طالب عدد من الصناعيين بإعادة تأهيل مصانع النسيج بمدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة، وسط السودان، وقالوا إن ارتفاع كلفة الإنتاج وتراجع التمويل، من الأسباب التي أدت الى إغلاق هذه المصانع، بجانب السياسات العامة الخاصة بالقطاع. وذكر ممثل مصنع الهدى للنسيج محمد الأمين بشير للشروق اليوم، أن استيراد الأقمشة من دول تدعم صناعات النسيج، أثر على المنافسة بالأسواق الداخلية، لعدم القدرة على مجاراتها، ما أفقد المصانع السودانية السوق المحلية، مضيفاً أن عجز التمويل نتج عن خسائر القطاع. وقال رئيس الهيئة النقابية للعاملين بأحد مصانع النسيج محمد سعد عثمان، إن المشكلة تتعلق بتأخير المرتبات. ويصل عدد العاملين الى أكثر من 400 عامل، تقلصوا الى 160 عاملاً. وذكرت حياة مصطفى الموظفة بأحد مصانع النسيج، أن ارتفاع كلفة الصناعة المتمثلة في الكهرباء والقطن الذي يتم شراؤه بسعر الصادر، أسهم بشكل مباشر في ما "آل اليه الحال"، بجانب ارتفاع مقومات الإنتاج الأخرى المتمثلة في غلاء المحروقات والجبايات. فشل لعدم تطابق السياسات وأكد نائب رئيس غرفة النسيج باتحاد الغرف الصناعية د.الفاتح عباس القرشي في اتصال هاتفي مع قناة الشروق، إن أسباب تدهور قطاع النسيج تعود الى عدم تطابق السياسات العامة، الخاصة بالنسيج، مع السياسات التمويلية والضرائبية، وسوق العمل، خاصة أن صناعة النسيج تعد من الصناعات التحويلية، والتي ترتبط بقطاعات أخرى مثل الزراعة. ودعا الى إصلاح السياسات، وتأسيس منظومة متكاملة لنهضة صناعية، ووضع خطة عامة ومراجعة الخطة الخاصة بتطوير وإنقاذ صناعة النسيج، والاستفادة من السوق المحلي الداخلي، وتفعيل القوانين المتعلقة بالسوق خاصة الإغراق وغيره. من جهة أخرى، قالت وزارة المالية السودانية إن كلفة تمويل القطاع الصناعي للعام الحالي بلغت 423 مليون جنيه، وشملت تلك التمويلات تنفيذ الأعمال الهندسية لمشروعات النسيج الحكومية في شندي وكوستي والدويم وتركيب 90 بالمائة من الماكينات.