دفعت الحكومة السودانية، يوم الأحد، بمساعدات عاجلة لنحو عشر آلاف أسرة من متضرري السيول والأمطار، ووفّرت طائرات لعمليات إسقاط جوي للمساعدات مع توقعات الإرصاد الجوي بهطول أمطار غزيرة خلال الأيام القادمة وارتفاع مناسيب النيل. وبحث الاجتماع الطارئ للمجلس القومي للدفاع المدني، يوم الأحد، الآثار الناجمة عن الأمطار والسيول التي اجتاحت البلاد خلال الأيام الماضية والولايات المتأثرة، وحجم الاضرار، والتدابير المتّخذه لتخفيفها، والجهود المبذولة في هذا الشأن. ودعا الاجتماع إلى أهمية التنوير المستمر للمواطنين لكيفية التعامل مع السيول والأمطار، داعياً إلى ضرورة استنفار الجهد الشعبي والرسمي، ومنظمات المجتمع المدني لدرء الكوارث والمخاطر المتوقعة. ووجه وزير الداخلية؛ م. إبراهيم محمود بتوفير الدعم اللازم بمعينات الإيواء والغذاء لمتضرري ولاية الخرطوم، وتقديم الدعم لعشرآلاف أسرة بصورة عاجلة إلى جانب تقديم المعينات الصحية للمناطق المتأثرة في الولايات. وحث المواطنين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، واتخاذ إجراءات السلامة العامة. وأعلن المجلس القومي للدفاع المدني عن توفير ثلاث طائرات للإمداد الغذائي للمتضررين بولاية الخرطوم، مشيراً إلى توفير عدد من آليات السحب والشفط. اللجان والمنافذ " وزارة التخطيط والبنى التحتية تضع يدها على آليات الشركات العاملة بولاية الخرطوم كافة، بغرض استخدامها لمواجهة أي طوارئ متوقعة بفصل الخريف " من جانبه، قال والي ولاية الخرطوم، د.عبدالرحمن الخضر إن المحليات المتأثرة هي محلية شرق النيل بمرابيع الشريف، والكرياب، ومحلية أمبدة، وكرري بمنطقة الفتح. وأبان أن حكومة الولاية عملت على تخفيف أضرار السيول وفتح خمسة منافذ لوصول المياه للنيل، مشيراً إلى أن الأسر المتضرة بلغت خمس آلاف أسرة. وأوضح الخضر أنه تم تكوين خمس لجان عمل منها؛ لجنة إغاثة المتضررين بالمشمعات، والخيام، والمواد الغذائية، ولجنة الصحة، اصحاح البيئة، ولجنة معالجة الكهرباء والإنارة، فضلاً عن لجنة توفير الخدمات المختلفة ولجنة الإعلام. ووجّه وزارة التخطيط والبنى التحتية بوضع يدها على آليات كل الشركات العاملة بالولاية، وذلك بغرض استخدامها لمواجهة أي طوارئ. وأشار الوالي إلى أن الوضع يتطلب تضافر الجهد الرسمي والشعبي، وأنه سيلتقي بمنسقي اللجان الشعبية يوم الإثنين، لشرح أبعاد الوضع الراهن لهم، وتجديد المهمة المطلوبة منهم في هذه المرحلة. غرفة العمليات و قال والي الخرطوم إن غرفة العمليات الرئيسة ستظل تعمل باستمرار في رئاسة الولاية، لإدارة الوضع الراهن حتى يتم تجاوز الأوضاع الحرجة للسيول. وأشار إلى الدعم الذي وجدته الولاية من المجلس الأعلى للدفاع المدني ووزارة الصحة، بتقديم عون لوجستي للولاية، فيما تلقى الوالي اتصالاً من وزير الكهرباء م. أسامه عبدالله، أكد من خلاله وضع إمكانات وزارة الكهرباء تحت تصرف ولاية الخرطوم لمجابهة أي طارئ . وبدأت مجموعات العمل التي يرأسها الوزراء بمباشرة مهامها، حيث بدأت لجنة العون الإنساني برئاسة وزيرة التوجيه والتنمية الاجتماعية في إرسال الدعم براً وجواً للمناطق التي عزلتها السيول. من جانبه قال مفوض العون الإنساني بولاية الخرطوم؛ محمد السناري مصطفى ل"الشروق" إن معدل الأمطار التي هطلت خلال اليام الثلاثة الماضية، بلغت "132" ملم. وتفوق معدلات أمطار العام 1988م. وأشار إلى أنه تم استنفار المنظمات الاجنبية بالخرطوم كافة، كاشفاً عن اجتماع يوم الإثنين مع المنظمات الوطنية والعربية، لتكثيف المساع والجهود لدرء آثار السيول والأمطار عبر احتياجات الإيواء المطلوبة. واتخذت اللجنة من أرض المعارض ببري مقراً لها لتلقي الدعم من كل الخيرين، فيما بدأت اجتماعات مكثفة مع المنظمات الطوعية الوطنية الأجنبية والإسلامية، وحثها لتقديم العون للمحتاجين. وأعلنت لجنة الطوارئ الصحية والنفايات برئاسة أ.د مأمون حميدة أن عمليات الرش بالمبيدات ستبدأ اليوم مع مضاعفة عمليات نقل النفايات.