أن تساعد على تحديد طبيعة رئاسته. وتظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين أصابهم الضجر بشكل متزايد من الحرب، وأن هناك تشككاً حتى داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه أوباما والذي يسيطر على الكونجرس بشأن إرسال المزيد من القوات. سلسلة من الاجتماعات وعقد أوباما سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين المعنيين بالحرب في الحكومة لمراجعة الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان التي وضعها في مارس الماضي، وأيضاً للنظر في طلب من الجنرال ستانلي مكريستال أكبر القادة العسكريين في أفغانستان بإرسال 40 ألف جندي إضافي لمحاربة طالبان التي استأنفت عملياتها. وقال البيت الأبيض إن من المقرر أن يجتمع أوباما مرة أخرى يوم الجمعة مع رئيس الأركان المشتركة الأميرال مايك مولن ورؤساء أفرع الجيش. وقال المتحدث باسم أوباما روبرت جيبز يوم الثلاثاء الماضي إن عملية صنع القرار "ربما تكون في سبيلها للإتمام" ومن المتوقع صدور قرار نهائي خلال الأسابيع المقبلة. وزادت العملية تعقيداً نتيجة انتخابات الرئاسة الأفغانية التي أجريت في أغسطس والتي شابتها عمليات تلاعب واسعة النطاق لصالح الرئيس حامد كرزاي. ومن المقرر إجراء جولة ثانية في السابع من نوفمبر القادم.