سؤالٌ وجواب: ما الذي تعكسه روسيا من حكم فلاديمير بوتين؟ الفساد والأوليغارشية الوحشية والدعم المخزي للنظام السوري الدموي. عندما عرض عليَّ محرر صحيفة "البرافدا" ديمتري سوداكوف نشر هذا النقد وصفني ب(السياسي الناشط المناوئ لروسيا سنين عددا). وأنا على يقين أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يسمع فيها الروس أنني موسومٌ بكوني خصمهم، ولكن طالما أن هدفي هنا أن أكشف حالات الزيف التي يستغلها حكام روسيا لإدامة سلطتهم وتبرير فسادهم، إذن دعوني أن أبدأ بدحض تلك الكذبة، وهي أنني لم أكن مناوئاً للروس بل العكس، فأنا موالٍ للروس وأكثر موالاةً للروس من النظام الذي يسيئ حكمكم اليوم. ؛؛؛ الانسان الروسي لا يمكنه أن ينشر تحقيقاً كالذي عرضته الآن، فالرئيس بوتين وزمرته لا يحترمون كرامتكم أو يقبلون هيمنتكم عليهم، إنهم يعاقبون المنشقين عنهم ؛؛؛ موالٍ للروس فأنا زعيمٌ بذلك لأنني أحترم كرامتكم وحقكم في تقرير المصير، وأرى أنه يجب أن تعيشوا وفقاً لما يمليه عليكم ضميركم لا ما تمليه عليكم حكومتكم. واعتقد أنكم تستحقون الفرصة لتحسين حياتكم باقتصادٍ مستدام ليستفيد منه الكثيرون لا القلة النافذة فقط، كما يجب أن تُحكموا على أساس قانونٍ واضحٍ وعادلٍ ومنفذٍ إنفاذاً محايداً ودائماً. أزعم ذلك لأنني أؤمن أن الشعب الروسي مثله مثل الأمريكان قد منحه الخالق حقوقاً مطلقة للحياة والحرية والسعي لنيل السعادة. إن المواطن الروسي لا يمكنه أن ينشر تحقيقاً كالذي عرضته الآن، فالرئيس بوتين وأصحابه لا يؤمنون بهذه القيم قيم الحرية، فهم لا يحترمون كرامتكم أو يقبلون هيمنتكم عليهم، إنهم يعاقبون المنشقين عنهم ويسجنون خصومهم ويقومون بتزوير انتخاباتكم ويسيطرون على وسائلكم الإعلامية، وهم يبتزون المنظمات التي تدافع عن حقكم في الحكم الذاتي ويهددونها ويطردونها. ؛؛؛ المواطن سيرجي ماغنيتسكي كان محاسباً في شركة قانونية بموسكو، قام بفضح أكبر حالات سرقة حكومية للأصول الخاصة في تاريخ روسيا ؛؛؛ رعاية الفساد وفي سبيل إدامة سلطتهم يقومون برعاية الفساد المنفلت في محاكمكم واقتصادكم كما يقومون بإدخال الرعب في قلوب الصحافيين الذين يحاولون فضح فسادهم، بل يقومون باغتيال هؤلاء الصحفيين. فالرئيس بوتين ومن معه يقومون بكتابة القوانين لتقنين التعصب في مواجهة أولئك الذين يُدينون ميولهم الجنسي، حيث أودعوا أعضاء إحدى فِرَق "البنك روك الموسيقية" punk rock band السجن بتهمة جريمة الاستفزاز والابتذال لجرأة أولئك الموسيقيين في الاحتجاج على حكم الرئيس بوتين. لم يكن سيرجي ماغنيتسكي ناشطاً في حقوق الإنسان بل كان محاسباً في شركة قانونية بموسكو، لقد كان مواطناً روسياً عادياً قام بفعل شيءٍ غير عادي، لقد قام بفضح أكبر حالات سرقة حكومية للأصول الخاصة في تاريخ روسيا. كان ماغنيتسكي مهتماً بحكم القانون ومؤمناً بأنه لا كبير على القانون. وبسبب معتقداته وشجاعته تم حبسه في سجن بوتركا دون محاكمة، حيث تم ضربه حتى مرض ومات، وبعد وفاته عُقدت له محكمة صورية تذكِّرنا بعهد ستالين، ووجدت المحكمة أنه كان مذنباً بالطبع. لقد كانت تلك جريمة ضد الشعب الروسي وضد حقكم في وجود حكومة أمينة، حكومة تليق بسيرجي ماغنيتسكي وتليق بكم أنتم. ؛؛؛ الثروة الروسية لن تدوم وعندما تكون موجودة تكون في الغالب في حوزة الفاسدين والقلة النافذة، فرأس المال يتسرب من روسيا التي تعتبر محفوفة بالمخاطر ؛؛؛ ثروة بحوزة الفاسدين يدعي الرئيس بوتين أن هدفه هو إعادة روسيا إلى عظمتها في الداخل وبين دول العالم، ولكن بأي مقياس أعاد لكم بوتين عظمتكم؟ فلقد أعطاكم اقتصاداً مبنياً بالكامل على موارد طبيعية قليلة وهو اقتصاد يرتفع وينخفض مع تلكم السلع. إن ثروة روسيا لن تدوم وعندما تكون موجودة تكون في الغالب في حوزة الفاسدين والقلة النافذة، فرأس المال يتسرب من روسيا التي تعتبر بسبب غياب حكم القانون وغياب الاقتصاد واسع الاندياح محفوفة بالمخاطر فيما يتعلق بالاستثمار والأعمال التجارية. لقد أعطاكم بوتين نظاماً سياسياً عانى من الفساد والقمع وهو ليس بالقوة التي يتحمل بها المعارضة. وسؤالنا هو كيف عزز بوتين المكانة الدولية لروسيا؟ مكانة معززة بالبطش عززها بالتحالف مع بعض أكثر أنظمة العالم عدواناً وتهديداً وذلك بدعم نظامٍ سوريٍّ يقوم باغتيال عشرات الآلاف من شعبه ليبقى في السلطة وبمنع الأممالمتحدة حتى من إدانة أعماله الوحشية وبرفض النظر في مجزرة الأبرياء ومحنة ملايين اللاجئين وبالاحتمال الزائد لاندلاع حريق يلتهم البلدان الأخرى في نيرانه مما سيصبح موضوعاً ملائماً للفت نظر العالم. ؛؛؛ الرئيس بوتين لا يؤمن بهذه القيم، فهو لا يؤمن بأن الطبيعة البشرية بحريتها يمكن أن تسمو فوق حالات الضعف وتبني مجتمعاتٍ عادلة ؛؛؛ إن بوتين لم يعمل لتعزيز سمعة روسيا الدولية، إنه يحطم هذه السمعة، وقد جعل من روسيا صديقاً للمستبدين وعدواً للمضطهدين وغير موثوق بها من جانب الدول التي تسعى لبناء عالمٍ أكثر سلماً وأمناً وازدهاراً. إن الرئيس بوتين لا يؤمن بهذه القيم لأنه لا يؤمن بكم، فهو لا يؤمن بأن الطبيعة البشرية بحريتها يمكن أن تسمو فوق حالات الضعف وتبني مجتمعاتٍ عادلة وسلمية ومزدهرة، أو هو على الأقل لا يؤمن بأن الروس يمكنهم ذلك. لذا هو يحكم باستغلال تلك الحالات من الضعف، إنه يحكم بالفساد والقمع والعنف، إنه يحكم من أجل ذاته لا من أجلكم. أنا أؤمن بكم وأؤمن بقدرتكم على الحكم الذاتي وبرغبتكم في العدالة والفرص، أؤمن بعظمة الشعب الروسي الذي عانى معاناة كبيرة وناضل بجسارة في مجابهة المحنة الفظيعة للحفاظ على أمتكم، أؤمن بحقكم في صنع حضارة تليق بأحلامكم وتضحياتكم. فعندما انتقد حكومتكم ليس لأنني ضد الروس ولكن لأنني أؤمن أنكم تستحقون حكومة تؤمن بكم وتستجيب لكم، وأراني أتطلع لليوم الذي تجدونها فيه.