واصلت موجة السيول والأمطار الغزيرة اجتياح أجزاء واسعة من البلاد بالعاصمة والولايات المختلفة، مما أدى لسقوط المزيد من الضحايا، وانهيار مئات المنازل في وقت دعا فيه الرئيس عمر البشير لمضاعفة الجهود لتجاوز تحديات الأمطار والسيول. ودعت الداخلية، المواطنين للابتعاد عن مجاري السيول حفاظاً على حياتهم. وأعلن الدفاع المدني، استعداده لمعدلات أعلى من الأمطار، واستنفار كل قواتها على طول البلاد وعرضها. وكثفت منظمات المجتمع المدني، من جهودها لإيصال المساعدات العاجلة للمتضررين، كما جرت عمليات نقل واسعة عبر القوارب لعدد من المواطنين الذين حاصرتهم مياه السيول من كل جانب. وتفقد وزير الداخلية م. إبراهيم محمود حامد، يوم السبت، في جولة شملت المناطق المتأثرة بالسيول والأمطار، بولاية الخرطوم، وحدود ولاية الجزيرة. وقال وزير الداخلية، إن ولايات عديدة تأثرت بالسيول والأمطار التي هطلت مؤخراً، خاصة ولايات شمال دارفور ونهرالنيل والشمالية والخرطوم، وأدت لبعض الأضرار التي يمكن تلافيها، ووضع المعالجات اللازمة لها. اتصال البشير واطمأن الرئيس المشير على أحوال المواطنين بولاية نهر النيل، على خلفية الأمطار والسيول، التي ضربت أجزاء واسعة من الولاية . وأجرى البشير، يوم السبت، اتصالاً هاتفياً بوالي الولاية الفريق الهادي عبدالله العوض الذي فقدت ولايته أكثر من خمسمائة أسرة، المأوى جراء التداعيات السالبة لفصل الخريف. وقدم البشير التعازي للوالي، وأعضاء حكومته، وأسر الذين استشهدوا في الحادث المروري، الذي وقع على طريق التحدي، وراح ضحيته عشرون شخصاً، فيما يتلقى ستة من المصابين العلاج بمستشفيات الدامر وعطبرة. ودعا رئيس الجمهورية، حكومة ولاية نهر النيل، لمضاعفة جهودها، لأجل استقرار الأوضاع، وتجاوز تحديات الأمطار والسيول الكثيفة التي فاقت معدلات عام 1988م. من جانب آخر واسى كلٌّ من رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، ومساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني د. نافع علي نافع مواطني، ولاية نهر النيل وحكومة الولاية، في شهداء الحادث من منطقة العالياب ريفي الدامر. وعبّر والي ولاية نهر النيل الفريق الركن الهادي العوض، عن شكرهم، لمواساة رئيس الجمهورية، ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، ونائب رئيس المؤتمر الوطني . غياب المسؤولين " أكثر من خمسمائة أسرة فقدت المأوى بنهر النيل والمواطنون بالعاصمة حمّلوا المحليات المسئولية في انهيار منازلهم وفقد ممتلكاتهم بسبب غياب الخدمات " وفي السياق حمّل عدد من مواطني أم درمان، المحليات، المسؤولية في انهيار منازلهم وفقد ممتلكاتهم، وذلك بسبب غياب الخدمات، خاصة الاستعداد لدرء كوارث فصل الخريف. وتسببت الأمطار في تدمير وإزالة أعداد كبيرة من المنازل والمؤسسات التعليمية، لعدم وجود مصارف للمياه. واشتكى المواطنون، من غياب المسؤولين وتفقدهم لأوضاع المواطنين الذين تدهورت أوضاعهم بسبب الأمطار. وطالبوا بتوفير الإيواء والغذاء لأطفالهم، بعد أن أصبحوا يسكنون العراء، ويعانون من ويلات البرد. من جانبها فقدت بولاية نهر النيل، أكثر من خمسمائة أسرة، المأوى جراء التداعيات السالبة لفصل الخريف، بينما تجاوز عدد الضحايا الذين لقوا مصرعهم بأسباب الغرق والصعقات الكهربائية وانهيارات المنازل، خمس ضحايا. وزاد من تعقيدات الأوضاع بالولاية، تعثر حركة المرور بطرق المرور السريع، التي تعرضت في العديد من المواقع لانقطاعات متفاوتة. إلى ذلك تعرضت أجزاء واسعة من مناطق شرق النيل بولاية الخرطوم، إلى سيول جارفة أودت بكثير من الأرواح والممتلكات. وشكا المواطنون، غياب السلطات المعنية، خاصة الدفاع المدني، وعدم توفير المعينات اللازمة التي تساعد في إنقاذ الأطفال وكبار السن. وقد حمّل البعض، الحكومة ما يجري، باعتبار أنها لم تقدم جهداً في مجال إنشاء وترميم المصارف والاستعداد للخريف. استمرار الجهود " اللواء عبد المجيد: المصارف لم تستوعب كمية المياه بالعديد من المناطق واجتماع طارئ للمجلس القومي للدفاع المدني يوم الأحد " وقال مدير الدفاع المدني بولاية الخرطوم اللواء هاشم عبدالمجيد ل (الشروق) إن ولاية الخرطوم تعد من أكثر الولايات تضرراً من المطار والسيول بمناطق قرى شرق النيل. وأبان أن الأمطار ما زالت مستمرة بالولايات، خاصة بدارفور، وأن المجلس الأعلى للدفاع المدني برئاسة وزير الداخلية وولاة الولايات، يعمل بتنسيق تام خاصة في وصول مواد الإيواء للمتضررين. وذكر عبد المجيد، أن المصارف لم تستوعب كمية المياه بالعديد من المناطق، وأضاف: "قوانتا في كل الولايات تم إمدادها بمعينات من المركز والمجهودات ما تزال مستمرة". وكشف عن اجتماع طارئ للمجلس القومي للدفاع المدني، يوم الأحد، لمتابعة تطورات الخريف. مبيناً أن وزارات المالية والصحة أوفت بكامل التزاماتهت لاستعدادات الخريف، وأضاف: "كل المعينات موجودة ومتحسبون لأي زيادة في معدلات الأمطار". الإحاطة بالمعلومات وأعلنت اللجنة العليا للمنظمات الوطنية للإسناد الطوعي، مواصلة الجهود لدعم المتضررين جراء الأمطار التي شهدتها ولايات السودان المختلفة. وقال رئيس اللجنة عمار باشري في تصريحات صحفية عقب اجتماع اللجنة يوم السبت، إن هطول الأمطار بغزارة في عدد من الولايات تسبب في الإضرار بممتلكات المواطنين. وذكر أن أكثر الولايات تضرراً هي ولايات الخرطوم والبحر الأحمر وكسلا وشمال دارفور ونهر النيل. داعياً المنظمات والمؤسسات الوطنية، إلى ضرورة الإسراع وتضافر الجهود، لتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين. وأشار باشري إلى أن اللجنة، ستواصل اجتماعها للإحاطة بالمعلومات، وتحديد الاحتياجات وإطلاق النداءات لكل المنظمات الوطنية للاستجابة العاجلة. وأضاف: "الاحتياج الآن يتلخص في ضرورة توفير مواد الإيواء من مشمعات وخيم ومواد إغاثية من كساء وغذاء وأوانئ منزلية للمتأثرين بالولايات.