أعلنت حكومة ولاية جنوب دارفور تشكيل لجنة لحصر الخسائر، بعد أنْ عاد الهدوء إلى مدينة نيالا عقب موجة الأحداث التي شهدتها، يوم الخميس، على خلفية اغتيال أحد رجال الأعمال المشهورين ومرافقه على يد مجهولين، يوم الأربعاء. وقال نائب والي جنوب دارفور، مهدي بوش، إنَّ الحكومة اتخذت جملة من الإجراءات لضبط التفلتُّات ومواجهة المُخرِّبين، الذين قال إنَّهم تجاوزوا حدود المسموح به في التعبير السلمي وفق القانون، موضحاً أنَّه تمَّ تكوين لجنة لحصر الخسائر جرَّاء الاعتداء على مؤسسات الدولة من قبل المندسين أصحاب الأجندة بين المحتجِّين - حسب تعبيره -. من جهته، قال رئيس الهيئة البرلمانية لنواب ولاية جنوب دارفور، عبدالمنعم أمبدي، ل"الشروق"، إنَّ ما حدث بنيالا يُعبِّر عن احتقان ناتج عن انفلات أمني استمر لفترات طويلة. وأضاف أنَّ الأوضاع بالمدينة عادت لطبيعتها بمجرد أنْ عبَّر المواطن عن شعوره، لأن هذا ليس بسبب ترتيب سياسي. إنفلات أمني وشدَّد أمبدي على أنَّ القضية قضية انفلات أمني كبير أدى لإزهاق كثير من الأرواح. ورهن نجاح الإجراءات الأمنية التي اتخذتها حكومة الولاية باستدامتها والجدِّية في تطبيقها. ودعا قادة الأجهزة الأمنيَّة بجنوب دارفور لمتابعة ما أصدروه من قرارات ميدانياً. وشهدت نيالا يوم الخميس موجة من الاحتجاجات على تردِّي الأحوال الأمنية في الفترة الأخيرة واتساع دائرة الاغتيالات والاختطافات، مما دعا عدد من مشيعي جثمان رجل الأعمال إسماعيل وادي للتوجُّه إلى أمانة الحكومة للاحتجاج على ضعف الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في الجانب الأمني. وتدخلت قوات من الشرطة وفرقت المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، بعد إشعال النيران في أمانة الحكومة وبعض السيَّارات الحكومية. وسقط قتيلان وعدد من الجرحى مما دفع الحكومة لإعلان حظر التجوُّل ليلاً في المدينة.