طالب الرئيس المصري، محمد مرسي، القوات المسلحة بسحب الإنذار الذي وجهته إليه ليقبل تقاسم السلطة مع معارضيه، وأعلن في خطاب طويل ألقاه ليل الثلاثاء أنه متمسِّك بالشرعية الدستورية، وأنه سيبقى رئيساً للبلاد حتى نهاية مدة رئاسته. وقالت الرئاسة المصرية في تغريدة على الحساب الرسمي بموقع "تويتر" إن "الرئيس محمد مرسي يؤكِّد تمسكه بالشرعية الدستورية ويرفض أي محاولة للخروج عليها، ويدعو القوات المسلحة إلى سحب إنذارها ويرفض أي إملاءات داخلية أو خارجية". وعبر خطاب بثه التلفزيون الرسمي تحدث مرسي عن المراحل التي تطور خلالها المشهد السياسي، مبتدئاً بما كان عليه الوضع قبل ثورة يناير من فساد وتزوير انتخابات وعدوان على الإنسان وكرامته حسب قوله، مروراً بالثورة التي قدّمت الكثير من الدماء للوصول إلى "انتخابات حرة نزيهة." وأوضح أنه بذل خلال العام الأول من ولايته كل جهده للإصلاح، وأنه اعترف في خطاب له الأربعاء الماضي بارتكابه بعض الأخطاء. التمسُّك بالشرعية " مرسي: وافقت على المبادرة لكن المعارضة رفضتها وارتأيت نتيجة لذلك التمسك بالشرعية مع إبقاء أبواب الحوار مفتوحة لرعاية كل المقترحات "وقال مرسي إنه متسمك بالشرعية الدستورية والقانونية والانتخابية، مضيفاً "إذا كان الحفاظ على الشرعية ثمنه هو حياتي فسأقدمها حسبة لله"، كما أعلن تمسكه بمنصبه حتى نهاية فترة رئاسته القانونية. وأكد أنه لا يعارض خروج مظاهرات سلمية، كما طالب جميع المتظاهرين بعدم اللجوء إلى العنف فيما بينهم، أو في التعامل مع الجيش والشرطة، معتبراً أن إراقة الدم هو سقوط في فخ لن تكون له نهاية. وأشار مرسي في خطابه إلى أنه تلقى قبل أيام مبادرة عبر أحزاب عدة، وأنه وافق عليها بحضور رئيس الوزراء هشام قنديل ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، وهي تتضمَّن اقتراحاً بتغيير الحكومة وتشكيل حكومة ائتلافية ولجنة قانونية مستقلة لتعديل المواد الدستورية، إضافة إلى وضع ميثاق شرف إعلامي. وأوضح أنه وافق على المبادرة لكن المعارضة رفضتها، وقال إنه ارتأى نتيجة لذلك التمسك بالشرعية مع إبقاء أبواب الحوار مفتوحةً لرعاية كل المقترحات وتفعيل المبادرة سريعاً. ووصف متحدث باسم حركة "تمرد" الخطاب بأنه "ساذج"، وتوعد بأن يخرج الشعب إلى الشوارع بالملايين يوم الأربعاء لإسقاط الرئيس. قلق المعارضة وقال المتحدث باسم المعارضة، إن رفض الرئيس مرسي قبول إنذار الجيش الذي يطالبه بالتوصل إلى تسوية للأزمة سيؤدي إلى مواجهة وهو لا يستجيب لمطالب المتظاهرين، مضيفاً "نحن قلقون للغاية من تصاعد العنف". بدورها دعت حركة "تمرد" المنظمة للاحتجاجات إلى الاحتشاد مجدداً ابتداءً من الأربعاء، ليسمع من أسمته الرئيس الإخواني وجماعته "صوت الشعب المصري العظيم الذي يعبِّر عن شرعية لا يدركها مرسي ولا مرشده". ودعا بيان الحركة ليس إلى رحيل مرسي فقط، بل إلى "محاكمته هو وجماعته"، مطالبة "قوات الحرس الجمهوري بالقبض على محمد مرسي وتقديمه للمحاكمة فوراً". من جانبه، أشاد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بتحرك الشباب والجيش في مواجهة سياسة الرئيس مرسي. وقال في تغريدة على تويتر "تحية إجلال وتعظيم إلى ثلاثي مصر العظيم: الشعب والجيش والشباب.. عاشت بلادي حرة قوية".