تعمقت الأزمة السياسية القائمة في مصر، بعد مقتل وجرح المئات من أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، المحتشدين قرب مجمع الحرس الجمهوري المحتجز فيه، في حادثة إطلاق نار فجر الإثنين، قال إنه هجوم على مجموعة وصفها بالإرهابية. وتعمق إراقة الدماء الأزمة السياسية، وتصعد الصراع بين الجيش الذي عزل مرسي يوم الأربعاء الماضي، بعد احتجاجات شعبية مطالبة بتنحيته وجماعة الإخوان المسلمين، التي شجبت ما حدث ووصفته "بانقلاب". ونقل التلفزيون المصري الرسمي -عن القوات المسلحة قولها في بيان- إن "مجموعة إرهابية مسلحة" حاولت فجراً اقتحام نادي ضباط الحرس الجمهوري - حيث يحتجز مرسي- وإن ضابطاً قتل، وأصيب 40 آخرين. وقال بيان الجيش إن اعتداءاً وقع على قوات تأمين النادي، "من القوات المسلحه والشرطة المدنية، مما أدى إلى استشهاد ضابط وإصابة 40 آخرين منهم؛ ستة فى حالة خطرة تم نقلهم إلى المستشفيات العسكرية." وقال موقع إخوان اون لاين إن "53 شهيداً حتى الآن" قتلوا بينهم أطفال. فضّ اعتصام وقال المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين؛ جهاد الحداد المشارك في اعتصام مؤيد لمرسي، في مسجد قرب الحرس الجمهوري، إن إطلاق النار بدأ فجراً بينما كان الإسلاميون يؤدون صلاة الفجر في اعتصامهم أمام ثكنات الحرس الجمهوري. ودعا -في رسالة على تويتر- المصريين الوطنيين الشجعان للانضمام إلى اعتصام للدفاع عن البلاد في وجه "الخونة المتآمرين"، الذين قاموا بانقلاب عسكري. ونتيجة فورية لسقوط القتلى قال حزب النور السلفي بمصر إنه انسحب من العملية السياسية، التي تلت عزل الرئيس الإسلامي، وذلك احتجاجاً على سقوط قتلى بين مؤيدي مرسي خلال فض الاعتصام. وقال المتحدث باسم الحزب؛ نادر بكار في صفحته على فيسبوك "لن نسكت على مجزرة الحرس الجمهوري اليوم. كنا نريد حقن الدماء، ولكنها الآن تراق أنهاراً. أعلنا انسحابنا من كل المسارات التفاوضية "مع السلطة الجديدة" كرد فعل أولي." ودعا رئيس حزب مصر القوية؛ عبدالمنعم أبوالفتوح أيضاً الرئيس المؤقت للاستقالة. وقال أبوالفتوح في اتصال هاتفي بقناة الجزيرة الفضائية"، ما حدث اليوم جريمة إنسانية بشعة في حق كل المصريين." سرقة الثورة " حزب الحرية والعدالة يقول إن المجزرة البشرية التي ارتكبها هؤلاء المجرمون، ضد المعتصمين السلميين الرافضين للانقلاب العسكري، والمطالبين بعودة الرئيس المنتخب إلى منصبه لم يشهدها تاريخ الجيش المصري من قبل " وفي السياق دعا حزب الحرية والعدالة؛ الذراع السياسية للإخوان المسلمين إلى "انتفاضة على من يريدون سرقة الثورة بالدبابات". وقال الحزب في بيان "إن المجزرة البشرية التي ارتكبها هؤلاء المجرمون، ضد المعتصمين السلميين الرافضين للانقلاب العسكري، والمطالبين بعودة الرئيس المنتخب إلى منصبه لم يشهدها تاريخ الجيش المصري من قبل." ودعا حزب الإخوان المسلمين في بيانه "الشعب المصري العظيم إلى الانتفاضة ضد من يريدون سرقة ثورتهم بالدبابات والمجنزرات." من جهة ثانية ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن أنصاراً للرئيس مرسي احتجزوا الإثنين، جنديين من جنود القوات المسلحة بالقاهرة، وأجبروهما على إبداء تأييدهما لمرسي. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن مجموعة من أنصار مرسي أجبرت أحد الجنديين، "على ترديد عبارات مؤيدة للرئيس المعزول، وتصويره أثناء ذلك بعد التعدي عليه بالضرب المبرح." وأضافت أن مجموعة أخرى أوقفت حافلة صغيرة، وأجبرت جنديا آخر على النزول منها، واصطحبته عنوة وأجبرته على سب القوات المسلحة من خلال مكبرات للصوت.